لماذا يجب أن يقلق أرسنال من نتائجه المتواضعة؟
استهل أرسنال الموسم الحالي من الدوري الإنجليزي الممتاز بهزيمة غير متوقعة (0-2) أمام مضيفه برينتفورد، الصاعد حديثا إلى المسابقة.
ويبدو أن معاناة أرسنال وجماهيره في طريقها للتجدد لموسم آخر، حيث لا تلوح في الأفق أي مؤشرات للخروج من دوامة النتائج المخيبة والمحبطة.
وكان تدهور نتائج أرسنال في السنوات الأخيرة تسبب في ابتعاده عن المشاركة في دوري أبطال أوروبا منذ موسم 2017-2018، بعد سنوات طويلة من الحضور المستمر في البطولة الأوروبية الأرفع شأنا.
وبعد 4 سنوات متتالية في الدوري الأوروبي، البطولة الثانية لأندية القارة العجوز، فشل أرسنال في حجز أي مكان بالبطولات الأوروبية هذا الموسم، بعدما احتل المركز الثامن في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي، وهو أمر يدل على صعوبة الوضع الذي يعيشه، ويدق نواقيس الخطر في ملعب "الإمارات".
منطقة الراحة
منذ آخر ألقاب أرسنال في الدوري الإنجليزي الممتاز (2003-2004) بدأ الفريق اللندني يميل بالتدريج للتواجد فيما يعرف بـ"منطقة الراحة"، التي لا تتطلب بذل كثير من الجهد إذا كانت النتائج مرضية، لا سيما من الناحية المالية.
بمرور الوقت، ابتعد أرسنال عن المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وبات يكتفي بتحقيق مراكز تؤهله إلى دوري أبطال أوروبا، مع إرضاء المشجعين بألقاب أقل أهمية مثل كأس الاتحاد الإنجليزي أو الدرع الخيرية.
تلك الحقبة من تاريخ أرسنال تزامنت مع حصول رجل الأعمال الأمريكي ستان كرونكي على حصة أكبر من أسهم النادي (29.9%) ليحجز مقعدا في مجلس الإدارة عام 2008، وفي غضون 3 أعوام فقط وصلت تلك النسبة إلى 62.8%، ثم 90% عام 2018.
وتملك شركة كرونكي عدة أندية في أمريكا تنافس بعدة رياضات وحتى الألعاب الإلكترونية، لكن طريقة إدارة أرسنال تحديدا هي محل الانتقاد شبه الدائم، بسبب الإخفاقات المتكررة على المستوى الرياضي، والسياسة المالية الهادفة للربح بأي طريقة ممكنة.
وتنتهج إدارة كرونكي أسلوب التقشف المالي في أرسنال لتحقيق أكبر عائد ممكن، ويتم تحديد ميزانية منخفضة للانتقالات كل عام، فضلا عن رفع أسعار التذاكر بشكل يثير استياء الجماهير خاصة مع تدني المستوى وتدهور النتائج.
وتعد التذكرة الموسمية لنادي أرسنال في الدوري الإنجليزي هي الأغلى هذا الموسم بين أندية المسابقة، وتبلغ قيمتها 891 جنيها إسترلينيا، فيما تبلغ قيمة تذكرة مانشستر سيتي، حامل اللقب، 325 جنيها فقط.
لماذا يجب أن يقلق أرسنال من نتائجه؟
حتى وإن كان أرسنال في وضع مستقر ماليا بسبب سياسته التقشفية والتفكير الاقتصادي البحت، فإن ما يقدمه على أرض الملعب قد يجرده من هذا الاستقرار، خاصة مع ابتعاده عن دوري أبطال أوروبا، مما يحرمه من عائد كبير.
وبالنظر إلى أرباح أرسنال في السنوات الأخيرة، نجد أنها في منحنى تنازلي من مبلغ يصل إلى 500 مليون يورو تقريبا في موسم 2016-2017، إلى 430 مليونا فقط الموسم الماضي، ومن المتوقع استمرار هذا التراجع.
كذلك فإن أرسنال مهدد طوال الوقت بخسارة كبيرة في أموال الرعاية، حيث يفضل الرعاة ضخ أموالهم في أندية ناجحة رياضيا وذات شعبية كبيرة، وهو شيء بدأ أرسنال في فقدانه.
وكان باول كاجامي، رئيس رواندا، انتقد خسارة أرسنال ضد برينتفورد، حيث قال: "علينا ألا نقبل المستوى المتواضع أو نبرره، لا بد أن يكون الفريق قادرا على تحقيق الفوز"، وهي رسالة لا يمكن تجاهلها، حيث إن تلك الدولة تدفع للنادي اللندني 10 ملايين جنيه إسترليني سنويا مقابل الترويج لحملة "زوروا رواندا" عبر قميص الفريق.
وبالعودة بالزمن 4 أشهر، نجد أن قطاعا كبيرا من المشجعين والنقاد استغربوا وجود أرسنال بين الأندية المؤسسة لبطولة دوري السوبر الأوروبي، والتي كانت تضم عمالقة القارة العجوز، باعتباره لم يعد ناديا كبيرا ذا شأن كما كان قبل عدة سنوات.
في الوقت الحالي لا يبدو أرسنال بعيدا عن تكرار ما حدث لأندية كبيرة وعريقة حول العالم، ابتعدت عن القمة والأضواء لسبب أو لآخر، لذا فعلى إدارته توخي الحذر والشعور ببعض القلق المفيد فيما يتعلق بالنتائج.