50 فنانا إثيوبيا في مهرجان "طباب بادباباي" الفني
انطلق مهرجان "طباب بادباباي" في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بمشاركة أكثر من 50 من فناني وموسيقي إثيوبيا.
وجاء المهرجان تحت شعار "الفن من أجل الأرض" Art to Earth، مشتملا على العديد من الأنشطة الفنية والثقافية على مدار أكثر من 10 أيام.
"وطباب بادباباي" مهرجان غنائي فني يقوم على استعراض الفن في الأماكن العامة، عبارة عن مسرح غنائي على الهواء، ينظم سنويا بهدف نقل الفن من الاستوديوهات والمعارض إلى الساحات العامة لإشراك الجماهير بالشوارع العامة بشكل مفتوح.
وقالت تناجي تادسي، صاحبة المبادرة ومؤسسة لمهرجان طباب بادباباي، إن فكرة هذا المهرجان بدأت قبل 5 سنوات بهدف إشراك الناس العاديين في مختلف الأشكال الفنية وتوعيتهم بالقضايا الاجتماعية الهامة.
وأوضحت صاحبة المبادرة لـ"العين الإخبارية، أن فكرة مهرجان طباب بادباباي حققت نجاحات كبيرة منذ انطلاقتها في العام 2017 وحتى العام 2019، وقالت إن الفعاليات السابقة نجحت في رفع عدد من الشعارات التي اهتمت بالحياة الاجتماعية ولامست القضايا الرئيسية في حياة المجتمع.
ولفتت إلى أن مهرجان العام الماضي 2020 تم دعمه، من قبل الاتحاد الأوروبي كمبادرة ثقافة ذات اهتمام اجتماعي، وأضافت أن هذا الدعم الأوروبي ساعد المبادرة في استكشاف نماذج مختلفة من التعاون الثقافي بين مختلف الشعوب، مشيرة إلى أن المهرجان في العام 2020 نظم بطريقة مختلفة بسبب انتشار كوفيد 19 حيث تمت اللقاءات الثقافية عبر المنصات الرقمية.
وقالت تادسي إن مهرجان هذا عام 2021، والذي يأتي تحت شعار "Art to Earth" الفن من أجل الأرض، يهدف لاستكشاف طرق جديدة للمشاركة الثقافية الواعية اجتماعيًا وبيئيًا، وأكدت على أن الاهتمام بالبيئة هو الاهتمام بالفن والثقافة والتراث وهو ما دفعهم لربط الفن بالأرض.
وأضافت أن شعار هذا العام أيضا يهدف الى توعية المجتمع حول التغير المناخ والتلوث البيئي والمحافظة على الغابات والطبيعة.
وتابعت صاحبة المبادرة ومؤسسة مهرجان طباب بادباباي أن تجربة هذا العام تسعى لتحقيق عدة أهداف من دعم الشبكات الثقافية داخل إثيوبيا، وتسهيل تبادل المعرفة، وبناء قدرات المهنيين المبدعين من خلال منصات شاملة للتبادل مع المجتمع في جميع أنحاء العالم.
بدوره قال إيمانويل فلقي، منسق البرنامج الثقافي في معهد جوته الألماني، إن مهرجان طباب بادباباي، الذي يشارك فيه نحو 50 فنانًا ومجموعات إبداعية من مختلف التخصصات في جميع أنحاء المدينة ، يتضمن مجموعة من الأنشطة.
وأوضح لـ"العين الإخبارية" على هامش الفعالية، أن الأعمال التي تصاحب المهرجان تساعد في نقل المشاركين نحو القيمة الجمالية للفن وقدرته على معالجة مجموعة من القضايا الاجتماعية والبيئية.
وأشار فلقي إلى أنه يشارك في الفعالية كواحد من الجهات المشرفة على هذا المهرجان، وأضاف أن المهرجان تشرف عليه مجموعات ثقافية متعددة من بينها جميع معاهد الثقافة التابعة للاتحاد الأوروبي ،وهي (شبكة من المعاهد والمنظمات الثقافية الوطنية في أوروبا وتضم 36 عضوًا من جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 28 دولة).
وتستمر فعاليات مهرجان "طباب بادباباي" حتى 25 ديسمبر الجاري، مشتملا على عدد من الفنون الثقافية من الغناء والشعر والرقص والرسومات الفنية على جدران الشوارع الرئيسية بالعاصمة,
كما يتضمن المهرجان الذي يستمر لأكثر من أسبوع، مناقشات على المائدة المستديرة والفنون البصرية والمعارض وألعاب الموسيقى والرسوم المتحركة مناشط فنية أخرى.
فيما عبر طببو بلطي، وهو صحفي إثيوبي مخضرم، عن أمله في أن توظف الإمكانات الأفريقية بصورة تتماشى مع الموارد المتوفرة، وقال إن القارة الأفريقية تحتاج إلى مزيد من الجهود لتوظيف الإمكانات خاصة في مجال الغابات.
وأوضح بلطي لـ"العين الإخبارية" على هامش الفعالية، أن القارة الإفريقية أقل كثافة من حيث الغابات الصينية، على الرغم من أن عدد سكان قارتنا أقل بكثير من الصين، وهذا ينافي النظرية التي تقول كثافة السكان هو السبب في قطع الأشجار والتصحر، ولكن السبب الرئيسي هو استخدامنا الجائر للغابات كوقود لإعداد وجباتنا اليومية بدل التكنولوجيا.
وأضاف أن إثيوبيا تعتبر قلعة المياه وعلى الرغم من ذلك لم تنتج 3000 ميجا وات من الطاقة المائية ورئيس الوزراء الإثيوبي الراحل ملس زيناوي كان قد خطط لإنتاج 10 آلاف ميجا وات من الطاقة الكهرومائية حتى عام 2015 إلا أن ذلك لم يتحقق حتى الآن، مضيفا أن هذا يعني أننا ما زلنا نستخدم الغابات كوقود وهو ما يؤثر بطريقة مباشرة على تغير المناخ.
وأكد الصحفي الإثيوبي أن الفن يلعب دوره المنوط به في تغير أفكار المجتمع في مجال تغيير المناخ، وقال إن المهرجان الغنائي يحمل شعارات مهمة من بينها حماية البيئة وهو ما يشجع في المساهمة الفاعلة في معالجة المشكلة البيئية، مشيرا إلى أن مشروع زراعة الشتلات في جميع أرجاء إثيوبيا يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح.