القطب الشمالي.. ساحة نزال "بارد" بين واشنطن وموسكو
حوّلت مسارات الشحن الجديدة في القطب الشمالي نتيجة التغير المناخي، المنطقة إلى ساحة مواجهة جديدة بين الولايات المتحدة وروسيا.
ونظرا للأهمية الاقتصادية والاستراتيجية للقطب الشمالي قررت الولايات المتحدة إجراء أول مناورات من نوعها هذا الشهر في القطب الشمالي، بمشاركة نحو 8000 جندي قبل فترة طويلة من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
ووفقا للصحيفة كانت تحركات موسكو العسكرية بالقطب الشمالي في السنوات الأخيرة -وهو جزء من العالم تشترك فيه الولايات المتحدة وروسيا في حدود بحرية طويلة- الدافع الرئيس خلف هذه المناورات.
وتصاعدت التوترات حول المنطقة منذ سنوات، حيث تطالب الدول بحصص في مسارات الشحن واحتياطيات الطاقة التي كشف عنها التغير المناخي. ومع تحول النظام الجيوسياسي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، يتوقع أن تشتد المنافسة على السيادة والموارد في القطب الشمالي.
وتشير الصحيفة إلى أن الحكومة الأمريكية تستثمر ملايين الدولارات لتوسيع الميناء في "نومي" على الساحل الغربي لولاية ألاسكا، والذي يمكن تحويله إلى مركز يخدم خفر السواحل وسفن البحرية التي تبحر في الدائرة القطبية الشمالية.
ويتوقع خفر السواحل نشر ثلاث كاسحات جليد جديدة، على الرغم من نشر روسيا أكثر من 50 كاسحة جليد في المنطقة بالفعل.
ورغم تنديد الولايات المتحدة بالتوسع العسكري الروسي في القطب الشمالي، يخطط البنتاجون لزيادة تواجده وقدراته، والعمل على إعادة بناء مهارات الطقس البارد التي أهملت خلال عقدين من الحرب في العراق وأفغانستان. كما نقل سلاح الجو العشرات من الطائرات المقاتلة من طراز إف-35 إلى ألاسكا، معلنا أن الولاية ستستضيف "مقاتلات أكثر تقدما من أي موقع آخر في العالم".
وكان الجيش الأمريكي قد أصدر العام الماضي أول خطة استراتيجية له "لاستعادة الهيمنة على القطب الشمالي".
كما وضعت البحرية الأمريكية، التي أجرت هذا الشهر تدريبات فوق وتحت الجليد البحري داخل الدائرة القطبية، خطة لحماية المصالح الأمريكية في المنطقة.
وأعطت روسيا، التي يقع البر الرئيسي الشرقي لها على بعد 55 ميلا فقط عبر مضيق بيرينج من ساحل ألاسكا، الأولوية لسنوات لتوسيع وجودها في القطب الشمالي من خلال تجديد المطارات وإضافة قواعد وتدريب القوات وتطوير شبكة من أنظمة الدفاع العسكرية على الحدود الشمالية.
ومع ارتفاع درجة حرارة المناخ وتقلص الجليد البحري في المنطقة، تتحرك مخزونات الأسماك القيمة شمالًا، بينما أصبحت المعادن النادرة والاحتياطيات الكبيرة من الوقود الأحفوري في القطب الشمالي هدفًا متزايدًا للاستكشاف. وتستعد حركة القوارب لزيادة التجارة والسياحة.
ونتيجة لذلك، فتحت المعاهدات والمطالبات والمناطق الحدودية المعقدة التي تحكم المنطقة أمام نزاعات جديدة
وأشارت صحيفة "نيويورك" إلى أنه قبل عامين أجرت روسيا مناورات حربية خاصة عبر بحر بيرينج، حيث قام القادة الروس باختبار أسلحة وطالبوا قوارب الصيد الأمريكية العاملة في مياه الصيد الأمريكية بالابتعاد عن المنطقة - وهو أمر نصحهم خفر السواحل الأمريكي بالامتثال له. كما أرسلت روسيا طائرات عسكرية مرارًا إلى حافة المجال الجوي الأمريكي، مما دفع الطائرات الأمريكية إلى المسارعة لاعتراضها وتحذيرها.
ويرى تروي بوفارد، مدير مركز الأمن والمرونة في القطب الشمالي بجامعة ألاسكا فيربانكس، أن توتر العلاقات الناجم عن العملية الروسية في أوكرانيا يمكن أن يفتح الباب أمام مجموعة متنوعة من المشاكل المستقبلية، مشيرا إلى أنه رغم عدم وجود صراع وشيك في القطب الشمالي، إلا أنه قد ينشب بشأن كيفية إدارة روسيا للمياه البحرية أو الخلافات حول التنقيب تحت سطح البحر.
وخلص إلى أن الولايات المتحدة بحاجة أيضًا إلى الاستعداد لمساعدة حلفائها في شمال أوروبا الذين يشتركون في مستقبل غامض مع روسيا في الممرات المائية في القطب الشمالي.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuMjIzIA== جزيرة ام اند امز