مزاد على التأمين ضد الديون الروسية.. من يشتري؟
دين موسكو بالعملة الأجنبية منخفض نسبيا، عند حوالي 40 مليار دولار؛ لكن العقوبات منعتها من الدفع لحاملي السندات في يونيو/حزيران.
كان من المقرر عقد مزاد لسداد التأمين على ديون روسيا غير المسددة الإثنين، في حدث يمثل رسميا أول تخلف أجنبي للبلاد المتضررة من العقوبات منذ أكثر من قرن.
ولم تتمكن موسكو من تحويل الأموال إلى الدائنين في يونيو/حزيران الماضي بسبب العقوبات الغربية بسبب حرب أوكرانيا.
وأدى الإخفاق في سداد ديونها، إلى بدء عملية معقدة لتعويض المستثمرين الذين اشتروا مقايضات التخلف عن السداد (CDS)، وهو نوع من التأمين يشتريه حملة السندات للحماية من التخلف عن السداد من جانب المقترضين.
لكن المزاد تأجل مرارا وتكرارا، حيث كان على المنظمين التأكد من أن العقوبات لن تمنع مدفوعات مقايضات التخلف عن السداد.
كانت آخر مرة تخلفت فيها البلاد عن سداد ديونها الخارجية في عام 1918، عندما رفض زعيم الثورة البلشفية فلاديمير لينين الاعتراف بالديون الضخمة لنظام القيصر المخلوع.
تخلفت روسيا عن سداد ديونها المحلية في عام 1998 عندما واجهت، بسبب انخفاض أسعار السلع الأساسية، ضغوطا مالية منعتها من دعم الروبل وسداد الديون التي تراكمت خلال الحرب الأولى في الشيشان.
ويأتي أحدث تخلف عن السداد في أعقاب سلسلة من العقوبات الغربية غير المسبوقة التي عزلت روسيا عن النظام المالي العالمي، بما في ذلك تجميد احتياطيات موسكو من العملات الأجنبية البالغة 300 مليار دولار الموجودة في الخارج.
وخسرت روسيا السبيل الأخير لخدمة قروضها بالعملات الأجنبية بعد أن ألغت الولايات المتحدة إعفاء في مايو/أيار الماضي، كان يسمح للمستثمرين الأمريكيين بتلقي مدفوعات موسكو.
وقد أصرت السلطات الروسية طوال الوقت على أن لديها الأموال اللازمة للوفاء بديون البلاد، ووصفت المأزق بأنه "مهزلة" واتهمت الغرب بدفع التخلف عن السداد "المصطنع".
وكالات التصنيف الدولية، المؤسسات التي تقرر ما إذا كانت الدولة في حالة تخلف عن السداد، لم تتمكن من الإعلان رسميا عما إذا كانت روسيا في حالة تخلف عن السداد بسبب العقوبات التي تمنعها من تغطية ديون موسكو.
لكن وكالة التصنيف موديز أصدرت "تعليقا" أقل رسمية، قالت فيه إن المدفوعات الفائتة على الفائدة التي يبلغ مجموعها 100 مليون دولار بلغت حد التخلف عن السداد.
وبناءً عليه، تُرك الحكم الرسمي في أيدي مجموعة غير معروفة من المستثمرين، وهي لجنة تحديد مشتقات الائتمان (CDDC)، التي تنظم مزادات مقايضات التخلف عن السداد.
في أواخر يونيو/حزيران الماضي، أعلنت CDDC ومقرها لندن والمكونة من 15 بنكا وشركة مالية رائدة، أن مدفوعات روسيا الفائتة تشكل "حدثا ائتمانيا".
لم يعد المستثمرون الأجانب قادرين على تداول السندات الروسية، والمزادات هي في الأساس معاملات تنطوي على مثل هذه الأصول. لكن وزارة الخزانة الأمريكية أصدرت إعفاء في يوليو/تموز للسماح بإجراء المزاد على ثمانية سندات روسية هذا الشهر.
وتقول شركة جيه بي مورجان الاستثمارية إن مقايضات التخلف عن سداد الديون مقابل تخلف روسيا عن سداد ديونها تقدر بنحو 2.4 مليار دولار.
المزاد يقام على مرحلتين، ستحدد المرحلة الأولى سعرا أوليا للسندات الثمانية، والذي سيكون بمثابة أساس لتحديد السعر النهائي للتعويض في مرحلة ثانية مفتوحة على نطاق أوسع للمستثمرين.
aXA6IDMuMTI5LjI0OS4xNzAg جزيرة ام اند امز