بدء العد التنازلي لزرع أولى شتلات "حديقة الشعب" بمطار "أتاتورك"

أعلن وزير تركي، الأحد، بداية العد التنازلي لبدء غرس أشجار حديقة "الشعب" المزمع إقامتها بمطار "أتاتورك" الدولي في إسطنبول.

جاء ذلك على لسان وزير البيئة والتحول العمراني التركي، مراد قوروم، في تغريدة نشرها على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

وأوضح الوزير أن الرئيس رجب طيب أردوغان سيشارك في حفل يتم تنظيمه لغرس شتلات أشجار الحديقة، دون ذكر تاريخ محدد لذلك.

وأضاف قوروم قائلا: "ستتحول حديقتنا الوطنية، التي ستكون من أكبر المساحات الخضراء في العالم عند اكتمالها، إلى ممر أخضر بمساحة 5 ملايين و 61 ألف متر مربع وسط إسطنبول مع 132 ألفًا و 500 شجرة. ستجعل اسطنبول تتنفس".

وتابع الوزير قائلا: "ستضيف حديقة الشعب قوة إلى معركتنا ضد الآثار السلبية لتغير المناخ وستكون أكثر مناطق التجمع المركزية في إسطنبول".

واستطرد: "ستصبح إسطنبول أكثر جمالاً بتلك الحديقة. نعمل جاهدين لمواصلة ثورة التنمية الخضراء التي تعتبر أحد أكثر الأهداف طموحًا لرؤيتنا لعام 2053؛ سنواصل تخضير بلدنا".

وذكرت تقارير إعلامية، الأحد، تعقيبًا على تغريدة الوزير، أن ماكينات الحفر دخلت على مدارج المطار استعدادًا لعمليات الحفر وغرس الشتلات.

إسطنبول تعج بالحدائق

وتعجّ مدينة إسطنبول بالحدائق الطبيعية وأماكن الترفيه نظراً لما توليه الحكومة التركية بالاهتمام الكبير بالمُحافظة على جمال المدينة وزيادة رونقها.

وكانت وزارة النقل التركية انتهت من نقل كامل مُتعلقات مطار أتاتورك يوم 6 أبريل/نيسان 2019، حيث شهد المطار إقلاع الطائرة الأخيرة باتجاه مطار إسطنبول الجديد الذي بلغت تكلفته الأولية نحو 14 مليار دولار، وهو من أضخم المطارات في العالم.

ويقدم مطار إسطنبول الجديد خدماته لـ 90 مليون مسافر في المرحلة الأولى، وما يقرب من 200 مليون شخص سنوياً، عقب اكتمال جميع مراحله عام 2025، ويوفر 225 ألف فرصة عمل.

وبقي جزء من مطار أتاتورك الكبير منذ ذلك الحين مفتوحاً أمام طيران شحن وطيران خاص محدودين.

وفي 29 أكتوبر/تشرين أول 2018، كان مطار أتاتورك توقف عن العمل ليبدأ بعد 65 عاما على افتتاحه بالتحول إلى مساحة خضراء.

وكانت أول رحلة انطلقت من مطار أتاتورك عام 1933، حيث انطلقت من إسطنبول إلى العاصمة أنقرة، وخدم ملايين المسافرين المحليين والدوليين لسنوات.

ومطار أتاتورك الدولي، الواقع في الشق الأوروبي من مدينة إسطنبول تقرر حتى قبل إغلاقه رسمياً بعام، أن يتم تحويله إلى حديقة عامة باسم "حديقة الشعب"، لتكون رابع أكبر حديقة في العالم بمساحة 11 ألفا و700 دونم (الدونم ألف متر مربع)، وهو ما يعادل 3.5 أضعاف مساحة حديقة "سنترال بارك" الأمريكية، البالغة مساحتها 3.4 كم مربع.

ومشروع "حديقة الشعب" هو واحد من أضخم مشاريع الحدائق والخدمات في تركيا، حيث تقارب مساحته الكليّة من 8.5 مليون متر مربع، ومن المُخطط أن تُستخدم ما نسبته 30% لأغراض الملاحة الجويّة و9% منها سيكون عبارة عن مناطق تُستخدم لأغراض عسكرية وباقي أرض المشروع المقدرة بـ 5.2 مليون متر مربع ستكون مناطق ترفيهية ومركز للشباب ومتحف ومدينة معارض ومنطقة إقامة زوار، إلى جانب توفير مركز اجتماعي وساحة للاجتماع في حالات الحوادث ومُلحقات عديدة أخرى.

المدخل الرئيسي لحديقة الشعب

يقع المدخل الرئيسي لحديثة الشعب بالقرب من طريق E-5 السريع، المعروفة بكثافته المرورية، ويهدف المشروع لتحقيق عوائد ربحية للعربات القادمة إلى الحديقة مع إفساح المجال للدراجات، وسيكون المدخل عند تقاطع يشيل كوي مع شارع مطار أتاتورك.

سيزود كلاّ من مدينة المعارض والمركز العلمي ومركز الشباب وإقامة الزوار بطُرق جانبية خاصة بهدف التخفيف عن الازدحام المروري وسيتم وصل المشروع بمحطات المترو الموجودة بالإضافة للمحطات التي سيتم إنشاؤها لاحقاً.

مزايا حديقة الشعب

وفقاً للمخططات الحالية فإنه سيتم إعداد ساحة ترفيهية متضمنة غرس 25 ألف شجرة، وسيتم أيضاً إنشاء حديقة للمُغامرات داخل المنطقة الترفيهية بمساحة 145 ألف متر مربع، إلى جانب إنشاء مُنحدرى للتزلج بطول 650 متر، بالإضافة إلى مدينة ملاهي بنشاطات مُتنوعة وبطاقة استيعابية 28 ألف شخص وسيلحق بساحة الترفيه في مدخلها الشمالي والجنوبي مكنبة وقاعة مُحاضرات وورش عمل وغُرف عامة للقراءة ومطعم ومقهى وسيُضاف أيضاً ساحات جماعية للجلوس والاستجمام، وسيكون هُناك مُتحفاً للطيران والفضاء ومتحف تقني ومركزي تعليمي وقسم للفنون اليدوية وصالة سينما.

ماذا سيحل بمبنى مطار أتاتورك؟

سيتم تعديل مباني المواقف وخطوط الطيران الخارجية للمطار مع الإبقاء على هيكلها العام لتصبح مدينة معارض مع مراعاة تأمين وصول وسائل النقل العامة إليها بسهولة، أما القسم الموجود بالقرب من مركز التجارة العالمي سيتم تحويله إلى مركزٍ لإقامة الضيوف يتبع لمدينة المعارض والمتحف.

وسوف تضم الحديقة أيضاً "مركز إيواءٍ مؤقت" ومسجد بسعة 18 ألف مصلي، إلى جانب مركز للعناية بالمُسنين ومكاتب للمديرية العامة للغابات.

مركز لجذب السياح

وفي وقت سابق قال طويغار يديغوز، الشريك المؤسس لشركة "آوت دور فاكتوري" (Outdoor Factory)، إن "حديقة الشعب"، سيكون أحد أهم مراكز الجذب السياحي في العالم، وسيعود على البلاد بمليارات الدولار.

وهذه الشركة متخصصة في بناء الحدائق، وبنت حدائق في قطر والكويت وغيرهما.

وأضاف يديغوز، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أنهم يعتزمون بناء حديقة ترفيهية بيئية ضمن "حديقة الشعب" ستكون إحدى أكبر مثيلاتها في العالم.

وأضاف يديغوز أن هذه "الحديقة ستكون بمثابة متنفس لسكان إسطنبول، وسيرتادها مئات آلاف الزوار من داخل وخارج تركيا".

وأوضح أنه بجانب الحديقة الترفيهية البيئية، سيتضمن المنتزه أقسام عديدة، كالبحيرات، ومسارات الجري، وأماكن المغامرات، وأقسام مخصصة للمعاقين، ومتاحف للعلوم والتكنولوجيا والتاريخ التركي.

وتابع: "بحسب التقارير السنوية بشأن الأماكن الأكثر زيارة في العالم وعدد زائريها، فقد زار 244 مليون شخص أكبر 25 حديقة ترفيهية في العالم. لكن تركيا لا تحصل على نصيب كافِ من سوق الحدائق الترفيهية ومدن الملاهي".

وأضاف أنه عند اكتمال بناء "منتزه الشعب" ستستضيف إسطنبول أضعاف ما تستقبله الآن من السائحين المحليين والأجانب.

ولفت إلى أن حديقة Magic kingdom at walt disney الترفيهية في ولاية فلوريدا الأمريكية تستقبل وحدها أكثر من عشرين مليون زائر سنويا.

وأوضح أن مشروع "حديقة الشعب" يمكنه استقطاب ملايين الزوار من مناطق مختلفة حول العالم، وخاصة من دول الخليج.

وقال إن أكثر عشر حدائق ترفيهية استضافة للزوار في العالم تستقبل حاليا نحو 140 مليون زائر سنويا.

وأوضح أن هذه الحدائق العشرة هي: ست حدائق في الولايات المتحدة الأمريكية، وثلاث في اليابان، وحديقة واحدة في الصين.

افتتاح 404 حدائق عامة

والعام الماضي، كان الرئيس التركي أردوغان، أعلن اعتزام حكومته إنشاء 404 حدائق عامة بحلول عام 2023.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها آنذاك، خلال افتتاح حديقة "الأمة" في منطقة عمرانية بمدينة إسطنبول.

وقال أردوغان: "نخطط لافتتاح 404 حدائق مفتوحة للشعب بمساحة 66 مليون متر مربع بحلول عام 2023".

وأشار الرئيس التركي إلى أن 111 من هذه الحدائق جرى افتتاحها بالفعل لخدمة الشعب في السنوات الأخيرة.

وشدد على أن" إسطنبول تحولت بفضل خطوات الحكومة إلى مركز عالمي بعد أن كانت محاطة بالأحياء الفقيرة، وطرقها موحلة، ومواصلاتها تعاني الشلل، ومحرومة من المياه، وتنتشر فيها الروائح الكريهة وسكانها غير سعداء".