الأسد عن مناطق ترامب الآمنة: اقتراح غير واقعي
الرئيس السوري بشار الأسد يقول إنه لا يمانع في وجود قوات عسكرية أمريكية في بلاده عبر التنسيق مع الحكومة السورية
قال الرئيس السوري، بشار الأسد، إنه لا يمانع في وجود قوات عسكرية أمريكية في بلاده، إذا كان هدفها محاربة الإرهاب عبر التنسيق مع الحكومة السورية.
وأضاف الأسد في مقابلة مع موقع "ياهو نيوز" الإلكتروني، نشرها الجمعة، رداً على سؤال حول إمكانية القبول بوجود أمريكي عسكري في بلاده مثلما هو الحال مع القوات الروسية: "نحن دعونا الروس، وقد كانوا صادقين فيما يتعلق بهذه القضية، إذا كان الأمريكيون صادقين فإننا نرحب بهم بالطبع كأي بلد آخر يريد محاربة الإرهابيين وهزيمتهم، بالطبع نستطيع أن نقول هذا دون تردد".
واشترط لقبول قوات أمريكية أن تكون عبر بوابة الحكومة السورية ومؤمنة بسيادة ووحدة سوريا، وتقبل التعاون على أساس الحفاظ عليها.
ومن ناحية أخرى، وصف الرئيس السوري موقف ترامب بأنه "واعد" خصوصاً في تأكيده على أن أولويته محاربة الإرهاب، والذي يتوافق مع موقف دمشق لحل الأزمة السورية.
ولفت إلى أن أمريكا لم تنجح في القضاء على الإرهاب في أفغانستان، لأنها استخدمت السلاح فقط في محاربته، وطالب بأن تكون بداية أمريكا "الصادقة" في محاربته هي من خلال الحكومة السورية، خاصة أن السوريين هم من يفهمون بلدهم أكثر من أي بلد آخر "وبالتالي لا تستطيع إلحاق الهزيمة بالإرهاب في أي بلد دون التعاون مع شعبه وحكومته".
وعن تصريح ترامب حول إقامة مناطق آمنة في سوريا لحماية اللاجئين، واستيعاب من فروا منهم خارج البلاد، لكي يستطيعوا العودة، قال الرئيس السوري إن إقامة هذه المناطق "ليست فكرة واقعية على الإطلاق".
ونفى الأسد أن يكون اللاجئون قد فروا لغياب الأمن، مستدلاً على ذلك بأن دمشق آمنة والحياة طبيعية تقريباً، ولكن فروا بسبب الحصار الاقتصادي الذي قلل سبل العيش في سوريا.
وعلى هذا الأساس طالب الأسد برفع الحصار الاقتصادي الذي تتعرض له بلاده، ووقف الدعم المالي الذي تقدمه بعض الأطراف، بما فيها الولايات المتحدة، للإرهابيين.
وحول موقف دمشق من قرار ترامب بحظر دخول اللاجئين السوريين إلى الولايات المتحدة، قال الأسد إنها "قضية أمريكية تتعلق بسيادة الأمة الأمريكية"، رافضاً القول بأنها خطوة صحيحة أو خاطئة.
وقال إن مسئوليته كرئيس لسوريا ليس أن يطلب من أي دولة أن تقبل السوريين كلاجئين، ولكن أن يعيد الاستقرار لسوريا فيعود اللاجئين إليها.
ولم ينفِ الأسد أن بعض الإرهابيين يندسون بين السوريين ويدخلون بعض البلاد بصفة لاجئين.
وأوضح: "يمكنك أن ترى صور الأشخاص أنفسهم في بعض الحالات بالطبع، صوراً لأولئك الإرهابيين في سوريا يحملون بنادق رشاشة أو يقتلون الناس، ومن ثم ترى صورهم كلاجئين مسالمين في أوروبا أو في الغرب عموماً، نعم، هذا صحيح".
غير أنه قال إنه لا يستطيع هو أو غيره، تحديد نسبة الإرهابيين من بين اللاجئين، مشدداً على أن النسبة ليست هي الأهم، ولكن الأهم هو النوعية والنوايا "لأنك لا تحتاج إلى عدد كبير لارتكاب الفظاعات".
وفي نفس الوقت أكد الأسد على ترحيبه بعودة جميع اللاجئين السوريين إلى بلدهم، أما الإرهابيون منهم فسيترك أمرهم للقضاء، مشيراً إلى أنه منح عفواً للآلاف الأشخاص في وقت سابق "كجزء من المصالحة".
وعن تقرير منظمة العفو الدولية حول إعدام الآلاف في سجن صيدنايا على يد السلطات السورية، والذي قوبل بانتقادات أمريكية قال الأسد: "الولايات المتحدة ليست في موقع يمكنها من الحديث عن حقوق الإنسان. فمنذ حرب فيتنام وحتى هذه اللحظة، قتلوا ملايين المدنيين، هذا إذا ما لم نتحدث أيضا عن قتل نحو 5ر1 مليون عراقي ودون أي تفويض من مجلس الأمن.
كما وصف منظمة العفو الدولية بأنها "موضع الشك، ونحن لا ننظر إليها أبدا على أنها حيادية، إنها دائما منحازة ومسيسة، ومن المعيب أن تنشر مثل تلك المنظمة تقريراً دون دليل على الإطلاق، هم قالوا إنه يستند إلى مقابلات".