مفقود منذ 50 عاما.. لغز اختفاء رئيس وزراء أستراليا
لم يتم العثور على جثمان هارولد هولت، مما أثار كثيرا من نظريات المؤامرة الغريبة، بينها ادعاء بأن غواصة صينية اختطفته.
"رئيس وزراء أستراليا هارولد هولت مفقود".. كانت تلك الكلمات التي ترددت عبر شاشات التلفاز ومحطات الراديو في أستراليا قبل 50 عاما وتحديدا في 17 ديسمبر 1967، اليوم الذي وطأت فيه قدماه أحد منتجعات مدينة ملبورن ولم يُرى بعدها.
وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أنه تم افتراض أن القائد الأسترالي قد غرق، وعقد حفل تذكاري تكريمًا له، حضره قادة العالم من بينهم رئيس الوزراء البريطاني هارولد ويلسون، والرئيس الأمريكي ليندون جونسون.
لم يتم العثور على جثمان هولت، مما أثار كثير من نظريات المؤامرة الغريبة، بينها ادعاء بأن غواصة صينية اختطفته.
وبعد مرور 50 عامًا على اختفائه، طغت الطبيعة الغامضة لوفاته على سيرته المهنية الطويلة كسياسي أسترالي رائد.
وقال توم فريم، كاتب السيرة الذاتية لهولت، ومدير مجموعة بحوث القيادة العامة في مكتبة هوارد بجامعة نيو ساوث ويلز، إن نظريات المؤامرة أصبحت شهيرة وتقريبًا جزء من الفلكلور الأسترالي.
وأضاف: "لا أحد منا يريد أن تطغى وفاته على حياته".
أول رؤساء وزراء أستراليا الحديثة
أصبح هولت رئيس وزراء أستراليا في يناير 1966، قبل اختفائه بعامين فقط، وقد كان وزيرًا مخلصًا تحت قيادة الزعيم روبرت منزيز، رغم التعارض بينهما.
وقال جون وارهورست، أستاذ السياسة بالجامعة الوطنية الأسترالية، إنه كان بمثابة نفحة من الهواء النقي، فقد كان أصغر من منزيز، وكان مشهورًا بأناقته وتقدميته، وبالنظر إليه من وقتنا هذا، فإنه يعتبر أول رؤساء وزراء أستراليا الحديثة.
ورغم قضائه فترة قصيرة بمنصبه، إلا أنه تمكن من تحقيق إنجازات هامة، بينها تحويل العملة الأسترالية من نظام الجنيه والبنس المعقد إلى الدولار والسنت.
أيضًا كان هناك الاستفتاء الوطني التاريخي عام 1967، الذي مهد الطريق أمام الأستراليين الأصليين كي يحسبوا أخيرًا ضمن سكان البلاد.
وقال توم فريم، كاتب السيرة الذاتية لهولت، إن رئيس الوزراء الأسترالي كان أحد الساسة الذين عملوا على وضع نهاية لسياسة أستراليا البيضاء سيئة السمعة، التي فرضت قيودًا مشددة على الهجرة من الدول غير الأوروبية.
"أعرف هذا الشاطئ عن ظهر قلب"
اليوم الذي اختفى فيه هولت كان يوم أحد حارًا ومناسبًا للسباحة. قبل تناول طعام الغذاء يوم 17 ديسمبر عام 1967، حيث قرر هولت التوجه إلى شاطئ محلي قريبًا من منزل العطلة الذي كان يمتلكه.
وقال فريم إنه كان هناك بحار يجوب العالم متوجهًا إلى خليج بورت فيليب في ملبورن، وذهب إلى رؤية هولت الذي كان موجودًا هناك بصحبة صديقته وضيفين آخرين.
وأوضح كاتب سيرة هولت، أنه كان رجلًا محبًا للحياة، استمتع بممارسة الغطس والصيد، رغم أنه لم يكن سباحًا ماهرًا.
لكن رئيس الوزراء لم يكن يتمتع بصحة جيدة، فكان قد أجرى جراحة في الكتف، وأخبره طبيبه، يوم الجمعة، بالتعامل برفق مع نفسه بعد العملية، ووفقًا لفريم، رئيس الوزراء لم يتبع أوامر الطبيب ولعب تنس يوم السبت، وذهب للبحر يوم الأحد.
وقال شهود عيان كانوا متواجدين بالشاطئ، إن المد كان عاليًا للغاية، ووفقًا لتقرير للشرطة عام 1968، بدأ هولت السباحة بعيدًا عن الشاطئ، ذاهبًا إلى مناطق أكثر عمقًا بالمياه.
وآخر كلمات قالها هولت للمجموعة التي كانت معه: "أعرف هذا الشاطئ عن ظهر قلب".
aXA6IDUyLjIwNS4yMTguMTYwIA== جزيرة ام اند امز