الذكاء الاصطناعي يثير التشاؤم بين رؤساء الشركات: «لن ننجو»
لا يعتقد الكثير من الرؤساء التنفيذيين للشركات أن شركاتهم ستنجو من التغير الهائل الذي يحدث في السوق نتيجة آثار الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والمناخ.
وحسب تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية" فإن هذا التشاؤم كان نتيجة دراسة جديدة أجرتها إحدى أكبر الشركات الاستشارية في العالم PricewaterhouseCoopers، وشملت 4702 رئيس تنفيذي في 105 دول خلال الفترة من 2 أكتوبر/تشرين الأول إلى 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
واسترشدت الدراسة باستطلاع الرؤساء التنفيذيين العالمي لشركة برايس ووترهاوس كوبرز وشمل أكثر من 4700 من الرؤساء التنفيذيين في جميع أنحاء العالم، مع توافد نخبة الأعمال والقادة السياسيين والناشطين على الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، وأظهر صورة مختلطة للسنوات المقبلة.
ومن بين المسؤولين التنفيذيين كان 38% متفائلين بشأن قوة الاقتصاد، مقارنة بـ18% العام الماضي، عندما كان العالم غارقا في معدلات التضخم المرتفعة، والنمو الضعيف، وارتفاع أسعار الفائدة والمزيد.
وانخفضت توقعات الرؤساء التنفيذيين للتراجع الاقتصادي إلى 45% من مستوى قياسي بلغ 73% العام الماضي، ورأى عدد أقل أن شركاتهم معرضة بشكل كبير لمخاطر الصراع الجيوسياسي، وهذا على الرغم من الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط، بما في ذلك تعطيل التجارة العالمية بسبب الهجمات التي تشنها المليشيات الحوثية في اليمن على السفن التجارية في البحر الأحمر.
وحتى مع تحسن التوقعات الاقتصادية، فإن التحدي لم يقترب من الانتهاء، حيث قال البنك الدولي الأسبوع الماضي إنه يتوقع أن يتباطأ الاقتصاد العالمي للعام الثالث على التوالي في عام 2024.
تحمل التغيرات الكبيرة
وفي الوقت نفسه كان شعور المديرين التنفيذيين أسوأ بشأن احتمالات قدرة شركاتهم على تحمل التغيرات الكبيرة، ويظهر الاستطلاع أن 45% من المشاركين كانوا قلقين من أن أعمالهم لن تكون قابلة للحياة خلال عقد من الزمن دون إعادة الابتكار، مقارنة بـ39% في العام الماضي.
ويقول الرؤساء التنفيذيون إنهم يحاولون إجراء تغييرات، لكنهم يتعارضون مع التنظيم، ونقص المهارات بين العمال وأكثر من ذلك.
وقال بوب موريتز، الرئيس العالمي لشركة برايس ووترهاوس كوبرز، في بيان: "سواء كان الأمر يتعلق بتسريع إطلاق الذكاء الاصطناعي التوليدي أو بناء أعمالهم لمواجهة تحديات وفرص التحول المناخي، فهذا عام التحول".
وكان يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه وسيلة لتبسيط العمليات التجارية، والآن فإن ما يقرب من ثلاثة أرباع المديرين التنفيذيين قالوا "إن ذلك سيغير بشكل كبير الطريقة التي تخلق بها شركاتهم القيمة وتقدمها وتلتقطها في السنوات الثلاث المقبلة".
وقال أكثر من نصف الرؤساء التنفيذيين إن الذكاء الاصطناعي سيجعل منتجاتهم أو خدماتهم أفضل، لكن 69% أشاروا إلى أن موظفيهم بحاجة إلى التدريب لاكتساب المهارات اللازمة لاستخدام التكنولوجيا المتطورة، كما كانوا قلقين بشأن كيفية زيادة الذكاء الاصطناعي لمخاطر الأمن السيبراني والمعلومات الخاطئة.
وحذر منظمو تجمع دافوس الأسبوع الماضي من أن التهديد الذي تشكله المعلومات المضللة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل إنشاء محتوى اصطناعي، هو أكبر تهديد في العالم على المدى القصير.
وتشير دراسة استقصائية عالمية أخرى صدرت حول دافوس، وهي مقياس إيدلمان للثقة الذي أجرته شركة العلاقات العامة إيدلمان، إلى أن الابتكار يدار بشكل سيئ ويؤدي إلى زيادة الاستقطاب، خاصة في الديمقراطيات الغربية، حيث يكون الأشخاص ذوو المعتقدات اليمينية أكثر عرضة بكثير من أولئك الذين على اليسار مقاومة الابتكار.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن الرئيس التنفيذي ريتشارد إيدلمان أنه "لا يتم قبول الابتكار إلا إذا كان هناك شعور بأننا ننظر إلى الصورة الكبيرة لكيفية رعاية الأشخاص الذين ستتغير وظائفهم، وكيف سيتحدث العلماء إلى الناس مباشرة حتى يفهموا ذلك".
وقد جمع الاستطلاع ردودا من أكثر من 32 ألف مشارك في 28 دولة في الفترة من 3 إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني.
وكما هو الحال مع الذكاء الاصطناعي يُظهر استطلاع شركة برايس ووترهاوس كوبرز أن التحول المناخي يمثل فرصة ومخاطرة في نفس الوقت. ويقول عدد متزايد من الرؤساء التنفيذيين -ما يقرب من الثلث- إن تغير المناخ من المتوقع أن يغير طريقة قيامهم بالأشياء على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
وقال أكثر من ثلاثة أرباع المديرين التنفيذيين إنهم بدأوا أو أكملوا تغييرات لزيادة كفاءة استخدام الطاقة، لكن 45% فقط أشاروا إلى أنهم أحرزوا تقدماً في أخذ المخاطر المناخية في الاعتبار في التخطيط المالي.