كورونا بريء من "المتلازمة المميتة"
توصل علماء أعصاب في كلية لندن الجامعية إلى عدم وجود علاقة ملحوظة بين كوفيد-19 والحالة العصبية المميتة متلازمة "جيلان باريه".
وفي الدراسة، قيّم الباحثون البريطانيون عدداً من حالات "جيلان باريه" التي تمَّ الإبلاغ عنها إلى "قاعدة بيانات إنجلترا المناعية الوطنية" التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة خلال الفترة ما بين 2016 و2019.
وقارن العلماء هذه العينة بعدد الحالات المبلغ عنها خلال جائحة كورونا في النصف الأول من عام 2020.
ووقفاً لتقرير نشره موقع "ميديكال إكسبرس"، وجد الباحثون أن حالات "جيلان باريه" انخفضت بنسبة 40 إلى 50% في الفترة من مارس/آذار إلى مايو/أيار 2020، مقارنة بالشهور نفسها من الفترة ما بين عامي 2016 و2019.
وقال الباحثون إنه لم يتم اكتشاف زيادة في الإصابات بالمتلازمة أثناء جائحة كورونا كما حدث في جائحة فيروس زيكا، بل على العكس من ذلك "شهدنا انخفاضاً في الإصابات ومن ثم لا توجد علاقة بين كوفيد-19 وجيلان باريه".
وحاول فريق البحث تحديد ما إذا كانت هناك أي بنية جينية أو بروتينية في فيروس كورونا يمكن أن يؤدي إلى استجابة مناعية تتسبب في الإصابة بمتلازمة "جيلان باريه".
وأكد الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها بالإضافة إلى تعليقات علمية ذات صلة من كلية لندن الجامعية وخبراء دوليين ينبغي أن تطمئن العامة.
وتعد متلازمة "جيلان باريه" من أمراض المناعة الذاتية الخطيرة رغم ندرتها، والتي تهاجم الجهاز العصبي المحيطي وعادة ما تؤثر على القدمين واليدين والأطراف ما يسبب الخدر والضعف والألم.
وعلى الرغم من أن سبب الإصابة بهذه المتلازمة لا يزال غير معروف، إلا أنها عادة ما تحدث بعد الإصابة بعدوى التهاب المعدة والأمعاء؛ العطيفة أو "كامبيلوباكتر" إذ يقوم جهاز المناعة بمهاجمة الأعصاب عن طريق الخطأ بدلا من الجراثيم.
وعادة ما يتم التعافي من متلازمة "جيلان باريه" لكن في الحالات الشديدة يمكن أن تسبب شللاً طويل المدى يشمل عضلات التنفس، وتتطلب دعماً من التنفس الصناعي وتترك أحياناً عجزاً عصبياً دائماً.
ويعد الاكتشاف المبكر من قبل أطباء الأعصاب هو مفتاح العلاج المناسب.
وارتبط عدد أكبر من حالات "جيلان باريه" بفيروس زيكا في أمريكا اللاتينية خلال الفترة ما بين 2016 و2020 على عكس الأعداد المتوقع حدوثها من تلقاء نفسها، ما أثار مخاوف من وجود ارتباط مشابه بين المتلازمة وفيروس كورونا المستجد.
ويقول الباحثون إن المخاوف من الارتفاع العالمي في الإصابات بـ"جيلان باريه" بعد التطعيم الجماعي قد تستمر نظراً لأننا "شهدنا زيادة ضئيلة في الإصابة بالمتلازمة بعد حملة التلقيح ضد أنفلونزا الخنازير في عام 1976 في الولايات المتحدة ما دفع إلى وقف الحملة".
وفي كل حملة تطعيم ضد الإنفلونزا منذ ذلك الحين، يُقدر خطر الإصابة بمتلازمة "جيلان باريه" بسبب لقاح الأنفلونزا بحوالي واحد لكل مليون جرعة تطعيم.
aXA6IDE4LjE4OS4xODQuOTkg جزيرة ام اند امز