محاولات لقراءة عقولها.. هل تفكر الحيوانات؟
تساؤل قديم يتردد في أذهان البشر: هل تمتلك الحيوانات القدرة على التفكير؟ وإذا كانت الإجابة بنعم، كيف يمكننا تحديد ذلك؟
على الرغم من أن هذا الموضوع يشغل العلماء منذ قرون، فإن الإجابة عليه لا تزال بعيدة عن الحسم.
فمنذ العصور القديمة، طرح الفلاسفة مثل أرسطو هذا السؤال، وهو ما جعل قضية قدرة الحيوانات على التفكير من أكثر المواضيع التي استحوذت على اهتمام الباحثين.
في القرن السابع عشر، اعتبر الفيلسوف رينيه ديكارت أن الحيوانات مجرد آلات لا تمتلك مشاعر أو أفكار.
ولكن في الوقت الحالي، تغيرت هذه الفكرة بشكل كبير، إذ أصبح النقاش يتركز أكثر على مدى قدرة الحيوانات على التفكير وما إذا كانت هذه القدرة تستحق التعريفات العلمية التي وضعها البشر.
هل الحيوانات واعية؟
تشير الدكتورة أليشيا كارتر، الباحثة في سلوك الحيوانات من جامعة لندن، إلى أن تعريف الوعي يختلف بين الفلاسفة والعلماء. البعض يعتقد أن الوعي يعني قدرة الكائنات على تجربة العالم من حولها.
في هذا السياق، يعتقد بعض العلماء والفلاسفة أن جميع الحيوانات، من الثدييات إلى الحشرات، تمتلك قدرة على الوعي. كما أنه في عام 2021، تم الاعتراف قانونياً بوعي الأخطبوطات والحبار في المملكة المتحدة.
هل يمكن قياس ذكاء الحيوانات؟
يتسم مفهوم ذكاء الحيوانات بمستوى عالٍ من التعقيد. تقليديًا، يتم تصنيف الحيوانات بشكل هرمي، حيث توضع الإنسان في القمة، تليه بعض الحيوانات مثل الشمبانزي والدلافين والفيلة. ولكن الباحثة كارتر تشكك في فاعلية هذه التصنيفات، مشيرة إلى أن "الذكاء" هو مفهوم يصعب تحديده وقياسه بدقة. وتضيف أن الحيوانات تمتلك أنواعاً مختلفة من الذكاء التي تختلف عن تلك التي يقدرها البشر.
أين تذهب الأنواع؟
تعيش الحيوانات اليوم في بيئة تهدد بقاءها بشكل متزايد بسبب معدلات انقراض غير مسبوقة. في مواجهة هذا التحدي، يمكن أن يكون فهم طريقة تفكير الحيوانات بمثابة خطوة حاسمة للحفاظ عليها. على سبيل المثال، ساهمت اكتشافات جان جودال حول ذكاء الشمبانزي في تعزيز الحركة العالمية لحمايته، وهو ما يعد دليلاً على أن فهم كيفية تفكير الحيوانات قد يكون أساسًا لحمايتها من الانقراض.