أول مقاتلة ذاتية القيادة بالعالم.. نقلة تكنولوجية ومعضلة أخلاقية

شركة "شيلد إيه آي" الدفاعية الناشئة، دشنت خلال حفل فاخر في واشنطن، طائرتها القتالية الجديدة "إكس بات"، أول مقاتلة ذاتية القيادة.
هذه الخطوة، بحسب موقع مجلة ريسبونسبول ستيت كرافت، أعادت إلى الواجهة نقاشات حادة حول مدى ملاءمة تفويض الأنظمة الآلية باتخاذ قرارات تمس حياة البشر ومصير المعارك في ميادين القتال.
وزعمت الشركة أن الطائرة، التي تحمل اسم "إكس بات"، قادرة على تنفيذ عمليات قتالية بشكل مستقل بالكامل، بدءًا من الاشتباك الجوي إلى الضربات الأرضية، دون الحاجة إلى تدخل بشري مباشر.
ووصفها الرئيس التنفيذي "آرمور هاريس"، بأنها أداة ردع استراتيجي "تحقق النصر دون حرب"، من خلال التفوق التكنولوجي والنفسي.
وتتميز الطائرة، وفقًا للشركة، بقدرتها على الإقلاع والهبوط عموديًا من منصات متحركة، مما يلغي الحاجة إلى مدارج تقليدية، ويوفر مرونة تشغيلية عالية.
كما يُتوقع أن يتجاوز مداها 2000 ميل بحري، فيما أُشير إلى أن سرعتها ستكون بين "الأسرع في السماء".
ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج في عام 2029، على الرغم من عدم خضوع النموذج لأي اختبارات ميدانية فعلية حتى الآن.
نظام الذكاء الاصطناعي
يُعد نظام الذكاء الاصطناعي "هايف مايند"، الذي طورته الشركة وسُبق أن استخدمه الجيش الأمريكي في تجارب طيران، القلب النابض للمقاتلة الجديدة.
وقدّم هاريس خلال العرض سيناريو افتراضيًا أوضحت فيه الطائرة قدرتها على الدفاع عن مجال جوي محدد، والاشتباك تلقائيًا مع أي جسم غير معروف، استنادًا إلى قواعد الاشتباك المبرمجة مسبقًا.
وفي ردّه على التساؤلات الأخلاقية، أكد هاريس، أن الشركة تتبنى مبدأ "وجود إنسان ضمن الحلقة" لكل قرار هجومي قاتل، مما يسمح بالتدخل البشري لوقف العملية إذا لزم الأمر.
كما أيد رئيس الشركة، براندون تسانغ، الضابط السابق في البحرية الأمريكية، بقاء القرار الأخلاقي للقوة المميتة "بيد البشر دون استثناء".
غير أن هذا الضمان الأخلاقي يواجه إشكالات عملية كبيرة، خاصة مع إعلان الشركة أن الطائرة قادرة على متابعة الهجوم حتى في حال انقطاع الاتصال، مما يجعل التدخل البشري مستحيلاً في اللحظات الحاسمة.
كما أقر مسؤولون بأن بعض قرارات الاستهداف قد تُتخذ قبل بدء المهمة، مما يحد من فاعلية الرقابة في المراحل الحرجة.
ويثير نشر هذه التقنية مخاوف جدية، لا سيما في البيئات المدنية المزدحمة، حيث قد تؤدي الضربات الواسعة إلى خسائر غير مقصودة.
وأظهرت تجارب سابقة في النزاعات الحضرية، أن الاعتماد على أنظمة الذكاء الاصطناعي في توليد قوائم الأهداف قد يؤدي إلى ضربات تستند إلى معلومات غير دقيقة، أو تتم بمراجعة سريعة لا تتجاوز 20 ثانية.
وتُعلق "إكس بات" مستقبلها بين احتمالين: إما أن تكون نقلة استراتيجية في مجال الدفاع الجوي، أو معضلة أخلاقية وقانونية تفتح الباب أمام منح الآلات سلطة الحياة والموت.