بـ10 وجوه مختلفة.. أتلتيكو مدريد يغير جلده في عصر كورونا
أتلتيكو مدريد ينجح في تغيير جلده بعد العودة لاستئناف الدوري الإسباني عقب التوقف الأخير بسبب أزمة كورونا.. طالع التفاصيل
رغم الابتعاد قرابة 3 أشهر بسبب تفشي جائحة كورونا، كانت الأمور لتبدو صعبة بالنسبة لفريق مثل أتلتيكو مدريد، خاصة أن نتائجه في الدوري الإسباني كانت متذبذبة، لدرجة أنه لم يحقق أي انتصار بالمسابقة خلال شهر مارس/آذار الماضي.
إلا أن هذه الفترة كانت بمثابة نقطة تحول بالنسبة لكتيبة الأرجنتيني دييجو سيميوني التي ظهرت بوجه مغاير تماما في المباريات الـ4 التي خاضها الفريق في الليجا حتى الآن بعد استئناف النشاط، وشهدت تعادلا أمام أتلتيك بلباو و3 انتصارات متتالية على أوساسونا وبلد الوليد وأخيرا ليفانتي تواليا.
وظهرت خلال هذه الفترة بعض الملامح الفنية لنسخة أتلتيكو "الجديدة"، رغم أن الهدف الأساسي للفريق لم يتحقق بعد وهو إنهاء الموسم ضمن المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، لاسيما وأن المنافسة على لقب الليجا صعبة لابتعاد الفريق بفارق ليس بالقليل عن القطبين برشلونة وريال مدريد.
غزارة تهديفية
رغم أن الظهور الأول لـ"الروخيبلانكوس" في الليجا أمام بلباو خرج بنتيجة لم يكن يتمناها جماهير الفريق، إلا أن اللاعبين أظهروا بعضا من الجوانب الجديدة، وهو ما استمر في المواجهة التالية عندما حلوا ضيوفا على أوساسونا وأمطروا شباكه بـ5 أهداف دون رد، وكذلك في مواجهتي بلد الوليد وليفانتي واللتيا خرجتا بنفس النتيجة وهو فوز الأتلتي بهدف دون مقابل.
وخلال تلك المواجهات، ظهر تصميم لاعبي أتلتيكو على إبقاء الكرة لأطول فترة ممكنة في نصف ملعب الخصم، مع تطبيق الضغط العالي واستخلاص الكرة مع التحول الهجومي السريع والمباشر، وهو ما وجد معه أيضا الدقة والحسم في إنهاء الهجمات.
ونتاج لهذه الجوانب، سجل لاعبو أتلتيكو 8 أهداف في 4 مباريات، بمعدل هدفين في كل لقاء، وهو أمر جيد بالمقارنة بالفترة الطويلة التي ابتعد فيها اللاعبون عن الملاعب، وبالمقارنة بالمعدل السابق قبل التوقف، والذي لم يتعد حاجز الهدف الواحد في المباراة (سجل 31 هدفا في 27 مباراة).
يورنتي المهاجم
هو بمثابة رجل الفترة الحالية داخل الكتيبة المدريدية، فتوظيف صاحب الـ25 عاما في مركز الهجوم، رغم أن مركزه الأساسي هو لاعب خط وسط، ساهم بشكل كبير في هذا التحول في الأداء، وكانت اسجابته كبيرة في هذا الجانب.
ومع عودة الليجا، سجل يورنتي هدفا وصنع 3 آخرين، كان آخرهم في مباراة ليفانتي والذي منح به الفريق النقاط الـ3 على ملعب "كاميلو كانو" في أليكانتي.
كما أن سمات اللاعب داخل المستطيل الأخضر من السرعة والمهارة ورؤية الملعب، فضلا عن الشجاعة، ساهمت بشكل كبير في أن يظهر كمهاجم أكثر منه كلاعب وسط.
الضغط العالي
تمكن أتلتيكو من تحسين آلياته، ولكنه أيضا وظفها من خلال طموح ربما لم يكن موجودا لدى جميع أفراده خلال النصف الأول من الموسم، وكل هذه العوامل أثرت في تطبيق الضغط العالي بشكل أفضل بكثير من الفترات السابقة.
وخلال مباراتي أوساسونا وليفانتي، طبق اللاعبون هذا الضغط رغم كونهما خارج الديار، وهو ما أعطى انطباعا بوجود هذا الاستعداد الكبير من اللاعبين والذي كان غائبا عن معظم المباريات خارج الأرض، ولولا هذا لتغير موقف أتلتيكو في جدول الترتيب تماما.
أمر آخر ظهر به أتلتيكو في مبارياته الـ4 بالليجا، وهو الصلابة الدفاعية والتي طالما اتسم بها الفريق منذ جلوس الـ"تشولو" على مقعد المدير الفني في ديسمبر/ كانون أول 2011، وهو ما تم ترجمته داخل الملعب حيث خرج الفريق بشباك نظيفة في آخر 3 مباريات، لتصبح ثاني أفضل سلسلة هذا الموسم في هذا الجانب.
وحافظ أتلتيكو على شباكه نظيفة في 4 مباريات متتالية في سبتمبر/أيلول، وأكتوبر/تشرين أول الماضيين وتحديدا بين الجولتين الخامسة والثامنة في الليجا أمام سيلتا فيجو (0-0)، وريال مايوركا (0-2)، وريال مدريد (0-0)، وأخيرا بلد الوليد (0-0).
ورغم افتقاد أتلتيكو لأفضل مدافعيه خلال النصف الأول من الموسم، البرازيلي فيليبي مونتيرو، منذ استئناف النشاط، إلا أن الأداء الجماعي والفردي للاعبي هذ الخط، مثل المونتينجري ستيفان سافيتش، والأوروجوائي خوسيه ماريا خيمينيز، وماريو إيرموسو، ساهم في ظهور الفريق بهذه الصلابة الدفاعية المعتادة.
تطور خارج الديار
لم يكن أتلتيكو مدريد ذلك الفريق المخيف خارج ملعبه على مدار الموسم الحالي، وعلى مدار الموسمين السابقين، اتبع الفريق نهجا يكاد يكون متشابها بين إهدار نصف الوقت في انتظار ما سيفعله المنافس، وبين إضاعة النصف الآخر في ألعاب متوقعة، ودون أي فرص حقيقية.
وتظهر أرقامه هذا الموسم وجود ضعف كبير عندما يرحل بعيدا عن ملعبه "واندا ميتروبوليتانو"، حيث أنه على مدار 13 زيارة في الليجا، تمكن من العودة لمدريد بالنقاط الـ3 في 3 مباريات فقط، مقابل الظفر بنقطة في 7 مواجهات، والخسارة في 3.
وبعيدا عن مواجهة أتلتيك بلباو، التي انتهت بالتعادل (1-1) في أول ظهور بعد التوقف، تمكن أتلتيكو من استعادة ذاكرة الانتصارات في ملعب الخصم خلال مواجهتي أوساسونا وليفانتي، وهو ما ينبئ بوجود تطور كبير في الأداء، بعد فترة طويلة من الشك والتي كادت تطيح به خارج دوري أبطال أوروبا.
وقبل خماسية زيارته لبامبلونا، لم يكن أتلتيكو قد فاز خارج ملعبه منذ ديسمبر الماضي، وخرج بالنقاط الـ3 فقط في مباراتين من آخر 12 خاضها في المسابقة المحلية.
السلسلة الإيجابية الأفضل
بالطبع كان للتطور الكبير في الجوانب السابقة تأثيرا كبيرا في الانتصارات الأخيرة لـ"الروخيبلانكوس"، لتكون السلسلة الإيجابية الأفضل له بالمشاركة مع فترتين سابقتين، الأولى في أول 3 مواجهات في الموسم أمام خيتافي (1-0) وليجانيس (0-1) وإيبار (3-2)، وتصدر بها جدول الترتيب، قبل أن تتوقف بالخسارة على يد ريال سوسييداد (2-0).
بينما كانت الثانية خلال الفترة من 14 ديسمبر وحتى 4 يناير/كانون الثاني الماضيين، عندما تغلب على كل من أوساسونا (2-0) وليفانتي (1-0) ثم ريال بيتيس (1-2)، قبل أن يخسر في إيبوروا أمام إيبار (2-0).
ومع ابتعاد هدف الفريق بإنهاء الموسم ضمن مراكز دوري الأبطال بسبب النتائج السلبية قبل فترة التوقف، إلا أن سلسلسة الانتصارات الأخيرة، مع نتائج الفرق الأخرى التي تنافس في هذه المنطقة، أعادت الفريق من جديد للمكانة التي اعتاد الوجود فيها منذ قدوم سيميوني، حيث بات يحتل المركز الثالث بـ55 نقطة.
4 تشكيلات مختلفة
لا شك أن التعديلات الجديدة التي أقرها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بعد التوقف الطويل بزيادة عدد التغييرات في المباراة الواحدة إلى 5 لكل فريق، منحت أريحية كبيرة للمدربين في إعطاء الفرصة لجميع اللاعبين للمشاركة، وهو ما حدث مع سيميوني الذي منح الفرصة لـ19 لاعبا للظهور في التشكيل الأساسي على مدار المباريات الـ4 التي خاضها الفريق حتى الآن.
وتعد هذه هي الطريقة الأمثل للتعامل مع الإعداد السريع والمحدود الذي تم مع عودة عجلة النشاط الكروي للدوران، ومع تطبيق الاجراءات الحارازية للحد من تفشي الفيروس.
وبعد أن كان ثبات التشكيل هو "العنوان" الموحد بين جميع المدربين في السابق، أصبحت عملية التدوير المستمر والظهور بتغيير مختلف في كل مباراة عن سابقتها، هو الأمر المعتاد في هذه الفترة الصعبة والمضغوطة، والتي وصلت لخوض مباراة كل يومين أو 3 على أقصى تقدير.
وكنتيجة لهذا الأمر، شهدت المباريات السابقة مشاركة منذ البداية مرة على الأقل ظهيري يمين (كيران تريبيير وسانتياجو آرياس)، و3 مدافعين هم ستيفان سافيتش وخوسيه ماريا خيمينيز وماريو إيرموسو، وظهيري يسار رينان لودي ومانو سانشيز، و4 لاعبين وسط هم كوكي ريسوركسيون وساؤول نييجيز وتوماس بارتي وإيكتور إيريرا، والجناحين يانيك كاراسكو وتوماس ليمار، بالإضافة للأرجنتيني أنخيل كوريا ناحية اليمين، والآن يشارك كمهاجم.
هذا بالإضافة لماركوس يورنتي الذي تم توظيفه أيضا في هذا المركز رغم أنه لاعب وسط، و3 مهاجمين هم جواو فليكس وألبارو موراتا ودييجو كوستا.
كوستا وموراتا
كان من الطبيعي أن تمتد عملية التدوير لخط الهجوم، حيث أصبح النجم دييجو كوستا هو الخيار الأول لسيميوني ضمن التشكيل الأساسي، على حساب ألفارو موراتا.
كوستا شارك في 3 من إجمالي المباريات الـ4 أمام (أتلتيك بلباو وأوساسونا وليفانتي)، بينما ظهر موراتا في مباراة واحدة ضد بلد لوليد.
وسجل كوستا هدفين في المباريات التي شارك بها، فيما ظل مورتا هو الهداف الأفضل هذا الموسم بـ13 هدفا.
وحتى الآن، لم يبدأ الثنائي في أي مباراة معا، ويبدو أن الأمر سيستمر في الفترة المقبلة، وفقا لتصريحات سيميوني في المؤتمرات الصحفية الأخيرة.
غياب 3 لاعبين
رغم عملية التدوير المستمر في التشكيل الأساسي خلال المباريات الـ4، إلا أن هذا لم يشفع لـ3 لاعبين بالفريق للظهور منذ البداية وهو فيكتور ماتشين "فيتولو"، والمهاجم الصربي إيفان شابونيتش، والحارس المخضرم أنطونيو آدان.
ورغم أن سيميوني لجأ إلى فيتولو خلال مباراة بلد الوليد، لتأتي الانفراجة على يد اللاعب ويسجل هدف المباراة الوحيد، إلا أنه جلس على مقاعد البدلاء أمام ليفانتي ولم يشارك.
ويبدو أن الأمر بات معتادا للاعب الذي لم يحظ بفرصة الاستمرار في التشكيل الأساسي على مدار عامين ونصف منذ ارتداء قميص الفريق قادما من إشبيلية، رغم الإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها من مراوغة وحاسة تهديفية، وقوة.
عودة خيمينيز وإحياء كاراسكو
ساهمت عودة أتلتيكو لنشاطه من جديد في منح قبلة الحياة لعدد من اللاعبين، أبرزهم المدافع الصلب خوسيه ماريا خيمينيز، الذي عانى من لعنة الإصابات على مدار الموسم، ليحجز لنفسه مكانا ثابتا في التشكيل الأساسي، ويظهر بمستوى كبير، ويزيد من قوة المنافسة في هذا المركز في انتظار عودة البرازيلي فيليبي مونتيرو.
نفس الأمر بالنسبة للنجم البلجيكي يانيك كاراسكو، الذي لم يشارك كأساسي سوى في مباراة من إجمالي 8 منذ عودته في الميركاتو الشتوي الماضي، حيث ظهر كأساسي خلال المبارايات الأربعة مرتين، وشارك في جميعها، وسجل هدفا.