بعد زلزال «ديب سيك».. عملاق هولندي يهز عالم الذكاء الاصطناعي
أفادت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن شركة ASML القابضة قد سجلت نتائج مالية قوية للربع الرابع، حيث تجاوزت الطلبات توقعات المحللين، مما يشير إلى أداء قوي للشركة في نهاية العام المالي.
ذكرت الصحيفة أن شركة ASML القابضة قد سجلت طلبات قوية للربع الرابع، متجاوزة توقعات المحللين، حيث تشهد صناعة الرقائق إقبالًا متزايدًا على الآلات المتطورة اللازمة لإنتاج أشباه الموصلات المتقدمة، والتي تعتبر أساسية لتقنيات الذكاء الاصطناعي.
أعلنت شركة ASML الهولندية، المتخصصة في معدات تصنيع أشباه الموصلات، عن طلبات بقيمة 7.40 مليار دولار للربع الرابع من العام الماضي، مما يشير إلى انخفاض مقارنة بالعام السابق الذي سجلت فيه طلبات بقيمة 9.19 مليار يورو. ومع ذلك، تجاوزت هذه الطلبات توقعات المحللين البالغة 3.99 مليار يورو، مما يعكس قوة الطلب على معدات الشركة.
كشفت الشركة أن هناك طلبات بقيمة 3 مليارات يورو مخصصة لأنظمتها المتطورة للطباعة باستخدام الأشعة فوق البنفسجية الشديدة، والتي تلعب دورًا حاسمًا في طباعة الطبقات الأكثر تعقيدًا على الرقائق الإلكترونية، مما يعكس الطلب المتزايد على تكنولوجيا الشركة المتقدمة.
تتميز الطلبات على آلات شركة ASML بتقلبات كبيرة بين الربع والآخر، حيث تعتمد على استعداد صناع الرقائق للإنفاق بناءً على توقعاتهم للطلب على منتجاتهم في المستقبل. هذا يعني أن الطلب على آلات ASML يمكن أن يختلف بشكل كبير في الأرباع المختلفة، مما يجعل من الصعب التنبؤ بدقة بالطلب في الأرباع القادمة.
توقيت الإعلان
أعلنت شركة ASML عن الطلبات القوية بعد يومين فقط من انخفاض أسهمها بشكل كبير، حيث سجلت أسهم الشركة انخفاضًا بنسبة 7% في يوم الإثنين، مما أدى إلى خسارة تقدر بأكثر من 15 مليار دولار من قيمتها السوقية.
تأتي هذه النتائج في أعقاب انخفاض في السوق حدث بعد إعلان شركة DeepSeek الصينية عن تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة باستخدام رقائق أقل جودة، مما أثار تساؤلات حول الحاجة إلى الاستثمار في المعدات المتقدمة المقدمة من شركات مثل إنفيديا وغيرها من عمالقة التكنولوجيا. هذا الإعلان أثار قلقًا بين المستثمرين حول مستقبل الطلب على الرقائق المتقدمة والآلات المصنعة من قبل شركة ASML.
أثارت التطورات التي تشهدها صناعة الذكاء الاصطناعي تساؤلات حول التأثير المحتمل للنماذج الأرخص على الطلب على أشباه الموصلات المتقدمة، والتي تعتبر أساسية لتشغيل هذه النماذج. وينتظر أن يؤثر هذا التطور على الطلب على معدات تصنيع الرقائق، مما يؤثر على شركات مثل ASML، التي تعتمد على الطلب على هذه المعدات لتوليد إيراداتها.
على الرغم من الشكوك المحيطة بالطلب على معدات تصنيع الرقائق المتقدمة، إلا أن الإعلان عن الحجوزات الجديدة التي فاقت التوقعات يظهر أن صناع الرقائق لا يزالون يعتمدون على معدات ASML المعقدة لتحقيق التقدّم في صناعة أشباه الموصلات.
وتتوقع شركة ASML تحقيق مبيعات تتراوح بين 30 مليار يورو و35 مليار يورو هذا العام، مما يشير إلى بعض التحديات في السوق، حيث انخفض هذا التوجيه عن التوقعات السابقة البالغة 40 مليار يورو.
تعمل شركة ASML على تزويد شركات تصنيع الرقائق الرائدة، مثل Taiwan Semiconductor Manufacturing Co وSamsung Electronics، بالآلات المتطورة اللازمة لإنتاج أشباه الموصلات المتقدمة. وتواجه هذه الشركات ضغطًا متزايدًا من عملائها لتصنيع رقائق إلكترونية أكثر قدرة وقوة، مما يدفعها للاستفادة من تكنولوجيا ASML المتقدمة.
أكد الرئيس التنفيذي لشركة ASML، كريستوف فوكيت، على دور الذكاء الاصطناعي كعامل محرك رئيسي للنمو في صناعة أشباه الموصلات. وأشار إلى أن هذا النمو يخلق تحولًا في ديناميكيات السوق، مما يولد فرصًا ومخاطرًا مختلفة لعملاء الشركة، حيث قد يستفيد البعض أكثر من غيرهم من هذا التغيير.
أفق واعد
تعتقد شركة ASML أن التوقعات على المدى الطويل لصناعة الرقائق مازالت إيجابية للغاية، حيث ترى أن الذكاء الاصطناعي سيكون محركًا رئيسيًا للنمو في هذه الصناعة. وتتوقع الشركة أن يؤدي هذا النمو إلى دفع مبيعات أشباه الموصلات العالمية لتجاوز تريليون دولار بحلول نهاية هذا العقد.
وأعلنت شركة ASML عن تحقيق أرباح إجمالية بلغت 4.79 مليار يورو، مما أدى إلى تحقيق هامش ربح بنسبة 51.7%. هذا الأداء المالي القوي يتفوق على التوقعات والإرشادات الخاصة بالشركة، مما يعكس قوة الأداء المالي للشركة في هذا الربع.