كتبت هنا، الأسبوع المنصرم مقالا بعنوان: «روسيا وتركيا وسوريا… مرحلة جديدة» فحواه أنه بعد وصول ترمب لسدة الرئاسة، وإعلانه في اتصال هاتفي مع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، عن ضرورة فرض مناطق آمنة بسوريا فإننا أمام مرحلة جديدة، ورغم «الأفراح الوه
كتبت هنا، الأسبوع المنصرم مقالا بعنوان: «روسيا وتركيا وسوريا… مرحلة جديدة» فحواه أنه بعد وصول ترمب لسدة الرئاسة، وإعلانه في اتصال هاتفي مع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، عن ضرورة فرض مناطق آمنة بسوريا فإننا أمام مرحلة جديدة، ورغم «الأفراح الوهمية» بعد مؤتمر آستانة بكازاخستان برعاية روسية – تركية.
وقبل يومين أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن محادثات آستانة مثلت «انفراجة» بجهود حل الأزمة، لكن لا ينبغي أن تحل محل المحادثات التي رعتها الأمم المتحدة، مضيفًا، في مقابلة نشرها الموقع الإلكتروني للخارجية الروسية أن بلاده لا تخطط بأن تحل «المحادثات في آستانة محل (جنيف)»، ومعلنًا أن بلاده تدعم مواصلة المحادثات برعاية الأمم المتحدة! والحقيقة أن هذا أمر لافت، ولعدة أسباب، أهمها، وكما نقلت وكالة «رويترز» حرفيًا: «وكان من المقرر أن تبدأ جولة جديدة من المحادثات في جنيف في الثامن من فبراير (شباط)، لكن لافروف قال الأسبوع الماضي (إنها تأجلت)». كما أن مؤتمر آستانة، وبرعاية روسية – تركية، كان ينوي فرض دستور سوري جديد، وهذا ليس كل شيء، بل إن مؤتمر آستانة كان بمثابة الانتصار الإيراني؛ حيث عقد دون حضور أميركي – سعودي، وكانت طهران تصر على أنها لا تقبل حضور الرياض وواشنطن، لكننا الآن أمام وضع مختلف تمامًا، ويثبت أننا أمام مرحلة جديدة، كما يثبت أن روسيا تعود، أو تحاول العودة، للمنتصف في سوريا.
وربما يقول قائل: كيف؟ الإجابة بسيطة، فعندما يقول الوزير لافروف بأن بلاده تدعم المحادثات بشأن الأزمة السورية في جنيف، فإن ذلك يعني الحضور، والتأثير، الأميركي – السعودي، وعكس الرغبة الإيرانية، كما أنه يعني أن مؤتمر آستانة، وبرعاية روسية – تركية، لم يحقق أهدافه، أو غير كاف، من دون الحضور الأميركي – السعودي، والرعاية الأممية. وبالتالي فإن حل الأزمة السورية غير ممكن دون الرياض وواشنطن، ولا يمكن أن يتحقق بانفراد روسي – تركي، ولو تمت ترضية إيران، مما يعني أننا أمام مرحلة جديدة بالأزمة السورية، وأن الروس يحاولون العودة للمنتصف بسوريا، والتي تعني أنهم ليسوا ورقة بيد إيران، ولا بشار الأسد، وهذا طبيعي حيث يخدمون مصالحهم، ومن أهم مصالح الروس الآن عدم الاصطدام بترمب. وكل ذلك يعني أننا أمام تباين روسي – إيراني، وتشتيت للدور التركي، كما يعني عودة الأسد لمكانه الطبيعي كورقة على طاولة لعب الكبار، حيث لا دور، ولا قيمة، وبالتالي انكسار معنوي لأتباع إيران، من «حزب الله»، والميليشيات الشيعية الإرهابية الأخرى.
وعليه، فنحن الآن أمام مرحلة جديدة، وكما كتبت هنا الأسبوع الماضي بأن شهر «الأفراح الوهمية» بسوريا انتهى، ولذا فنحن الآن أمام إعادة تموضع روسية متوقعة، وعقدة إيرانية جديدة تضاف لعقد طهران مع مرحلة الرئيس ترمب.
نقلا عن صحيفة الشرق الأوسط
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة