مهمة أرتيميس.. "ناسا" تؤجل إطلاق صاروخها إلى القمر للمرة الثانية (فيديو)
للمرة الثانية خلال 5 أيام، أجلت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، السبت، إطلاق صاروخها العملاق الجديد نحو القمر.
وأوقفت الوكالة الأمريكية العد التنازلي لإطلاق الصاروخ، في أولى مهام برنامجها "أرتيميس"، المقرر أن يشمل رحلات من القمر إلى المريخ.
جاء إلغاء إطلاق صاروخ (نظام الإطلاق الفضائي)، الذي يعادل طوله مبنى مؤلفا من 32 طابقا، مع الكبسولة أوريون من كيب كنافيرال بولاية فلوريدا، بعد محاولات متكررة من الفنيين لإصلاح تسريب لوقود الهيدروجين السائل فائق التبريد، الذي يتم ضخه في خزانات وقود المرحلة الأساسية للمركبة.
كان تأخير طرأ السبت على استعدادات وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) لإطلاق الصاروخ، قبل ساعات من الموعد المقرر له، بعدما كانت أرجأت الإثنين الماضي إقلاع هذه المهمة التي تستهل بها الولايات المتحدة برنامجها للعودة إلى القمر "أرتيميس"، بعد 50 عاما على آخر رحلة ضمن برنامج "أبولو".
وقبل دقائق من حلول الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي، أعطت مديرة الإطلاق تشارلي بلاكويل-تومسون الضوء الأخضر لبدء عملية ملء خزانات الصاروخ بالوقود المبرد الذي يتألف في المجموع من نحو 3 ملايين لتر من الهيدروجين والأكسجين السائلين.
ولكن بعد أكثر من ساعة بقليل، تم اكتشاف تسرب عند أسفل الصاروخ، على مستوى الأنبوب الذي يمر الهيدروجين من خلاله إلى الخزان.
وأوقِف التدفق مؤقتاً، قبل استئنافه بعدما أعادت الفرق العملية يدوياً.
ويتمثل هدف مهمة "أرتيميس 1" غير المأهولة في إطلاق كبسولة "أوريون" في المدار حول القمر، للتحقق من أن المركبة آمنة لرواد الفضاء المستقبليين.
وبفضل هذه الكبسولة الجديدة، تعتزم وكالة الفضاء الأمريكية استئناف الاستكشافات البشرية البعيدة في الكون، إذ إن القمر يبعد عن الأرض مسافة تفوق تلك التي تفصلنا عن محطة الفضاء الدولية بألف مرة.
لكن قبل كل شيء تهدف "ناسا" من خلال هذا البرنامج إلى ترسيخ وجود بشري دائم على القمر، قبل أن تعتمد نقطة انطلاق لمهمة على المريخ، وفقا لوكالة رويترز.
ويتمثل الهدف الرئيسي لـ"أرتيميس 1" في اختبار الدرع الحرارية للكبسولة أثناء عودتها إلى الغلاف الجوي للأرض، بسرعة تقرب من 40 ألف كيلومتر في الساعة ودرجة حرارة توازي نصف حرارة سطح الشمس.
وفي المجموع، يفترض أن تجتاز الكبسولة نحو 1,2 كيلومتر حتى هبوطها في المحيط الهادئ.
مهمة مأهولة سنة 2025
وسيشكل النجاح الكامل للمهمة ارتياحا لـ"ناسا" التي كانت تعتزم أصلاً إطلاق الصاروخ سنة 2017.
وبحسب تدقيق حسابي رسمي، ستتخطى المبالغ التي استثمرتها الوكالة في برنامج العودة إلى القمر بحلول نهاية عام 2025 الـ90 مليار دولار.
واستوحي اسم "أرتيميس" من الأخت التوأم للإله اليوناني أبولون، في تشابه بالأسماء مع برنامج أبولو الذي أرسل إلى القمر بين عامي 1969 و1972 رواد فضاء من ذوي البشرة البيضاء فقط.
وترغب "ناسا" من خلال "أرتيميس" أن ترسل إلى القمر أول شخص من أصحاب البشرة الملونة وأول امرأة.
وبعد هذه المهمة الأولى، ستنقل "أرتيميس 2" رواد فضاء إلى القمر في عام 2024، من دون أن تهبط على سطحه.
وأول هبوط لمهمة مأهولة سيحصل لطاقم "أرتيميس 3" في عام 2025 على أقرب تقدير. وتسعى "ناسا" إلى إطلاق مهمة واحدة سنويا بعدها.
والهدف من ذلك هو إنشاء محطة فضائية "جايتواي" في مدار حول القمر بالإضافة إلى قاعدة على سطحه.
وترغب "ناسا" في استخدام هذه المحطة لإجراء اختبارات على التقنيات الأساسية لإرسال البشر إلى المريخ، ومن بينها بزات جديدة، ومركبات تنقل واستخدام محتمل للمياه الموجودة في القمر.
aXA6IDMuMTQxLjcuMTY1IA==
جزيرة ام اند امز