رصد مرور كويكب "سميراميس" في سماء الإمارات
عملية الرصد كانت صعبة بسبب خفوت لمعان النجم والكويكب، فالنجم يلمع من القدر التاسع والكويكب يلمع من القدر الحادي عشر.
نجح فريق من مركز الفلك الدولي بالإمارات، في رصد وتصوير ظاهرة فلكية نادرة تتمثل بمرور كويكب "سميراميس" أمام أحد نجوم مجموعة "برشاوس".
وذكر المركز أن عملية الرصد كانت صعبة بسبب خفوت لمعان النجم والكويكب، فالنجم يلمع من القدر التاسع والكويكب يلمع من القدر الحادي عشر، وهذه القيم تجعل من غير الممكن رؤية الظاهرة إلا من خلال أجهزة دقيقة ومن مكان مظلم نسبيا، ولا يمكن رصد الظاهرة إلا من مناطق معينة وهي عبارة عن شريط ضيق لا يتجاوز عرضه عشرة كيلومترات كان يعبر دولة الإمارت من الساحل الغربي شمال مدينة أم القيوين متجها شرقا انتهاء بالساحل الشرقي شمال مدينة دبا الفجيرة.
وبعد دراسة مسار الاحتجاب، وجد الفريق أن أنسب مكان لرصد الظاهرة يقع في صحراء إمارة أم القيوين، وتحديدا أربعة كيلومترات جنوب جزيرة المرجان باتجاه الصحراء، وسبب اختيار هذا المكان أنه يقع بالضبط على مسار الاحتجاب، إضافة إلى كون المنطقة بعيدة نسبيا عن الإضاءة التي قد تعيق عملية الرصد.
ووفقا للمركز يبلغ قطر الكويكب سميراميس 57 كيلومترا، وبينت الحسابات الفلكية المسبقة أن الكويكب قد عبر أمام النجم وبدأ الاحتجاب، الثلاثاء، في تمام الساعة الثانية و 40 دقيقة و55 ثانية فجرا، واستمر الاحتجاب لمدة 11 ثانية فقط، وخلال هذه الفترة لا يختفي النجم بسبب صغر حجم الكويكب، بل يقل لمعانها بشكل بسيط.
ووصل الفريق إلى موقع الرصد مع غروب الشمس، وبدأت الاستعدادات لرصد الظاهرة بحدود الساعة العاشرة مساء، وفور توجيه التلسكوب نحو النجم تمكن الفريق من رؤية النجم، وكان الكويكب يظهر بشكل خافت جدا إلى اليمين من النجم على مقربة كبيرة منه، وبمرور الوقت كان الكويكب يقترب أكثر من النجم إلى أن حدث الاحتجاب في نفس الموعد المحسوب مسبقا، وبعد عدة دقائق من انتهاء الاحتجاب تمكن الفريق من رؤية الكويكب مرة أخرى على يسار النجم.
وتعتبر الاحتجابات الفلكية من الظواهر الفلكية التي تقدم معلومات قيمة للعلماء، فمن خلالها تم العديد من الاكتشافات ومنها اكتشاف حلقات كوكب أورانوس ونبتون، وتحديد الأقطار الظاهرية لبعض النجوم، وتحديد شكل حواف القمر وتحديد شكل وأحجام بعض الكويكبات، وتحديد وتنقيح مدارات كواكب وكويكبات المجموعة الشمسية.