القمة الأفريقية الـ34.. فنون وثقافة وتراث لتحقيق الهدف المنشود
تتواصل اجتماعات لجنة الممثلين الدائمين للسفراء الأفارقة، لليوم الثاني، ضمن أعمال القمة الأفريقية في نسختها الـ34.
وتأتي القمة تحت شعار "الفنون والثقافة والتراث: روافع لـبناء أفريقيا التي نريد"، وبدأت اجتماعات لجنة الممثلين الدائمين بالاتحاد الأفريقي، الأربعاء، بحفل افتتاح رسمي تخللته كلمة لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، ورئيس لجنة الممثلين الدائمين سفير جنوب أفريقيا.
وتناقش اللجنة في اجتماعها أنشطة اللجان الفرعية للجنة، واللجان الفنية المتخصصة (STCs) التي عقدت في عام 2020، وتقارير المفوضية، وأجهزة الاتحاد الأفريقي الأخرى والوكالات المتخصصة التابعة له.
وستنظر ضمن أجندتها في مشروع جدول الأعمال ومشاريع القرارات للدورة العادية الـ38 للمجلس التنفيذي المقرر عقدها في الفترة 3-4 فبراير/شباط المقبل، فضلا عن النظر في جدول أعمال الدورة العادية الـ34 لمؤتمر الاتحاد الأفريقي، المقرر عقدها 6-7 فبراير.
وتأتي القمة الأفريقية هذا العام تحت شعار: "الفنون والثقافة والتراث: روافع لـبناء أفريقيا التي نريد "، كأهم قطاعات حيوية وأكثرها تأثيرا بجائحة كورونا التي ألقت بظلالها على كل القطاعات بالعالم أجمع.
منتدى تمهيدي لشعار القمة
ولأهمية الشعار في الوقت الراهن، سبق قرار اختياره، منتدى افتراضي لوزراء الاتحاد الأفريقي المسئولين عن الفنون والثقافة والإرث حول استجابتهم لجائحة كورونا، في مايو الماضي.
وركز المنتدى على مناقشة تأثير جائحة كورونا على قطاع الفنون والثقافة والتراث، والإجراءات العاجلة لدعم هذا القطاع في القارة بما يتماشى مع استراتيجية القارة الأفريقية للاستجابة للجائحة.
وحضر المنتدى مسؤولين بمفوضية الاتحاد الأفريقي، بينهم مفوضة الشؤون الاجتماعية، ومدير المركز الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، ورئيس بنك الاستيراد والتصدير الأفريقي، وعدد من موظفي مفوضية الاتحاد الأفريقي والمراقبين، فضلا عن لاي محمد وزير الإعلام والثقافة في نيجيريا، والنائب الثاني لرئيس اللجنة الفنية المتخصصة الثالثة للشباب والثقافة والرياضة.
وأقر المشاركون بالدور الحاسم والأساسي الذي يمكن أن يلعبه قطاع الفنون والثقافة والتراث في مساعدة الدول الأعضاء في الحد من تأثير جائحة كورونا على المشهد الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للقارة على النحو المنصوص عليه في أدوات السياسة القارية الرئيسية (أجندة الاتحاد الأفريقي 2063، ميثاق النهضة الثقافية الأفريقية، خطة عمل الاتحاد الأفريقي بشأن الصناعات الثقافية والإبداعية، القانون النموذجي للاتحاد الأفريقي بشأن حماية الممتلكات الثقافية والتراث، والصكوك العالمية مثل أجندة الأمم المتحدة 2030).
وأكدوا على أن جائحة كورونا لها تأثير سلبي مفاجئ وكبير على القطاع، لافتين إلى أن معظم المؤسسات الثقافية قد أغلقت إلى أجل غير مسمى (أو على الأقل تم تقليص خدماتها بشكل جذري، وإلغاء المعارض والأحداث والعروض أو تأجيلها).
وأشاروا إلى أن إغلاق المواقع التراثية والبنية التحتية الثقافية ذات الصلة، وإلغاء الأحداث أو تأجيلها وإيقاف الإنتاج الثقافي سيكون لها نتائج اقتصادية واجتماعية كبيرة على قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية في القارة.
وقالوا إن تأثير الأزمة سيضعف بشكل أكبر الظروف المهنية والاجتماعية والاقتصادية للفنانين والمهنيين الثقافيين، ولاسيما في مجالات الحرف اليدوية والموسيقى والسمعية البصرية والسينما والأزياء والتصميم والمتاحف والفنون المسرحية.
قرارات وتوصيات
ولتفادي مزيد من الأضرار ومعالجة التأثيرات على هذا القطاع المحوري وإلهام عمل الاتحاد الأفريقي أوصى المنتدى بدعوة وتحفيز الفنانين والممثلين والموسيقيين لاستخدام طرق ووسائل إبداعية لمواصلة إنتاج الفنون والثقافة بما في ذلك استخدام منصات الإنترنت/ المنصات الافتراضية والتليفزيونية للحفلات الموسيقية وعروض الأزياء والتصميم والندوات عبر الإنترنت للفنون المرئية، ومحاور الصناعات الثقافية والإبداعية من بين أمور أخرى.
كما وجه المنتدى دعوة لخبراء التراث ومديري مواقع التراث العالمي الأفريقي لمواصلة تعزيز ونشر المعلومات حول المواقع الأفريقية ذات القيمة العالمية المتميزة، من خلال المنصات الإلكترونية/ الافتراضية والبرامج التفاعلية.
وشددوا على أهمية الدفاع عن العاملين في مجال الثقافة ليكونوا في المقدمة لمواجهة جائحة كورونا، باستخدام فنهم كأداة قوية لنشر الرسائل الرئيسية الصادرة عن وزارات الصحة والمركز الأفريقي لمكافحة الامراض والوقاية منها، ومنظمة الصحة العالمية ذات الصلة بالجائحة.
شعار القمة تعبير عن أفريقيا
ويأتي شعار القمة لهذا العام متماشيا ومعبرا عما تتميز به الثقافات الأفريقية بتنوعها وتعددها، حيث تضم القارة السمراء أكثر من 50 دولة أفريقية عبر أقاليمها الجغرافية الخمسة، وهو ما يعكس ثراء الشعوب وتاريخها، ونشأة الحضارة الأفريقية.
وعادة ما يظهر الأفارقة المشاركون في القمة بزيهم الأفريقي المتعدد والمتنوع، ما يؤكد أن التقاليد الأفريقية لا تزال على قيد الحياة، تنتقل من جيل إلى جيل، وتتفاعل مع المتغيرات الاجتماعية والثقافية، محلياً وعالمياً.
وبطبيعة الحال لم تغب عن فعاليات القمم الأفريقية مضامين شعار القمة لهذا العام حيث ظلت تحمل ضمن أجندتها قضية المحافظة على الإرث الثقافي الأفريقي، ودلالاته التي يجب أن تكون حاضرة.
وعادة ما تحتوي على موضوعات متنوعة، تشمل: الفكر، والأدب، والموسيقى، والغناء، والرقص، والمسرح، والتصوير الفوتوغرافي، والفنون الجميلة.
كل هذه الموروثات الثقافية حاضرة وبطرق مختلفة تتضمنها فعاليات القمة الأفريقية، عبر المؤتمرات واللقاءات، والمعارض التي تصاحب أعمال القمة.