من يستحق الوشاح الأبيض في أسوان السينمائي؟
من نبذ العنف ضد المرأه إلى توصيات بعدم إقصاء الرجل
ألبس الرجل الوشاح الأبيض لنبذ العنف ضد المرأه ثم مارس العنف ضده… هذه هي المفارقة الحقيقية في الدورة الأولي لمهرجان أسوان.
ألبس الرجل الوشاح الأبيض لنبذ العنف ضد المرأه ثم مارس العنف ضده…هذه هي المفارقة الحقيقية في الدورة الأولي لمهرجان أسوان لسينما المرأة والذي تزامن مع اليوم العالمي للمرأة .
وانتهي المهرجان، مساء الأحد، بتوصيات المخرجة هالة خليل بعدم إقصاء الرجل في دورات المهرجان القادمة بعد أن مورس ضده نوع من العنف هذه الدورة من خلال تقليص مساحة دوره في الأفلام المشاركة التي شاهدتها لجنة التحكيم، بالإضافة لاقتصار هذه اللجنة علي النساء تماما واستبعاد الرجال وهو مادفع المخرجة لكي تطالب بضرورة ضم الرجل للجان التحكيم وكذلك إفساح المجال لمشاركة أفلام بها أدوار مؤثرة للرجل في حياة المرأة خلال الدورات القادمة .
قبل ذلك صعدت رئيس لجنه تحكيم الأفلام القصيرة لتقول كلاما مشابها حين أشارت إلى حجب جائزة أحسن ممثل رجل بسبب عدم وجود أفلام كافية تكشف عن دوره في الأفلام المشاركة وكأنه نوع من الاحتجاج الجماعي لممارسة شكل من أشكال العنف والإقصاء للرجل في مهرجان يحمل اسم المرأة وترأسه شرفيا الفنانة إلهام شاهين التي قدمت داخل نفس المهرجان فيلما بعنوان "يوم للستات" يدعو لإفساح المجال للنساء فقط في حمام سباحة بحي شعبي بعيدا عن مضايقة الرجال، وهو الفيلم الذي أخرجته أيضا امرأة هي كاملة أبو ذكري.
أما المفارقة الثانية التي كشفت عن نفسها فهي إقامة منتدي نوت علي هامش المهرجان بمشاركة المجلس القومي للمرأة والذي استمر عدة أيام لمناهضة العنف ضد المرأه وهو المنتدي الذي أقام فعالية لتدشين هذا الموقف بارتداء الوشاح الأبيض وأصر علي مشاركة عناصر ذكورية فيه سواء بارتداء هذا الوشاح أو بالمشاركة في فعاليات ندواته، حيث حيث شهد هذا المنتدي قسما جماعيا يقول "نشهد نحن ضيفات وضيوف مهرجان أسوان لأفلام المرأة، أن نتوشح بالأبيض لنؤكد على عدم ارتكاب العنف ضد النساء، أو التغاضى عنه أو الصمت تجاهه ومحاربته فى جميع صورة وأشكاله، وليكن شعارنا " بالفن نناهض العنف ضد النساء".
وكانت عزة كامل رئيس منتدى نوت قد أشارت إلي أن مكافحة العنف والتحرش مسؤولية الرجال والنساء ، لافتة إلى أنه يجب التعاون للقضاء على هذه الظواهر السلبية ضد المرأة
وقد حملت جوائز المهرجان أسماء فنانات مصريات، فجائزة "أفضل ممثلة" اسم الراحلة سعاد حسني، و"أفضل ممثل" اسم نادية لطفي، و"أفضل سيناريو" اسم لطيفة الزيات، و"أفضل إخراج" اسم بهيجة حافظ، كما كرم الممثلة الرومانية كريستينا فلوتور (أفضل ممثلة بمهرجان كان السينمائي الدولي عام 2012)، ونجلاء فتحي التي اعتذرت عن الحضور للمهرجان لتبقي بجوار زوجها حمدي قنديل في مرضه، وكأنها تبعث برسالة للمهرجان تقول فيها إن الرجل والمرأة لاينفصلان فكلاهما في حاجة للآخر، ولا يجوز أن يكون هناك هذا الفصل العنصري القادم من أفكار ومجتمعات غربية لا تعرف قيمة الأسرة في مجتمعاتنا العربية علي النحو الصحيح .
هكذا تحول المهرجان الذي أقيم علي أرض ايزيس واوزوريس وشارك في إقامته الرجال بجوار النساء -حيث يدير المهرجان الصحفي حسن أبو العلا ويرأسه السيناريست محمد عبد الخالق بجوار إلهام شاهين رئيسا شرفيا وأميرة كامل سكرتيرا عاما- من طلب عدم إقصاء المرأة والتحرش بها إلي محاولة لإقصاء الرجل بعد إلباسه الوشاح الأبيض وحجب مشاركته من أفلام وجوائز المهرجان باستثناء جائزة وحيدة منحتها رئيس تحكيم الأفلام الطويلة قبل أن تلقي بتوصياتها المناهضة لممارسة العنف ضد الرجل وضرورة إشراكه في دورات المهرجان القادمة .