جيش ليسوتو ينسحب من الشوارع بعد انتشار مؤقت
رئيس حكومة ليسوتو توماس تابانيه كان قد أمر بنشر الجيش في الشوارع "لإعادة النظام" في مواجهة الذين يطالبون باستقالته.
عاد جيش ليسوتو إلى ثكناته، الأحد، غداة عملية أمر بها رئيس الوزراء توماس تابانيه "لإعادة النظام" في مواجهة الذين يطالبون باستقالته.
وذكرت صحفية من وكالة فرانس برس أن المدرعات والجنود المسلحين الذين كانوا يجوبون شوارع العاصمة ماسيرو، السبت، عادوا إلى ثكناتهم صباح الأحد.
ولم يرد ناطق باسم هيئة أركان الجيش على أسئلة وكالة فرانس برس فورا.
وكان تابانيه أمر، السبت، بنشر الجيش في البلاد، في فصل جديد من الأزمة الخطيرة التي تواجهها نتيجة نزاع بين تابانيه وخصومه السياسيين منذ اتهامه بقتل زوجته السابقة.
وخلال خطاب مفاجئ بث في الإذاعات والمحطات التلفزيونية الوطنية، أعلن تابانيه نشر الجيش بهدف "فرض السلام والنظام".
وقال "فوجئنا كيف أن بعض الأشخاص والمؤسسات يهاجمون المبادئ والسلطة التي تؤمن استقرار هذا البلد وديمقراطيته".
وأضاف: "لذلك نشرنا الجيش لاستعادة السيطرة على الوضع واتخاذ التدابير اللازمة بحق هؤلاء العناصر".
وتشهد ليسوتو أزمة سياسية خطيرة منذ اتهام تابانيه (80 عاما) بالتورط في قتل زوجته السابقة ليبوليلو تابانيه في 14 يونيو/حزيران/2017 التي كان بصدد طلاقها.
وذكرت مصادر في محيط رئيس الحكومة أن وفدا وزاريا من جنوب أفريقيا توجه السبت إلى ماسيرو للاطلاع على الوضع، وفق ثابو ثاكاليكوالا سكرتير تابانيه.
وفي بيان وقعه مع نظرائه سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، ذكر سفير جنوب أفريقيا في ليسوتو "بأهمية الحفاظ على الاستقرار ودولة القانون" فيها.
وقال السفراء: "ندعو السلطات المحلية إلى تشجيع طريقة موحدة تغلب حماية المواطنين واستمرار الخدمات الأساسية" بسبب وباء كوفيد-19، مؤكدين أن "أي أعمال تسبب زعزعة في الاستقرار ستكون كارثية".
ويخضع سكان ليسوتو لإجراءات عزل لمنع انتشار وباء كوفيد-19 حتى الثلاثاء على الأقل، لكن لم تسجل فيها أي إصابة.
ويفترض أن توجه التهم رسمياً لتابانيه الذي يرأس المملكة الصغيرة منذ أكثر من عامين، لدوره في مقتل زوجته السابقة. واتهمت زوجته الحالية ميساياه تابانيه البالغة من العمر 43 عاماً رسمياً في فبراير/شباط بالجريمة وقد أفرج عنها بشروط.
ومنذ أن خرجت القضية للعلن، خسر تابانيه دعم حزبه "مؤتمر كل باسوتو"، ما دفعه لإعلان نيته للاستقالة "بحلول نهاية يوليو/تموز ".
واعتمد البرلمان قانوناً يمنعه من الدعوة لانتخابات جديدة في حال صوت البرلمان على سحب الثقة من حكومته.
وازدادت الأزمة تعقيداً منذ أن أعلن حزب تابانيه وأحزاب المعارضة الشهر الماضي التوصل لاتفاق يتيح استبدال الفريق الوزاري الحالي برمته، ما دفع رئيس الوزراء إلى التنديد "بأفعال إرهابية" وأمر قوات الأمن بفتح تحقيق بحق خصومه.
وليسوتو التي تحيط بها جنوب أفريقيا من كل الجهات، شهدت منذ استقلالها في 1966 حياة سياسية مضطربة اتسمت بسلسلة انقلابات عسكرية.
وهي تعاني من البطالة وانتشار فيروس الإيدز الذي أصاب 23% من سكانها البالغ عددهم مليون نسمة، ونقص في الخدمات العامة. وهي تعد من أفقر دول العالم.
aXA6IDE4LjExNi45MC41NyA= جزيرة ام اند امز