الأزمة الأوكرانية تفجر مخزون "قذائف المدفعية" بالجيش الأمريكي
كشفت مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية عن أن واشنطن قد تواجه مشاكل في تجديد مخزونات الذخيرة بسبب شره أوكرانيا في استهلاكها.
وذكرت مصادر لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن مساعي إدارة بايدن لتزويد أوكرانيا بالأسلحة الأساسية للتصدي للعملية العسكرية الروسية، أسفرت عن تسريع كبير في إنتاج ذخائر المدفعية، التي يتوقع أن يصل إنتاجها في الولايات المتحدة قريبًا إلى ضعف معدل ما قبل الحرب والبالغ 14000 قذيفة شهريًا.
وبحسب الصحيفة، فإن المخاطر في الجهود الأمريكية لتغيير نظام الاستحواذ الدفاعي المتصلب عالية، خاصة أن كييف تحاول استعادة الأراضي من السيطرة الروسية في هجوم مضاد بطيء الحركة.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن مصيرهم الآن يتوقف على قدرة الغرب على إرضاء أوكرانيا الشرهة لذخيرة المدفعية.
لكن التحديات التي تواجه البنتاغون لا تقتصر على تسريع الإنتاج على المدى القصير، لتجنب الموقف الذي يعقب الازدهار في الإنتاج، بل في حاجة البنتاغون إلى "الحفاظ على المشتريات عند مستوى عال لفترة أطول حتى لا تمتلك واشنطن إمدادات كافية فحسب، بل قاعدة تصنيعية وصناعية مناسبة، قادرة على تلبية نهم أوكرانيا في استهلاك قذائف المدفعية".
ووجه خبراء الصناعة تحذيرا بضرورة الحفاظ على إنتاج ضخم من الأسلحة والمعدات اللازمة ليس فقط لمساعدة أوكرانيا ولكن لضمان أمن الولايات المتحدة في النزاعات المحتملة مع روسيا أو الصين، وشددوا كذلك على ضرورة التغلب على ندرة المدخلات الرئيسية بما في ذلك مادة "تي إن تي" والحفاظ على القدرة الموسعة وسط تقلب الميزانيات وعدم اليقين بشأن الاحتياجات العسكرية المستقبلية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من بين 44.5 مليار دولار خصصتها الولايات المتحدة لتصنيع أسلحة مخصصة لأوكرانيا أو لتجديد المخزونات الأمريكية التي تم التبرع بها، وقعت وزارة الدفاع الأمريكية حتى الآن عقودًا لإنتاج أسلحة تبلغ تكلفتها حوالي 18.2 مليار دولار، أو 40.8 % من هذا إجمالي المساعدات.
ويرى الخبراء أنه على الولايات المتحدة، الحفاظ على مقدراتها الضخمة، في الوقت الذي تستثمر فيه لتوسيع إنتاج الذخائر والطائرات المسيرة وصواريخ الدفاع الجوي والأسلحة الأخرى التي تحتاجها أوكرانيا. فقد كشفت الحرب في أوكرانيا عن أزمة ذخائر على مستوى الناتو، مما سلط الضوء على نقاط الضعف المهمة في خوض حرب الوقت الحاضر.
وقال مساعد الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، كاميل غراند، إن العديد من الدول الأعضاء في الحلف أجبرت على "تعلم الدرس بضرورة التوسع في الإنتاج الضخم للذخيرة من جديد".
وأضاف "أنه لأمر جيد وممتع أن ندرك أنه في غضون 5 سنوات سنكون قادرين على زيادة الإنتاج وتجديد المخزونات، لكن أوكرانيا الآن تعاني من نقص، وسوف نواجه مشكلة".
وذكرت "الواشنطن بوست" أن مشكلة واشنطن يمكن أن تتمثل في نقص "المواد الأساسية اللازمة لإنتاج الأسلحة"، مشيرة إلى النقص العالمي في الكيماويات والمتفجرات.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، إن "الولايات المتحدة لديها مخزون كاف من المتفجرات، ولكن مع إنتاج المصانع المزيد من القذائف، فإنها ستحتاج إلى إنتاج إضافي من الوقود الدافع والمتفجرات".