يخدع ولا يقتل.."الضوء الاصطناعي" أهم سلاح ضد الملاريا
لم ينتصر العالم بعد في الحرب ضد الملاريا، ففي حين انخفض العدد الإجمالي للحالات لكن لا يزال هناك 240 مليون حالة و600 ألف وفاة.
ولا تزال الملاريا تشكل خطرا في جميع أنحاء أفريقيا، وتتحمل القارة أكبر عبء في العالم، حيث تشهد 94٪ من الحالات و96٪ من الوفيات، ومن المثير للقلق أن الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 5 سنوات أو أقل يمثلون 80٪ من هذه الوفيات.
وبينما تبدو اللقاحات واعدة، لا يزال هناك ارتفاع مطرد في مقاومة الأدوية المضادة للملاريا، خاصة في شرق أفريقيا، وتعمل الطفيليات على تطوير طفرات تسمح لها بالهروب من التشخيص الروتيني، ويقوم البعوض أيضا بتطوير مقاومة متزايدة للمبيدات الحشرية.
ويؤكد هذا الموقف على الحاجة إلى صقل خيارات مكافحة ناقلات الأمراض المتعددة، واستكشاف استراتيجيات جديدة.
إحدى الاستراتيجيات المحتملة تلك التي يختبرها برنارد كوتزي، الباحث بجامعة بريتوريا بجنوب أفريقيا، وتعتمد على استخدام الأضواء الاصطناعية لخداع أنواع البعوض الناقلة للملاريا، مما يسمح بالحفاظ على سلامة الناس من لدغات البعوض الحاملة للملاريا.
وتعد مجموعة بعوض الأنوفيلة، المسؤولة عن جميع حالات الملاريا في أفريقيا، مغذيًا ليليًا، فعند التزاوج، ستبحث الإناث عن وجبة دم، وبذلك ينقلون طفيلي المتصورة المسبب للملاريا، وهذا هو السبب في أن الناموسيات فعالة للغاية عند استخدامها بشكل صحيح، فهي تمنع اللدغات عندما ينام الناس في الليل.
ويجادل بحث جديد للباحث برنارد كوتزي، بجامعة بريتوريا بجنوب أفريقيا، بأن الضوء الاصطناعي في الليل، يمكن أن يغير سلوك البعوض، لأن الضوء الاصطناعي المستخدم في المنازل يمكن أن يغير بيولوجيا البعوض.
فعلى سبيل المثال، يمكن لنبضة قصيرة من ضوء الصمام الثنائي الباعث للضوء LED، وهي مصابيح شائعة الاستخدام في المنازل مثل مصابيح القراءة، أن تؤخر بداية العض لساعات وبالتالي تقلل من معدلات العض وانتقال الملاريا، حيث يخدع الضوء بشكل أساسي البعوض حتى لا يتغذى.
ويقول كوتزي في مقال كتبه عن البحث ونشره الثلاثاء، موقع ذا كونفرسيشن:"إذا كانت هذه الفكرة مفيدة لمواجهة البعوض، فهناك حاجة لدراسة تأثيرها على الإنسان، فقد يكون للضوء التصطناعي عواقب غير مقصودة على صحة الإنسان، وتقوم مجموعة متنامية من الأبحاث بدراسة آثار الضوء الاصطناعي على صحة الإنسان، وتشير الدلائل المبكرة إلى أنه يمكن أن يكون لها آثار سلبية مثل النوم المتقطع".
ويضيف: "بشكل عام لم يتضح بعد كيف يمكن استخدام الأضواء الاصطناعية لتقليل خطر الإصابة بعدوى الملاريا، لكن حجم العمل المتزايد بشأن هذه القضية يشير إلى أنه مفهوم يحتاج إلى مزيد من الاهتمام من منظمة الصحة العالمية والمجموعات الأخرى، وبمجرد فهم تأثيرات استخدام الضوء الاصطناعي بشكل كامل، قد يتمكن مخططو التنمية في جميع أنحاء أفريقيا من ضمان أن تصبح الأضواء من الأنواع الصحيحة، المستخدمة في الأماكن والأوقات المثلى، جزءًا من جهود القارة للسيطرة على الملاريا".
aXA6IDE4LjExOS4xMjQuNTIg جزيرة ام اند امز