رسالة محمد بن زايد الصوتية في العام الدراسي الجديد.. توجيهات أبوية ترسم مستقبل الإمارات
دلالات ورسائل مهمة حملتها الرسالة الصوتية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد 2024 - 2025.
رسالة حملت توجيهات أبوية حكيمة مليئة بالقيم الأخلاقية والتربوية والمعاني السامية والمبادئ الملهمة لأبنائه الطلاب الذين خاطبهم في رسالته بكلمة "عيالي" في لفتة أبوية تعكس العلاقة التي تربط القائد بأبنائه من مختلف الأجيال.
رسالة حملت توجيهات أيضا للمعلمين وأولياء الأمور لترسم في مجملها رؤية متكاملة للنهوض بقطاع التعليم على مختلف الأصعدة العلمية والتعليمية والتربوية والتكنولوجية، أراد بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن يضع أسسا متينة لتنمية مستدامة إيمانا منه بأن "التعليم يمثل أولوية وطنية قصوى، كما أن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الحقيقي".
رؤية حكيمة تستهدف أن يكون طلاب دولة الإمارات من بين الأفضل في العالم على الصعيد العلمي والتعليمي والتربوي والأخلاقي، لتحقيق هدف عام وهو "ترسيخ سمات الشخصية الإماراتية والتعريف بها محلياً وعالمياً"، كون أن هذا الطريق لتحقيق "مئوية الإمارات 2071" بأن تكون دولة الإمارات أفضل دولة في العالم، وأكثرها تقدماً.
في لفتة مهمة آثر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن تكون الرسالة صوتية، لتكون أكثر وقعا في تأثيرها على أبنائه الطلاب وهم يستمعون لتوجيهات ونصائح الأب والقائد.
تهنئة
واستهل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رسالته الصوتية بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد 2024 - 2025 بتهنئة الطلبة والمعلمين وجميع العاملين في قطاع التعليم في الدولة، قائلا: "أبنائي وبناتي الطلبة.. وجميع المعلمين والعاملين في قطاع التعليم في الدولة.. أهنئكم بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد".
نصائح للطلاب
ثم انتقل في رسالته موجها نصائح لأبنائه الطلاب الذين خاطبهم بكلمة "عيالي" في لفتة أبوية تحمل الكثير من المعاني، موجها إياهم بالحرص على "احترام وتقدير معلميكم ووالديكم".
وقال في هذا الصدد :"عيالي.. بدايةً.. أريد من كل واحد منكم أن يكون قدوة طيبة في مدرسته وبيته.. قدوة في احترام وتقدير معلميكم ووالديكم".
وبعد أن أعطى الأولوية للقيم والأخلاق والمبادئ التربوية، التي تعد الأساس لنجاح أي عملية تعليمية وتربوية، انتقل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في توجيهاته الأبوية لأبنائه الطلاب، الذي آثر فيها أن يحملهم على اختلاف أعمارهم مسؤولية النهوض بمستقبل وطنهم، وأن يغرس فيهم منذ الصغر أهمية "تحمل المسؤولية"، مسؤولية النهوض بمستقبل الوطن من جانب، ومسؤولية التعلم بوعي عبر الاستخدام الرشيد للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وقال في هذا الصدد:
- أبنائي وبناتي.. أنتم مستقبل هذا الوطن.. والتعليم عنصر أساسي في مسيرة تنمية بلادنا.. حاضرها ومستقبلها.
ــ اليوم أصبحت.. التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أدوات مهمة في تطوير العملية التعليمية، لكن الأهم أنكم تستخدمونها بمسؤولية ووعي لتحقيق الفائدة المرجوة منها.
بيئة التعلم
وإيمانا من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بأن العملية التعليمية عملية متكاملة ترتبط بالأسرة والمدرسة والمجتمع، جاءت توجيهاته أيضا لجميع أطراف العملية التعليمية، مشددا على أهمية التعاون بين الأسر والمدارس، موضحاً أن تكامل الأدوار بين أولياء الأمور والمعلمين يسهم في توفير بيئة مناسبة لنجاح أبنائنا الطلبة.
وقال في هذا الصدد: "من المهم أن نركز على التعاون بين الأسر والمدارس.. فتكامل الأدوار بين أولياء الأمور والمعلمين.. يسهم في توفير بيئة مناسبة لنجاح أبنائنا".
الموروث الإماراتي
كما شدد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على ضرورة جعل القيم المستمدة من موروثنا الإماراتي الأصيل، البوصلة التي توجه سلوكنا سواء عبر "الإنترنت" أو في حياتنا اليومية، مؤكداً أهمية الاستفادة من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بوعي ومسؤولية لتحقيق الفائدة المرجوة.
وقال في هذا الصدد: "أؤكد على التربية والحفاظ على قيمنا المستمدة من موروثنا الإماراتي الأصيل.. وأن تكون هذه القيم هي البوصلة التي توجه سلوكنا.. سواء عبر الإنترنت أو في حياتنا اليومية".
وإجمالا هذه أبرز النصائح التي وجهها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في رسالته الصوتية:
- على كل طالب أن يكون قدوة طيبة في مدرسته وبيته.
- احترام وتقدير المعلمين والوالدين.
- استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بمسؤولية ووعي لتحقيق الفائدة المرجوة منها.
- التأكيد على أهمية التعاون بين الأسر والمدارس.
- تكامل الأدوار بين أولياء الأمور والمعلمين يسهم في توفير بيئة مناسبة لنجاح الأبناء.
- التربية والحفاظ على القيم المستمدة من الموروث الإماراتي الأصيل.
- يجب أن تكون القيم الإماراتية الأصيلة هي البوصلة التي توجه السلوك سواء عبر الإنترنت أو في الحياة اليومية.
هيكلة قطاع التعليم
رسائل وتوجيهات تبرز الأهمية التي توليها القيادة لتطوير قطاع التعليم للنهوض بمستقبل الوطن وتعزيز ريادة الإمارات في مختلف المجالات، وصناعة غد أفضل للبلاد.
وينطلق العام الدراسي الجديد بعد شهرين فقط من الإعلان عن تعديل وزاري وهيكلة جديدة لقطاع التعليم في يوليو/ تموز الماضي.
وبموجب الهيكلة الجديدة لقطاع التعليم، تم تعيين الشيخة مريم بنت محمد بن زايد رئيسةً للمركز الوطني لجودة التعليم.
أيضا دُمجت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي والوكالة الاتحادية للتعليم المبكر مع وزارة التربية والتعليم وتعيين سارة الأميري وزيرة للتربية والتعليم في دولة الإمارات.
أيضا تمت إعادة تشكيل مجلس التعليم والموارد البشرية وتنمية المجتمع في دولة الإمارات برئاسة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ونائبة رئيس المجلس الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان، وضم وزارة تنمية المجتمع تحت مظلة المجلس، بالإضافة لوزارة التربية التعليم، والتعليم العالي والجامعات الاتحادية ووزارة الموارد البشرية والتوطين.
وعن أهمية تلك الخطوة، قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي إن "مجلس التعليم برئاسة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ومعه الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان نائبة للرئيس يمثل ضمانة لاستقرار واستمرار خطط واستراتيجيات التعليم".
وتابع: "سيشرف المجلس على رأس مالنا البشري الوطني بتوجيه ورؤية من رئيس الدولة (..)، من الطفولة المبكرة مروراً بالتعليم العام والتعليم العالي وصولاً للتوظيف والتوطين ونهاية بالأسرة المستقرة القادرة على تخريج أجيال متمسكة بهويتها.. محافظة على قيم مجتمعها.. ومواكبة لكافة المتغيرات العلمية والتقنية المستقبلية".
تأتي تلك الهيكلة ضمن خطوات تستهدف تطوير المنظومة التعليمية، ودعمها بما يواكب خطط الإمارات التنموية وتطلعاتها لمستقبل يكون فيه نظام التعليم أكثر تقدماً.
توجهات الإمارات 2024
أيضا تأتي رسالة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان دعما للتوجهات العامة لدولة الإمارات عام 2024، الذي سبق وأن أعلن عنها في كلمته بمناسبة عيد الاتحاد، ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وفي كلمة له بتلك المناسبة الوطنية المهمة، أعلن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن التوجهات العامة للاتحاد لعام 2024، ضمن خارطة طريق واسعة لتعزيز ريادة بلاده، أكد خلالها أن الإمارات تسير "نحو مستقبل أكثر إشراقاً وأملاً ورخاءً".
ودعا رئيس دولة الإمارات إلى التكامل بين جميع فئات المجتمع لتنفيذ تلك التوجهات عبر "مشاريع وبرامج ومبادرات وأدوات".
من بين تلك التوجهات "الشخصية الإماراتية والهوية الوطنية".
التوجه الأول، الذي أعلنه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يتعلق بترسيخ سمات الشخصية الإماراتية، والاعتزاز بالهوية الوطنية. ودعا ضمن هذا التوجه إلى تحقيق عدد من الأهداف وهي:
- ترسيخ سمات الشخصية الإماراتية والتعريف بها محلياً وعالمياً
- الاعتزاز بالهوية الوطنية والاهتمام بـ"السنع"
- الاهتمام بأخلاقيات العمل
أيضا من تلك التوجهات "التعلم المستمر"
ودعا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذا الصدد إلى تحقيق عدد من الأهداف وهي:
- تحويل التعلم المستمر إلى مهارة راسخة في المجتمع
- الاهتمام بالتعلم والتأهيل النوعي
- الاهتمام بالتعلم المستمر للإماراتي والمقيم
- تحويل الإمارات إلى مركز للتعلم والمهارات
كذلك كان هناك توجه يتعلق "بتطوير التعليم"
ووضع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عددا من الأهداف لتحقيق هذا التوجه وهي:
-تطوير التعليم بشكل ملموس
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذا الصدد: "العالم يتغير بوتيرة سريعة، والعلم يتطور بشكل أسرع، والدول تتسابق نحو التنمية، وفي هذا السباق سيكون التعليم هو رهاننا للتقدم، فمكاننا في المستقبل سيحدده التعليم، ومكانتنا بين الدول سيبنيها التعليم، والظفر بثمار التنمية والتطور لن يقرره سوى التعليم".
وحث "جميع الجهات المسؤولة والأطراف المعنية على العمل معاً خلال العام المقبل، لتطوير التعليم بشكل ملموس".
- ابتكار مفاهيم جديدة
وشدد ضمن هذا التوجه على أهمية ابتكار مفاهيم جديدة، قائلا: "نريد أن نخطو أهم خطوة تاريخية في تطوير تعليمنا، ونبتكر مفاهيم جديدة تتجاوز الأساليب التقليدية القائمة، وتفتح آفاقاً واسعة أمام جيل الشباب لاختصارِ المسافات على دروب العلم والمعرفة".
ودعا إلى "أن تضع المؤسسات المعنية المعلمين في صميم العمل على هذه الخطوة، وتوحيد الجهود وتنسيقها ليكون التعليم الرهان في سباقنا نحو التقدم".