"Avengers: Endgame".. سوبر هيرو بحس إنساني عال
لا صوت للمعارك في "المنتقمون: نهاية اللعبة" يعلو فوق ما يتردد في الروح من صدى للذكريات التي عاشها الأبطال الخارقون.
يشبه فيلم "المنتقمون: نهاية اللعبة" (Avengers: Endgame) مكافأة نهاية الخدمة للجمهور بعد أكثر من عقد من الزمن، قدمت خلاله "مارفل" أكثر من 20 فيلماً عن الأبطال الخارقين قبل أن تقوم بلم شملهم، وتدخلهم في (المواجهة – الصدمة)، لنخسر عدداً منهم بفرقعة أصابع "ثانوس"، قبل أن تسدل الحكاية في الفيلم الجديد بنسخة "سوبر هيرو" بحس إنساني عالٍ.
لا صوت للمعارك في "المنتقمون: نهاية اللعبة" يعلو فوق ما يتردد في الروح من صدى للذكريات التي عاشها الأبطال الخارقون، وتداعيات ما خسروه في معاركهم.
إنهم الآن يعيشون أسرى أحزان عميقة على كل من فقدوه، منهم من دخل دوامة من العبث والعدم مثل "ثور" لينسى وجع الخسارة، ومنهم من استبدل ماضيه وحاول تجاوزه وانشغل بمستقبل أبنائه والتفرغ تماماً لعائلته مثل "توني ستارك/الرجل الحديدي"، والبعض منهم ما زال يبحث عن معنى له في معارك صغيرة مثل تلك التي يخوضها "هوكي" مع المجرمين العاديين، أو يجد التعويض البسيط في إسعاد أطفال بصورة معهم مثل (بروس بانر/هالك).
مع تحرر الرجل النملة من العالم الكمي الذي علق فيه نتيجة الفرقعة، يعود إلى رفاقه بفكرة السفر عبر الزمن، لاستعادة أحجار الأبدية من "ثانوس"، وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل أن يسيطر عليها "ثانوس" ويحدث الدمار الكبير.
وعلى هذا النحو يعود المنتقمون للم شمل أنفسهم للقيام بمهمة أخيرة بهدف استعادة الأحجار الموزعة في فترات مختلفة من التاريخ، وتعويض خسارتهم قبل 5 سنوات لأصدقائهم ولأهلهم ولجزء من أنفسهم أيضاً، كما يقولون.
إلا أن تلك المهمة يواجهها تحد حقيقي يتمثل بأن لكل فرد منهم فرصة واحدة فيها، وبالتالي لا أخطاء ولا تكرار، وعليه تنقسم المجموعة إلى 3 فرق لاستعادة الأحجار الـ6.
لا تواجه الفرق الـ3 الصعوبات ذاتها في استعادة الأحجار، بل ومنهم من تأخذ مهمته طابعاً وجدانياً مثقلاً بالعاطفة مثل لقاء "ثور" مع والدته، وبالتالي لم تكن مهمة استعادة الأحجار، رغم أنها العقدة المركزية في الفيلم، هي الحدث الذي سيحدث تغييراً في مسار الحبكة ويأخذ الحكاية إلى ذروتها قبل أن نشهد حلاً للعقدة والنهاية، وإنما كانت المواجهة الأخيرة مع "ثانوس" هي الحدث الحاسم في مسار الحبكة، ولعلها كانت المعركة الأجمل في الفيلم، لاسيما أنها كانت فرصة لاستعادة ألق الأبطال الخارقين كما عرفناهم على مدار الأجزاء السابقة.
تنتهي الحكاية بالحدث السعيد، لا تترك وسط مساراتها حدثاً مفتوحاً على احتمالات تستدعي انتظار جزء جديد من سلسلة "المنتقمون".
ربما سنعود لنشهد حكايات جديدة لأبطالها كأن تعود "مارفل" بحكاية لأحد أبطالها ما قبل أحداث هذا الفيلم، كما فعلت من قبل حين قدمت "الكابتن مارفل"، فكل شيء مع "ديزني" وفي عالم "مارفل" محتمل الحدوث.. ولكن هذه النسخة على الأقل، انتهت، من دون أن تمارس الدور التقليدي لباقي الأجزاء بالإعلان عن أفلام جديدة.