إنجاز علمي.. اكتشاف السبب الرئيسي للتوحد
التوصل للعلاقة بين السائل النخاعي والتوحد وسبل الكشف والعلاج المبكر للحالة.
فيما وصف بالإنجاز العلمي الكبير، كشفت دراسة أمريكية كبرى أنه يمكن التوصل للمهددين بالإصابة بمرض التوحد في سن مبكرة للغاية بسبب وجود كمية كبيرة عن المعتاد من السائل النخاعي في المخ. وذكرت صحيفة ميرور البريطانية نقلاً عن الدراسة التي أعدتها جامعة نورث كارولينا، أنه بالتالي فإن الأطفال الرضع الذين لديهم كمية كبيرة من هذا السائل يزداد لديهم خطر التعرض لمرض التوحد فيما بعد.
ووجدت الدراسة الكبيرة أن هذا السائل يتمركز في الدماغ والعمود الفقري. ومن هنا اكتشف العلماء العلاقة بين السائل والتوصل للأطفال المصابين في وقت مبكر ابتداء من عمر ٦ أشهر حتى ١٨ شهراً قبل أن يتم تشخيصهم بالمرض.
ووجد العلماء أيضاً أنه كلما ازدادت كمية السائل منذ عمر الـ٦ أشهر- بعد تصويره بالرنين المغناطيسي- ازدادت حدة أعراض التوحد ابتداء من عمر الثانية. وفحص العلماء حالة ٣٤٣ رضيعاً وتبين أن ٢٢١ منهم معرضون لخطر الإصابة بالتوحد بشكل كبير بسبب وجود شقيق أكبر لهم في الأسرة يعاني من هذه الحالة. واكتشفوا أن ٤٧ رضيعاً منهم تم تشخيصه بالتوحد بعد ٢٤ شهراً وتمت مقارنة صور الرنين المغناطيسي لهم عندما كانوا رضعاً بصور رنين رضع آخرين لم يصابوا بالمرض في عمر العامين.
واتضج أن الرضع الذين لم يزد عمرهم عن ٦ أشهر وتبين إصابتهم بالمرض فيما بعد، كانت نسبة السائل زائدة لديهم بـ١٨٪ مقارنة بنظرائهم الذين لم يصابوا بالمرض فيما بعد.
أما من كانوا بحالة توحد حادة فكانت نسبة السائل لديهم ٢٤٪، وارتبط كذلك زيادة نسبة السائل لديهم بضعف المهارات الحركية، مثل التحكم في الرأس والأطراف، ومن هنا أكد العلماء أن كمية السائل تحدد بنسبة ٧٠٪ الأطفال المصابين بالتوحد.
وأكد العلماء أنه من السهل رؤية السائل خلال الرنين المغناطيسي ويعد علامة قياس بيولوجية لاحتمال الإصابة بالمرض قبل ظهور الأعراض بسنوات، وأعرب العلماء عن اعتقادهم بأن هذا الكشف يوفر هدفاً علاجياً محتملاً لمن يعانون من مرض التوحد.
وتشير النتائج أيضاً إلى أن حدوث خلل في تدفق السائل النخاعي سيكون أحد الأسباب المحتملة لمرض التوحد. وأوضحوا أن السائل مهم جدا لصحة الدماغ، لكن كثرة تدفق السائل يعني وجود خلل ما وقد يكون آلية هامة في فهم إصابة الأطفال بالتوحد.