بول البشر.. وسيلة لبناء قواعد مستقبلية على القمر

باحثون اكتشفوا أن بول البشر يمكن استخدامه كمادة ملدنة لبناء قواعد تناسب فترات إقامة رواد الفضاء على القمر خلال رحلاتهم الاستكشافية

اكتشف العلماء أن بول البشر حل مثالي لأزمة نقص مواد البناء على القمر التي تمثل كابوسا لوجستيا باهظ الثمن، ويفيد في بناء قواعد مستقبلية تناسب فترات إقامة رواد الفضاء الطويلة كما هو مخطط.

• فرصة مثالية لرصد تضاريسه.. القمر في "التربيع الأخير"

وأعلن باحثون العثور على إحدى مواد البناء في البول، ونشروا نتائج دراستهم في دورية "جورنا أوف كلينر برودكشين"، ما يسهل على وكالات الفضاء التي كانت تبحث في المواد التي يمكن التوصل لها على سطح القمر.

وفقا للدراسة، يمكن استخدام اليوريا في بول رواد الفضاء كمادة ملدنة لزيادة مرونة وسيولة الخرسانة المستخدمة لبناء الهياكل على القمر.

يقول عالم المواد رامون باميس، من جامعة كاليفورنيا: "لصنع الخرسانة الجيوبوليمرية ذات أصل طبيعي على القمر، نستخدم ريجوليث، وهي طبقة من المواد تغطي الصخور الصلبة، ويمكن أن تأتي على شكل غبار أو تراب أو صخور متفتتة".

ويضيف باميس، في تقرير نشره موقع "ساينس أليرت": "والمياه ستكون من الجليد الموجود في بعض المناطق، لكن علاوة على ذلك رأينا مع هذه الدراسة أنه يمكن أيضًا استخدام بول رواد الفضاء".

المكونان الرئيسيان للبول هما الماء واليوريا، والأخير هو جزيء يسمح بتكسير الروابط الهيدروجينية، وبالتالي تقلل من لزوجة الخلطة الخرسانية، وفقا للعلماء.

وبما أن خصائص اليوريا معروفة جيدًا ويمكن العثور عليها في أي مكان يوجد فيه البشر، قرر الباحثون محاولة بناء بعض الهياكل الصغيرة عن طريق محاكاة العناصر التي يمكن الحصول عليها من القمر، وباستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد تم بناء أسطوانات الخليط لتحديد مدى جودة عمل اليوريا كملدن.

كما صنع الفريق أسطوانات باستخدام مواد أخرى ملدنة غير اليوريا مثل البولي كاربوكسيلاتي والنافتالين، وأبقوا أسطوانة تحكم بدون أي مادة ملدنة على الإطلاق.

سمح ذلك للفريق البحثي بمقارنة نتائجهم، وبعد إخضاع الأسطوانات لسلسلة من اختبارات القوة مع مراعاة تقلبات درجات الحرارة الشبيهة على سطح القمر، حيث تختلف من 120 في النهار إلى 130 درجة في الليل، وجدوا أن الخلطات التي تحتوي على اليوريا أو النفثالين تعمل بشكل جيد ويمكنها تحمل الأحمال الثقيلة.

واختبر الفريق أيضًا قوة الانضغاط لعيناتهم، ووجدوا أن خليط اليوريا أظهر "زيادة طفيفة مستمرة في قوة الانضغاط"، وفقا للباحثين.

وتقول عالمة المواد آنا لينا كيونيكسن، بكلية أوستفولد بالنرويج: "لم نحقق بعد في كيفية استخراج اليوريا من البول، حيث نقيم ما إذا كان ذلك ضروريًا حقًا لأنه ربما يمكن ذلك مهما لتشكيل الخرسانة الجيوبوليمرية".

aXA6IDE4LjExOS4xMjIuNjkg

جزيرة ام اند امز