«آسيان».. تكتل اقتصادي صاعد يثبت مكانته ضمن أكبر اقتصادات العالم
في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم إلى ماليزيا حيث تعقد قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، تكشف البيانات عن واقع دولي هام.
فقد أثبتت البيانات أن رابطة آسيان ليست مجرد تحالف إقليمي، بل قوة اقتصادية عالمية صاعدة تسعى لتأمين موقعها ضمن أقطاب الاقتصاد العالمي الكبرى. ويتم ذلك عبر تعزيز التكامل الاقتصادي الداخلي والانفتاح على الأسواق الدولية.
انطلقت في العاصمة الماليزية كوالالمبور، اليوم الأحد، أعمال قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، بمشاركة عدد من قادة العالم، من بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
تأسست رابطة آسيان عام 1967 من خمس دول أعضاء فقط قبل أن تبدأ بالتوسع تدريجيا، وكانت كمبوديا أحدث دولة تنضم إليها عام 1999.
ونجحت تيمور الشرقية بالانضمام إلى رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" اليوم الأحد، بعد حملة استمرت 14 عاما، لتصبح العضو الحادي عشر.
وكانت تيمور الشرقية قد منحت صفة مراقب عام 2022، لكن عضويتها الكاملة تأخرت بسبب تحديات مختلفة.
نمو اقتصادي
وتشهد رابطة آسيان نموًا اقتصاديًا متواصلًا جعلها من أبرز الكيانات الاقتصادية عالميًا، إذ بلغت قيمة الناتج المحلي الإجمالي الإجمالي لدولها الأعضاء نحو 3.8 تريليون دولار أمريكي في عام 2023، لتحتل بذلك المرتبة الخامسة عالميًا والثالثة في آسيا من حيث حجم الاقتصاد، وذلك بحسب تقرير ASEAN Key Figures 2024 الصادر عن أمانة الرابطة.
ويُشير التقرير نفسه إلى أن اقتصاد دول آسيان أسهم بنسبة 3.6% من الناتج العالمي الإجمالي خلال عام 2023، مقارنةً بـ 3.4% في عام 2022، ما يعكس صعودًا متدرجًا في الوزن الاقتصادي للتكتل.
ووفقًا لأحدث بيانات الأمانة العامة للرابطة، سجّل اقتصاد آسيان معدل نمو حقيقي بلغ 4.0% في عام 2023، بعد تحقيقه 5.6% في عام 2022. كما تتوقع تقارير وزارة الشؤون الخارجية والتجارة النيوزيلندية (MFAT) أن يبلغ معدل النمو نحو 4.7% خلال عام 2024، مدعومًا بتعافي قطاعي الصناعة والخدمات.
تجارة ضخمة واستثمارات متدفقة
وتُعد آسيان أحد أهم مراكز التجارة العالمية، إذ بلغت قيمة تجارة السلع بين الدول الأعضاء ومع شركائها نحو 3.84 تريليون دولار أمريكي في عام 2024، بينما وصلت تجارة الخدمات إلى 1.28 تريليون دولار، وفق قاعدة بيانات ASEANStats الرسمية.
وعلى صعيد الاستثمار الأجنبي المباشر (FDI)، فقد أكدت أمانة آسيان أن تدفقات الاستثمار إلى المنطقة بلغت نحو 230 مليار دولار أمريكي في عام 2023، أي ما يعادل 17% من إجمالي التدفقات العالمية، وهو ما يعزز مكانة التكتل كأحد أهم مقاصد الاستثمارات في الدول النامية.
وتشير أحدث التقديرات التي وردت بموجز إخباري للرابطة في يوليو/تموز الماضي إلى أن عام 2024 شهد تدفقات بقيمة 224.3 مليار دولار، بانخفاض طفيف مقارنة بالعام السابق.
تفاوتات تنموية وفرص مستقبلية
لكن رغم التقدم الكبير الذي حققته الرابطة، فإن تفاوت مستويات التنمية بين أعضائها لا يزال يمثل تحديًا رئيسيًا. ففي حين تُعد سنغافورة مركزًا ماليًا عالميًا، وإندونيسيا أكبر اقتصاد في الكتلة، لا تزال كمبوديا ولاوس وميانمار في مراحل النمو الصناعي والزراعي الأولية.
![]()
ومع ذلك، يرى الخبراء أن التكتل يملك مقومات قوية للاستمرار في النمو، مدعومًا بتكامل سلاسل التوريد الإقليمية، وازدياد أهمية التصنيع في فيتنام وتايلند وماليزيا كمراكز بديلة للصين في الإنتاج.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTgg جزيرة ام اند امز