الذكاء الاصطناعي والإعلام.. بين المواكبة والحفاظ على اللمسة البشرية

شهدت قمة الإعلام العربي بدبي نقاشات محورية حول تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل الإعلام وصناعة المحتوى في العالم العربي.

وأكد المشاركون على دور الذكاء الاصطناعي المتنامي كأداة تمكينية، مع التحذير من الاعتماد المفرط عليه في الجوانب الإبداعية.

• «دبي للإعلام» ترسم ملامح مستقبل الإعلام كشريك استراتيجي في قمة 2025

وسلطت القمة الضوء على ريادة دولة الإمارات في تبني هذه التقنية، وضرورة بناء بنية تحتية معرفية وتكنولوجية، إلى جانب أهمية التعليم والتشريعات لضمان استخدامه الآمن والمسؤول.

وفي تصريحات لوكالة أنباء الإمارات "وام"، شدد سامر الجيوسي، المدير الإقليمي للذكاء الاصطناعي في "DELL" لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا الشرقية، على أهمية دور الإعلام في بناء بيئة رقمية موثوقة، معتبراً أن الذكاء الاصطناعي جهد جماعي يتطلب تعاونا بين المؤسسات الإعلامية والجهات الحكومية وشركات التكنولوجيا.

وأشار إلى تحدي نقص البيانات العربية المدققة، مؤكداً أن أرشيف المؤسسات الإعلامية يمثل قاعدة قوية لبناء نماذج ذكاء اصطناعي تخدم المنطقة، وأشاد بريادة الإمارات في تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي وضرورة حماية البيانات.

وأفاد أحمد ماهر، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة "أربعة" لـ "وام"، بأن الذكاء الاصطناعي أداة مساندة لصناع المحتوى وليس بديلا عن الإنسان، مستشهداً بتجربة شركته في تحسين جودة البودكاست، وأكد أن "اللمسة البشرية ستظل عنصراً أساسياً".

وأكد حامد بن كرم، رئيس تحرير صحيفة "البيان"، أن مواكبة تطورات الذكاء الاصطناعي ضرورية للبقاء في المنافسة الإعلامية، مشبها تأثيره الحالي بالتحول الذي أحدثه الإنترنت، وقال إن هذه التقنيات ستعيد تشكيل المهام وتفتح آفاقاً جديدة، وإن تعلم استخدامها بات شرطا أساسيا لكل من يرغب في الحفاظ على أسبقيته في بيئة إعلامية تنافسية.

أما محمد سعيد، خبير الذكاء الاصطناعي في الإمارات وصانع المحتوى، فاعتبر الذكاء الاصطناعي أداة أساسية تدعم الإعلاميين في توفير تقارير آنية وبيانات دقيقة، منوهاً بسبق الإمارات في تبنيه وتطوير بنيته التحتية وإدراجه في المناهج الدراسية.

في المقابل، أعرب الكاتب سعود السنعوسي، الحائز على جائزة البوكر، عن قلقه من الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي في الإبداع الأدبي والفني، مؤكداً أن الإبداع مرتبط بالتجربة الإنسانية التي لا يمكن للآلة محاكاتها، مستشهداً بتصاميم أغلفة الكتب التي تفتقر للروح الفنية رغم جماليتها الظاهرية.