منذ قيام الجمهورية التركية عام 1923، ومهمة الجيش حماية العلمانية، فيما تحاول أحزاب الإخوان -وآخرها العدالة والتنمية- الانقضاض والسيطرة على الدولة، ومع مرور الزمن تجذر العداء بين الطرفين.
يدرك أردوغان أن الجيش الذي أزاح 4 حكومات إخوانية عن السلطة في القرن الماضي، هو أخطر على أحلامه السلطانية، من كل مغامراته الخارجية.
مسرحية الانقلاب المزعوم عام 2016، سمحت لأردوغان بزج الآلاف من ضباط الجيش وجنوده في السجون، ثم أقال 30 جنرالا بينهم قائد القوات الخاصة الفريق زكائي أكساكالي والجنرال إسماعيل متين تمال، سارع أردوغان إلى تأسيس مجموعة العمليات الشعبية الخاصة الموالية، التي قال متزعمها فاتح كايا إن جماعته تنتشر في 22 مقاطعة تركية، وهي على استعداد للقيام بكل ما تؤمر به، ثم أنشأ باسيجا خاصا به، تحت مسمى حراس الليل، أو ما يعرف بجيش أردوغان .
في يوليو عام 2020 أصدر أردوغان قرارات لتنحية نحو 45 ضابطا من كبار جنرالات وقيادات الجيش الرافضين لسياساته العدائية، وأعاد أردوغان هيكلة الجيش وقام بتسليم قيادته لموالين له ولحزبه.
رغم كل هذه الأعمال والإجراءات، بقي الخوف يلازم أردوغان، لدرجة أنه بدأ يسحب الأسلحة من الجيش ويسلمها للأجهزة التي يحكم السيطرة عليها.
في 6 من يناير عام 2021 صدر مرسوم حكومي تركي يقضي بتسليم أسلحة ومركبات تابعة للقوات المسلحة التركية إلى الشرطة وأجهزة المخابرات.
خبراء أتراك يرون أن تسليح الشرطة والمخابرات بسلاح الجيش مؤشر على تخوف أردوغان من انقلاب حقيقي، وأنه عمل ستكون له تداعيات خطيرة.
هكذا هم الإخوان، أينما حلوا حل الخراب، وحيثما كانوا يريدون دولة داخل الدولة، وأردوغان الحاقد على الجيش، أبعده عن مهمته الأساسية، وأنشأ جيوشا خاصة به خارج إطار الدولة التركية لضمان استمرار السيطرة.
فهل يقف الأتراك مكتوفي الأيدي حتى تضيع تركيا؟ أم يوحدوا صفوفهم ليتخلصوا من أردوغان وحزبه الإخواني ويعيدوا لجيشهم مكانته ودوره المسلوب؟.