«اختبارات النسب الفلكية».. رحلة علمية فريدة للبحث عن آباء النجوم
كما تهدف اختبارات " DNA"، إلى معرفة أصل مجهولي النسب، فإن علماء فعلوا ما يشبه تلك الاختبارات، لمعرفة نسب بعض النجوم.
وخلال دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة ليهاي، وعرضوا نتائجها في الاجتماع 243 للجمعية الفلكية الأمريكية، استخدم الباحثون بيانات من بعثة غايا التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية لرسم خريطة للعديد من النجوم الموجودة خارج قرص درب التبانة وإعادتها إلى مجموعاتها النجمية المفتوحة الأصلية داخل المجرة.
وركز البحث على النجوم من النوع (B) الموجودة في خطوط العرض العليا، والتي توجد عادة على مسافات كبيرة فوق وتحت القرص الرقيق للمجرة.
وحدد الباحثون 15 نجما يتيما ونجحوا في تتبعها إلى مجموعات ولادتها باستخدام بيانات بعثة غايا.
وتوفر هذه النجوم، التي تم طردها من عناقيدها بسبب تفاعلات الجاذبية، معلومات ثاقبة عن تاريخ العناقيد النجمية في درب التبانة.
واستخدمت الدراسة المسارات والتحليل الحركي لحساب مسارات النجوم على مدار 30 مليون سنة ماضية، ما يؤكد التطابقات الإيجابية بناءً على اللون والسطوع ومخططات هيرتزسبرونغ-راسل، وهي تمثيلات رسومية تستخدم في علم الفلك لتوضيح العلاقة بين اللمعان (السطوع) ودرجة الحرارة (اللون أو النوع الطيفي) للنجوم.
وسُميت هذه المخططات على اسم علماء الفلك إينار هيرتزسبرونج وهنري نوريس راسل، وتوفر رؤى قيمة حول دورة حياة النجوم ومراحل تطورها.
وصاغ الباحثون مصطلح "اختبارات الأبوة النجمية" لوصف نهجهم، ورسم تشبيه للاختبارات الجينية.
وتقدر الدراسة أن عمليات الطرد حدثت قبل 5 إلى 30 مليون سنة، ما دفع النجوم اليتيمة عبر درب التبانة بسرعات تتراوح بين 30 إلى 220 كيلومترًا في الثانية.
في حين تم مطابقة بعض النجوم بنجاح مع مجموعاتها، ولم يكن من الممكن إرجاع البعض الآخر إلى قرص درب التبانة، ما يشير إلى احتمال وجود سيناريوهات غير عادية، مثل تشكيل النجوم النادرة أو بقايا المجرات القزمة الماضية.