سقوط أفدييفكا الأوكرانية.. بوتين يهنئ جيشه وبايدن ينتقد الكونغرس
غداة سقوط مدينة أفدييفكا في قبضة القوات الروسية، بعد انسحاب الجيش الأوكراني منها، سارع الرئيس فلاديمير بوتين لتهنئة جيشه على ذلك «الانتصار المعنوي»، فيما وجه نظيره الأمريكي اللوم لـ«الكونغرس»، محملا إياه المسؤولية.
وشنت القوات الروسية هجمات متعاقبة للسيطرة على أفدييفكا منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لتعلن يوم السبت بسط «سيطرتها الكاملة» عليها، بعدما أعلنت كييف انسحاب قواتها من هذه المدينة الصناعية التي شكلت مركزا للمعارك منذ أشهر.
وكانت جماعات موالية لروسيا قد سيطرت عليها لفترة وجيزة في عام 2014، عندما استولت على مساحات كبيرة من شرق أوكرانيا، لكن القوات الأوكرانية استعادتها لاحقا.
انتصار مهم
وفي أول تعليق من الرئيس الروسي حول ذلك «الانتصار» الذي وصفه بـ«المهم»، قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هنأ يوم السبت الوحدات العسكرية التي سيطرت على مدينة أفدييفكا الأوكرانية، وقائد هذه القوات.
وجاء في الموقع الإلكتروني للكرملين أن بوتين تلقى تقريرا من وزير الدفاع سيرغي شويغو، يفيد بسيطرة الجيش على مدينة أفدييفكا، مضيفا في بيان: «هنأ رئيس الدولة الجنود الروس على هذا النجاح، وهو نصر مهم».
وكانت وكالات أنباء روسية قد ذكرت أن بوتين بعث ببرقية إلى قائد المجموعة التي سيطرت على المدينة جنرال أندريه موردفيتشيف، قائلا في البرقية «أعبر عن امتناني للعمل العسكري المتميز الذي أبدته جميع القوات الخاضعة لتوجيهاتك، والتي شاركت في معارك أفدييفكا».
وستمنح السيطرة على أفدييفكا دفعة معنوية لروسيا على الأرجح قبل الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل، التي ستسفر بشكل شبه مؤكد عن فوز بوتين.
ويُنظر للسيطرة على المدينة أيضا باعتبارها خطوة رئيسية نحو سيطرة موسكو على دونيتسك، المدينة المحورية الواقعة على بعد 20 كيلومترا إلى الشرق، والتي تخضع للقوات الروسية وقوات موالية لها منذ عام 2014.
«تقاعس» أمريكي
في الجهة المقابلة، حمّل الرئيس جو بايدن السبت تقاعس المشرعين الأمريكيين مسؤولية سيطرة روسيا على مدينة أفدييفكا في شرق أوكرانيا، بينما يعرقل الخلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس إقرار 60 مليار دولار من المساعدات العسكرية التي تحتاج إليها أوكرانيا بشدة.
واتصل بايدن بالرئيس فولوديمير زيلينسكي السبت «للتأكيد على التزام الولايات المتحدة بمواصلة دعم أوكرانيا»، بحسب بيان للبيت الأبيض.
وقال البيان إن الانسحاب الأوكراني من أفدييفكا جاء «بعد أن اضطر الجيش الأوكراني إلى تقنين استخدام الذخيرة بسبب تضاؤل الإمدادات نتيجة تقاعس الكونغرس، ما أدى إلى تحقيق روسيا أول مكاسب ملحوظة منذ أشهر».
وأكد بايدن «الدعم القوي من الحزبين في الحكومة الأمريكية وفي أوساط الشعب الأمريكي لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها»، داعيا الكونغرس إلى تمرير مشروع قانون الإنفاق بشكل عاجل، بما في ذلك المساعدات المخصصة لأوكرانيا.
وكانت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أدريان واتسون قد قالت في وقت سابق: «الأوكرانيون يواصلون القتال بشجاعة، لكن الإمدادات لديهم توشك على النفاد»، مضيفة أن أوكرانيا في حاجة إلى ذخيرة مدفعية ومعدات حيوية أخرى.
من جهته، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء السبت، أنه تحدث هاتفيا إلى بايدن وناقش معه الوضع على الجبهة، مؤكدا ثقته بأن الكونغرس الأمريكي سيتخذ «قرارا حكيما» بالإفراج عن المساعدات لكييف.
قرار حكيم
وكتب زيلينسكي على تطبيق تليغرام: «أنا مسرور بأنه يمكنني التعويل على الدعم الكامل للرئيس الأمريكي. نثق أيضا بالقرار الحكيم للكونغرس الأمريكي».
وكان سقوط مدينة أفدييفكا الصناعية في منطقة دونباس شرق أوكرانيا بمثابة انتصار مهم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأفدييفكا، على الرغم من التدمير الواسع الذي لحق بها حتى الآن، كانت رمزا لمقاومة أوكرانيا لطموحات روسيا منذ عام 2014.
وجاءت تصريحات الدعم الأمريكي في الوقت الذي تسعى فيه نائبة الرئيس كامالا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن لطمأنة الحلفاء الغربيين في مؤتمر ميونخ للأمن، بأن دعم واشنطن لجهود كييف الحربية ضد العملية العسكرية الروسية، سيستمر.
ومع جفاف التمويل الأمريكي الحالي كان حلفاء دونالد ترامب في مجلس النواب يعطلون المساعدات الحاسمة لأوكرانيا.
ويعارض ترامب، المرشح الجمهوري المحتمل في السباق الرئاسي في نوفمبر/تشرين الثاني، مساعدة كييف، وقد استخدم نفوذه مؤخرا لعرقلة تشريع لإصلاح قوانين الحدود كان سيسمح أيضا بتقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا.
وفي حديث في ميونخ في وقت سابق السبت إلى جانب زيلينسكي، قالت هاريس «فيما يتعلق بدعمنا لأوكرانيا، يجب أن نكون ثابتين ولا يمكننا ممارسة ألعاب سياسية».
aXA6IDMuMTYuNzYuMTAyIA== جزيرة ام اند امز