محاولة «اغتيال» نتنياهو.. الدلالات والعواقب
وسط مخاوف من تصعيد عسكري إضافي في الشرق الأوسط، جاءت محاولة «اغتيال» رئيس الوزراء الإسرائيلي بطائرة مسيّرة، لـ«تصب الزيت على النار».
محاولة اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فيها، حزب الله، متوعدا إيران والفصائل المتحالفة معها بأنهم «سيدفعون ثمنا باهظا».
من جهتها، أكدت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة السبت أن حزب الله اللبناني هو من نفّذ الهجوم بالمسيّرة على مقر إقامة نتنياهو، بحسب وكالة (إرنا). ولم يدل حزب الله من جانبه بأي تعليق حتى الآن.
فماذا يعني الهجوم؟
صباح السبت، أورد مكتب نتنياهو في بيان أن «مسيّرة أطلقت نحو مسكن رئيس الوزراء في قيساريا» شمال تل أبيب، مضيفا أن نتنياهو وزوجته «لم يكونا هناك ولم يوقع الحادث ضحايا».
وقال خبير في شؤون الشرق الأوسط إن محاولة «اغتيال» نتنياهو، ترسل إشارة مفادها أن الجماعات المسلحة المدعومة من إيران ليست «عاجزة»، رغم الإطاحة بقياداتها العليا في الأسابيع الأخيرة.
وأوضح دانييل ليفي، رئيس مشروع الولايات المتحدة/الشرق الأوسط، في مقابلة مع صحيفة «ذا هيل» الأمريكية، إنه لا يعتقد أن القصد «كان بالضرورة قتل نتنياهو»، لكن إطلاق الطائرة بدون طيار كان بمثابة تحذير من أن وكلاء إيران - بما في ذلك حماس وحزب الله - لا يزالون لديهم القدرات.
وأشار إلى أن «هذا الحادث يرسل إشارة مفادها أن أي حديث عن أن حزب الله أصبح عاجزاً، كما جاء من لبنان، قد انتهى أمره. ومن الواضح أن هذا ليس حديثاً سابقاً لأوانه فحسب، بل إنه في الأساس قراءة خاطئة لهذا الواقع».
وتابع: «أعتقد أن أي حديث عن أن حماس انتهت هو حديث مضلل أيضاً. فهو لا يفهم طبيعة حركة المقاومة المتجذرة في الظروف الموضوعية لشعب يعيش بلا حرية».
جاءت محاولة «اغتيال» نتنياهو بعد أيام قليلة من قيام الجيش الإسرائيلي بقتل زعيم حماس يحيى السنوار، العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما جاء استهداف منزل نتنياهو بعد أقل من أسبوع من هجوم لحزب الله على قاعدة عسكرية إسرائيلية أسفر عن مقتل أربعة جنود.
وقالت إسرائيل إن حزب الله أطلق نحو 200 مقذوف على أراضيها السبت، فيما استهدفت غارات إسرائيلية متكررة ضاحية بيروت الجنوبية وشرق لبنان.
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه شن ضربات جوية على مخابئ أسلحة ومركز استخبارات لحزب الله في معقله ضاحية بيروت الجنوبية.
من جهته، أعلن حزب الله إطلاق صواريخ على منطقة حيفا في شمال إسرائيل وعلى مدينة صفد وقاعدة عسكرية.
وقال الحزب في بيان إنه «ردا على استهداف المدنيين، والمجازر التي ارتكبتها إسرائيل، خاصة مجزرة النبطية، وبنداء لبّيك يا نصر الله، قصفت المقاومة الإسلامية السبت مستعمرة كريات آتا شرقي حيفا بصلية صاروخية نوعية».
وقُتل شخصان في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة على طريق سريع في شمال بيروت، وهي أول مرة تُستهدف فيها هذه المنطقة منذ بدء التصعيد قبل أكثر من عام.
وخلال شهر، قُتل ما لا يقل عن 1420 شخصا في لبنان جراء القصف الإسرائيلي، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات رسمية، بينما أرغم أكثر من مليون شخص على النزوح. وأحصت الأمم المتحدة نزوح نحو 700 ألف شخص.
العواقب
لاحقا، قال نتنياهو في بيان، إن «حزب الله، حليف إيران الذي حاول اغتيالي أنا وزوجتي اليوم ارتكب خطأ كبيرا»، مضيفا: «أقول للإيرانيين وشركائهم في محور الشر: كل من يمس مواطني دولة إسرائيل بسوء سيدفع ثمنا باهظا».
ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية عن مصدر دبلوماسي قوله، إن إسرائيل تخطط للرد على محاولة «اغتيال» نتنياهو على يد حزب الله، موضحا أن إيران هي المسؤولة في النهاية.
وأضاف المصدر أن «حزب الله وكيل لإيران، وبالتالي فإن إيران مسؤولة أيضا عن هذه الحادثة»، مشيرا إلى أنه «سيكون هناك رد على محاولة الاغتيال».
وتستعد إسرائيل للرد على إيران، بسبب هجومها الصاروخي الباليستي على الدولة العبرية، في بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وردد وزير الخارجية يسرائيل كاتس التصريحات نفسها، في تغريدة عبر حسابه بمنصة «إكس»، قائلا: «سيدفع أعداء إسرائيل ثمنًا باهظًا لأي محاولة لإلحاق الأذى بمواطنينا وجنودنا وقادتنا. نحن ملتزمون بإعادة الرهائن، وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم، وخلق واقع أمني جديد يضمن وجودنا للأجيال القادمة».
وكتب كاتس: «أؤيد تمامًا رسالة رئيس الوزراء وأؤكد: ستواصل دولة إسرائيل ضرب الإرهابيين ورسلهم بقوة وعزم في أي مكان وفي أي وقت، حتى تحقيق جميع أهدافنا».
aXA6IDE4LjExNi44OS44IA== جزيرة ام اند امز