الأسلحة الخاملة والنظام الجديد يقودان أرتيتا لانتصاره الأول
تغييرات عديدة أجراها مايكل أرتيتا، المدير الفني لفريق أرسنال الإنجليزي، في مستهل رحلته مع الفريق اللندني بدأت تظهر نتائجها.. تعرف عليها
على الرغم من التحسن الذي طرأ على أداء فريق أرسنال الإنجليزي، تحت القيادة الفنية للمدرب مايكل أرتيتا، في أول مباراتين ضد تشيلسي وبورنموث، إلا أن الخسارة في الديربي اللندني والتي تلت التعادل مع الثامن عشر في الترتيب، ألقت بظلالها على المدفعجية مع وجود العديد من الأزمات وشوهت صورة التحسن الذي بدأ يظهر تدريجيا.
نجح أرتيتا قبل أي شيء في الاستفادة من الأسلحة الخاملة في كتيبة المدفعجية، البداية كانت من خلال قناعته التامة بمسعود أوزيل نجم ريال مدريد السابق وبطل العالم مع ألمانيا في 2014، الذي تعرض لانتقادات حادة وغاب لفترات طويلة عن الفريق في الأشهر الماضية، بلغت 9 مباريات في أول 10 لقاءات بالدوري.
خارج الملعب، كان أرتيتا دائم الإشادة بإمكانيات اللاعب الذي زامله عامين في ملعب الإمارات، وعلى أرض الملعب قدم أوزيل مستويات متحسنة من لقاء لآخر، كان آخرها ضد يونايتد الأربعاء.
أسهم ذلك في أن يتجه المدرب نحوه على الفور بنهاية المباراة ويحتضنه، ويؤكد له "أوزيل لعبت جيداً"، مع ردة فعل مماثلة من النجم الألماني الذي عبر عن فرحته وامتنانه.
إن مسعود أوزيل من تلك النوعية من اللاعبين المزاجيين، الذي يمكن للمدرب أن يستخرج منهم أفضل ما لديهم إذا ما منحهم الدعم النفسي المطلوب قبل أي أمور فنية، مدرسة ماريو بالوتيلي ولكن مع الاختلاف، ولهذا كان طبيعياً أن يظهر أوزيل في حالة عصبية متوترة في الفترة التي لعبها مع مدرب لا يريده مثل إوناي إيمري.
تلك النظرية التي يطبقها أرتيتا مع أوزيل تختلف عن مدارس أخرى ناجحة، وهو ما جعل أولي هونيس رئيس بايرن ميونيخ السابق يرفض ضم اللاعب أو يفكر في ضمه إلى أليانز أرينا، على الرغم من أن أغلب النجوم الألمان يمرون عبر الباب البافاري، سواء في بداية مسيرتهم أو منتصفها أو نهايتها أو حتى من البداية للنهاية مثل توماس مولر.
أما العنصر الثاني فكان الإيفواري نيكولاس بيبي، الذي على تألقه ضد المان يو ودور المقابلة التي جمعته بالمدرب أرتيتا صباح الأربعاء "لقد تحدثت مع المدرب في الصباح، وأخبرني أني سأبدأ، ولقد سألني عن جاهزيتي وأكدت له ذلك".
وواصل "اليوم كان عيد ميلاد والدتي، ولقد نجحت في التسجيل وهو أمر إيجابي لي ولفريقي".
وأوضح بيبي أن أرتيتا اعتمد على الفيديو في تحليل أداء المنافس قبل المباراة، مما منح الفريق الأفضلية ضد منافس بحجم اليونايتد، بالإضافة إلى إظهار صلابة دفاعية لم تظهر ضد تشيلسي.
وأقر اللاعب الإيفواري بأنه بقدوم أرتيتا بات هناك نظام جديد وتعليمات جديدة، يتأقلم اللاعبون عليها سريعاً، وهذا ما ظهر في المباريات الثلاث الأخيرة، رغم عدم تحقيق الفوز.
إن المدرب الشاب نجح حتى الآن في عدة أمور، تحويل مستوى أكثر من لاعب بشكل إيجابي، وهذا مرتبط بالنظام الذي تحدث عنه بيبي من جانب، والتعامل النفسي الداعم الذي ظهر في حالة أوزيل من جانب آخر.
ولم يكن أوزيل فقط من تحسن في فريق شمال لندن، هناك أيضا سقراطيس باباستوبولس، وبعيداً عن الأداء الفردي فهناك جماعية وتمرير سريع وروح جديدة ظهرت حتى من قبل الفوز الأول على اليونايتد، ظهرت في خسارة تشيلسي 1-2.
إن تحسن الحالة الفنية للفريق ككل كان له هذا الأثر ممثلا في السعادة التي انتابت لاعبا مثل بيير إميريك أوباميانج، هداف البريميرليج الموسم الماضي رغم فشله في التسجيل في ليلة الأربعاء، وبعيداً عن ذلك رغبته في الرحيل عن ملعب الإمارات حال الفشل في التأهل لدوري أبطال أوروبا.
وبالطبع لو نجح أرسنال بقيادة أرتيتا في التأهل للمشاركة في البطولة الأبرز أوروبيا سيكون من الأقرب بقاء أوباميانج في شمال لندن لفترة أبعد من صيف 2020.