بلد عربي يعاني الفقر.. و6 من أبنائه في قائمة مليارديرات فوربس
في وقت يعيش فيه لبنان أزمة اقتصادية ومالية ونقدية، تتواجد أسماء 6 لبنانيين ضمن قائمة أثرياء فوربس.
في وقت يعيش فيه لبنان أزمة اقتصادية ومالية ونقدية، تعد الأسوأ منذ الحرب الأهلية، تتواجد أسماء 6 لبنانيين ضمن قائمة أثرياء فوربس للعام 2020، في تناقض يعكس الفجوة الحقيقية في البلاد.
والأربعاء، نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، تقريرا بشأن الوضع الاجتماعي والاقتصادي في لبنان، وما آلت إليه الأمور في السنوات الأخيرة، التطورات السلبية في الأوضاع النقدية والمعيشية خلال الشهور الماضية.
ويجسد تقرير الصحيفة البريطانية، حالة اللامساواة في أسلوب الحياة الاجتماعية والاقتصادية بين أكبر وثاني أكبر مدن البلاد، وهما العاصمة بيروت، وطرابلس المصنفة كواحدة من أفقر المحافظات، لكن تضم أسماء تصنف ضمن الأثرى في البلاد.
- لبنان و"الباخرة المجهولة".. توقيف القبطان والمستورد
- لبنان يتجرع "الدواء المر".. الشارع يتأهب لرفع الدعم
وحتى نهاية الربع الأول من العام الجاري، بلغ مجموع الدين العام في لبنان 90 مليار دولار، ليشكل 170% من الناتج المحلي، وتزامن ذلك مع البطالة وغلاء المعيشة وتدني مستوى البنى التحتية.
ووفق البنك الدولي في تقرير له خلال وقت سابق من 2020؛ يعيش أكثر من 40% من اللبنانيين، سيجدون أنفسهم قريبا تحت خط الفقر، وأصبح لبنان قريبا جدا من أن يكون البلد الأكثر ديونًا في العالم.
وأمام فجوة الفقر والثراء في نفس البلد، أورردت قائمة "فوربس" لأثرياء العالم 2020، أسماء 6 مليارديرات من لبنان.
ويقول فلاديمير هلاسني، الاقتصادي في المفوضية الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا التابعة للأمم المتحدة: "لبنان لديه أعلى كثافة في الثروة ولديه أكبر كثافة أصحاب المليارات في العالم".
وقال هلاسني للصحيفة البريطانية: "يملك 10% من الأثرياء نسبة 71% من ثروة البلاد، حسب المفوضية الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا.. بينما تصاعدت نسبيا مستويات الفقر من 29% عام 2019 إلى 55% في 2020".
وزادت فايننشال تايمز: "لا يوجد مكان يعبر عن الظلم الاجتماعي وعدم المساواة، مثل مدينة طرابلس، حيث تختفي البنايات الجميلة وسط الأحياء المتهدمة.. إنها مدينة تضم اثنين من أكبر أثرياء لبنان، هما رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي، وشقيقه طه ميقاتي".
تشير دراسة أعدها برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة قبل خمسة أعوام، إلى أن 57% من سكان طرابلس يصنفون ضمن فئة "المحرومين".
وكان الفقر وخيبة الأمل من العوامل المهمة وراء المشاركة النشطة لأهل طرابلس في احتجاجات العام الماضي، والتي قادت للإطاحة بحكومة سعد الحريري، وقادت لإطلاق لقب "عروس الثورة" على المدينة.
وفي إشارة إلى زيادة اليأس، لاحظت منظمات حقوق الإنسان زيادة الهجرة من المدينة وتجمع عدد من اللبنانيين الباحثين عن فرصة أفضل في قوارب منهكة وقديمة وتهريب أنفسهم مع لاجئين سوريين، على أمل الوصول إلى أوروبا.
قالت مريم مراد، 25 عاما المتخرجة في مجال الأعصاب: "لم يستطع أصدقائي العثور على عمل فهاجروا"، وبعد 8 أشهر من البحث عن عمل، وجدت وظيفة في نادي رجال الأعمال في طرابلس".
وتعتبر مريم نفسها وزملاءها من المحظوظين؛ فيما يقول سكان طرابلس إن تركيز رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري على إعادة بناء بيروت بعد نهاية الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاما أدى لإهمال مدينتهم.