مكتشف هالاند لـ«العين الرياضية»: لا مفاجآت منتظرة في يورو 2024.. وألمانيا الأقرب
يملك المدرب التونسي محمد الساحلي معرفة كبيرة بكرة القدم الأوروبية، بحكم اشتغاله لفترة طويلة في النمسا.
وأشرف المدرب صاحب الـ46 عاما في السنوات الأخيرة على منتخبي النمسا تحت 16 و19 عاما، كما عمل كشافا للمواهب في فريق رد بول سالزبورغ النمساوي.
وقام المدرب التونسي أيضا بتدريب فرق الفئات السنية لكل من ريد بول سالزبورغ ومواطنيه ليفرينغ وشتورم غراتس.
وفي عام 2019 دخل محمد الساحلي التاريخ كأول مدرب عربي يشرف على فريق أوروبي في إحدى مسابقات الأندية الأوروبية الكبرى، حيث قاد فريق فولفسبرغر آي سي النمساوي خلال مواجهتين أمام روما الإيطالي وبروسيا مونشنغلادباخ الألماني، ضمن منافسات الدوري الأوروبي لموسم 2019-2020.
وتحتفظ الذاكرة أيضا بمساهمة الساحلي في تعاقد نادي سالزبورغ مع المهاجم النرويجي إيرلينغ هالاند في عام 2019، بعد أن خطف الأخير الأضواء خلال المباراة التي جمعت بين منتخبي النمسا والنرويج للشباب.
وتجدر الإشارة إلى أن الفريق النمساوي ضم النجم الحالي لمانشستر سيتي الإنجليزي قادما من نادي مولده االنرويجي في صفقة بلغت قيمتها 8 ملايين يورو حينها.
وبحكم معرفته الكبيرة بكرة القدم الأوروبية، قامت "العين الرياضية" بالتواصل مع المدرب التونسي الذي تحدث بشكل مستفيض عن بطولة يورو 2024.
وكشف محمد الساحلي عن العوامل التي جعلته يضع منتخب ألمانيا مرشحا قويا للفوز بالمسابقة الأوروبية، كما استبعد حصول سيناريو شبيه بالذي حققته الدنمارك عام 1992 واليونان في 2004.
وفي سياق آخر، تحدث عن المهاجمين الذين يرشحهم للفوز بلقب هداف البطولة، بجانب اللاعبين الذين تعرضوا للظلم بعد استبعادهم من المشاركة في المسابقة.
المدرب التونسي تحدث أيضا عن فرص فوز البرتغال بلقب بطولة يورو 2024 خاصة مع العودة القوية لنجم الفريق وقائده المخضرم كريستيانو رونالدو.
وتعرض محمد الساحلي أيضا للجدل الذي لا يتوقف بين الأطراف التي تعتبر اليورو أقوى مسابقة في العالم، وبين الأطراف الثانية المناصرة لفكرة أن المونديال يبقى أقوى بطولة في الكون.
وفي خاتمة حواره، تحدث عن طموحاته المستقبلية والتي من بينها الانضمام للجهاز الفني في أحد المنتخبات الأوروبية، فضلا عن المشاركة في بطولة اليورو أسوة بمواطنه عادل الشاذلي المدرب المساعد الحالي في منتخب جورجيا.
منتخب ألمانيا مرشح فوق العادة
وضع محمد الساحلي منتخب ألمانيا على رأس قائمة المرشحين البارزين للفوز ببطولة يورو 2024، حيث قال في هذا الصدد: "منتخب الماكينات يسعى لوضع حد لسلسلة نتائجه السلبية في البطولات الكبرى والعودة بقوة إلى الساحة الأوروبية".
وتابع بالقول: "منتخب ألمانيا يملك في صفوفه عدة مواهب واعدة على غرار فلوريان ريتشارد فيرتز وجمال موسيالا اللذين يسعيان لتقديم أوراق اعتمادها خلال النسخة الحالية من المسابقة".
وأضاف: "لا يجب أن ننسى أن توني كروس سيخوض آخر بطولة كبرى في مسيرته الكروية، وبالتالي سيسعى للخروج من الباب الكبير.. أعتقد أنه سيكرر ما فعله النجم المعتزل زين الدين زيدان مع منتخب فرنسا خلال نهائيات كأس العالم 2006".
وختم قائلا: "الكرة الألمانية تعافت خلال الموسم الحالي، فباير ليفركوزن قدم موسما استثنائيا على الصعيدين المحلي والأوروبي، ووصل لنهائي الدوري الأوروبي، كما أن بروسيا دورتموند أدرك نهائي دوري أبطال أوروبا، في حين وصل بايرن ميونخ لنصف نهائي المسابقة ذاتها".
المفاجأة أصبحت صعبة في اليورو
في إجابة عن سؤال وجه إليه بخصوص إمكانية بروز منتخب مغمور قادر على تكرار سيناريو الدنمارك في عام 1992 أو اليونان في عام 2004: قال محمد الساحلي: "هذا الأمر صعب التحقق لعدة اعتبارات موضوعية ومنطقية أبرزها تواجد عدة منتخبات قوية تملك كلها حظوظا وافرة للفوز بيورو 2024".
وواصل بالقول: "أعتقد أن منتخبي النمسا والدنمارك قادران على إحداث المفاجأة لو توافرت جملة من العوامل من بينها الحظ والتوفيق غير العادي".
مبابي وكين الأفضل.. وغريليش وهوملز مظلومان
وبخصوص المهاجمين الذين يرشحهم للفوز بلقب أفضل هداف في بطولة يورو 2024، قال محمد الساحلي: "أعتقد أن الفرنسي كيليان مبابي والإنجليزي هاري كين مرشحان بقوة لحصد لقب الأعلى تهديفا في البطولة القارية بحكم إمكاناتهما التهديفية الخارقة للعادة".
وتابع بالقول: "البرتغالي كريستيانو رونالدو والبلجيكي روميلو لوكاكو بإمكانهما أيضا المنافسة بقوة على لقب الأفضل، في ظل المستويات القوية التي قدماها في الفترة الأخيرة".
وفيما يتعلق باللاعبين الذين تعرضوا للظلم بعد استبعادهم من المشاركة في بطولة أمم أوروبا، قال المدرب التونسي: "جاك غريليش تعرض لظلم تاريخي وكان يستحق التواجد مع منتخب إنجلترا في اليورو.. المدافع ماتس هوملز ظهر أيضا بشكل رائع مع بروسيا دورتموند وتجاهله من قبل يوليان ناغلسمان مدرب منتخب ألمانيا أمرا غير مفهوم".
سحر كريستيانو رونالدو غير كاف
في معرض تعليقه على حظوظ منتخب البرتغال في يورو 2024، قال محمد الساحلي: "برازيل أوروبا يملك منتخبا رائعا، غير أن مسألة فوزه بالبطولة مرتبطة بعدة عوامل من بينها ظهور نجومه بأفضل مستوياتهم بجانب مدى قدرة باقي منتخبات الصف الأول على المنافسة على لقب المسابقة".
وواصل قائلا: "صحيح أن نجم الفريق الأول كريستيانو رونالدو يمر بحالة فنية عالية، غير أن الأخير لا يمكنه تحمل عبء بطولة قوية مثل اليورو وحده، ويحتاج لمساعدة باقي زملائه".
اليورو وكأس العالم
وبخصوص موقفه من الجدل القائم بين نجوم كرة القدم بخصوص البطولة الأقوى في العالم على صعيد المنتخبات، قال المدرب التونسي: "جميع وجهات النظر ينبغي احترامها، شخصيا لا أملك إجابة واضحة بخصوص الأفضل بين مسابقتي كأس العالم وكأس أمم أوروبا".
وتابع بالقول: "أعتقد أن لكل بطولة سحرها الخاص، صحيح أن البعض يعتقد أن المستوى الفني في اليورو أعلى بحكم تقارب المستوى بين المنتخبات، لكن كأس العالم تظل بطولة قوية حتى مع اختلاف موازين القوى في بعض المباريات".
وأتم: "لا يمكن إصدار أحكام قطعية بخصوص هذه المسألة التي تبقى في نهاية المطاف انطباعية وتختلف من شخص لآخر".
حلم التواجد في اليورو
في خاتمة حواره مع "العين الرياضية" كشف محمد الساحلي عن أحلامه المستقبلية في عالم التدريب، حيث قال في هذا الصدد: "أنا منفتح على جميع المشاريع الرياضية سواء في العالم العربي أو في أوروبا، ولو أن حلمي الأبرز يبقى التواجد مع أحد المنتخبات الأوروبية في بطولة اليورو".
وأتم قائلا: "سأكون سعيدا للغاية لو نجحت في اقتفاء أثر مواطني عادل الشاذلي الذي حقق إنجازا غير مسبوق للمدربين العرب بمشاركته في بطولة يورو 2024 مع منتخب جورجيا".