الإمارات.. أول رحلة لطائرة هليكوبتر في الشرق الأوسط باستخدام الوقود المستدام
نفذتها طيران أبوظبي و«ليوناردو»
سيّرت "طيران أبوظبي" بالتعاون مع شركة "ليوناردو" للمروحيات أول رحلة من نوعها في الخليج والشرق الأوسط لمروحية باستخدام الوقود المستدام، وذلك بمناسبة استضافة دولة الإمارات مؤتمر الأطراف COP28، الذي تانطلقت فعالياته اليوم الخميس.
وحملت المروحية وهي من طراز "AW139" كبار المسؤولين في قطاع الصناعة والطاقة والبنية التحتية في مجتمع المروحيات.
- COP28 لحظة بلحظة.. العالم في نقاش مناخي مفتوح حول مستقبل الأرض
- رئيس مؤتمر الأطراف COP28: ملتزمون بإطلاق العنان للتمويل وتحقيق وعد الـ100 مليار دولار
وفقا لوكالة أنباء الإمارات "وام"، تُظهر هذه المبادرات والإنجازات قدرة والتزام طيران أبوظبي مع شريكها "ليوناردو" الفعال في الحد من الأثر الذي يتركه الطيران على انبعاثات الكربون العالمية.
وأكد نادر أحمد الحمادي، رئيس مجلس إدارة طيران أبوظبي الحرص على التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين بهدف تسريع إزالة الكربون من قطاع الطيران، والإسهام في تحقيق مستهدفات دولة الإمارات في الحياد المناخي، وتعزيز كفاءة استهلاك الوقود والحفاظ عليه.
وقال: "نؤكد على التزام طيران أبوظبي بدعم جهود دولة الإمارات في قطاع الطيران لضمان استمرارية النمو المستدام واعتمادها في جميع أنشطة الطيران مستقبلاً".
من جهته قال جيان بييوو كوتيلو، المدير التنفيذي لشركة "ليوناردو" للمروحيات: "أظهرنا ما يمكن تحقيقه في الفترات القصيرة والطويلة لدعم متطلبات الاستدامة في الطيران بشكل ملموس. لقد فعلنا ذلك بمروحية "AW139" ذات المستوى العالمي، ما يثبت أن بإمكان هذه التكنولوجيا تقديم فوائد حقيقية على نطاق واسع في المناطق المختلفة ولجميع المهام".
وأكد التزام الشركة بالتعاون مع السلطات وقادة صناع الطاقة ومقدمي خدمات المروحيات لتشجيع استخدام وقود الطيران المستدام للحفاظ على تقليل انبعاثات الكربون.
من جانبه قال سيف محمد السويدي، مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني، إن قطاع الطيران المدني بدولة الإمارات يسير وفق خطوات متقدمة نحو تعزيز استخدام وقود الطيران المستدام، مشيرا إلى أن نجاح أول رحلة لطائرة هليكوبتر باستخدام وقود الطيران المستدام (SAF)، خطوة هامة تخدم الجهود المبذولة نحو خفض الانبعاثات الكربونية في قطاع الطيران.
وأضاف: "في الرابع والعشرين من هذا الشهر شهد العالم في ختام أعمال مؤتمر منظمة الإيكاو الثالث للطيران وأنواع الوقود البديل الذي استضافته دولة الإمارات، إطلاق (إطار دبي العالمي- بشأن وقود الطيران المستدام،) والذي يمثل بداية الطريق لمستقبل أكثر استدامة في مجال الطيران لتحقيق هدفنا الطموح في الوصول الى صفر انبعاثات بحلول العام 2050".
وتجدر الإشارة إلى أن الأسطول العالمي لمروحيات "AW139" يمتلك ما يقرب من 4 ملايين ساعة طيران حتى الآن، وأن هذه الفئة من الطائرات تتميز بأجهزة القيادة الإلكترونية المتطورة مع أنظمة ملاحة متقدمة ونظم تجنب التصادم لتعزيز الوعي بالموقف وتقليل عبء العمل على الطيارين، إلى جانب سرعة لا مثيل لها وفوارق قوة وأداء عام متفوق، وكابينة أوسع في فئتها تتميز بالقابلية العالية للتشكيل السريع، وصندوق تروس رئيسي فريد مع قدرة على العمل لأكثر من 60 دقيقة بدون زيت لتعزيز الموثوقية والسلامة.
وحقق طيران أبوظبي بشراكته مع "ليوناردو" إنجازاتٍ كبيرة في مجال الاستدامة التشغيلية، والتجريبية من خلال استخدام المروحيات ذات الوقود المستدام في الإمارات العربية المتحدة وإيطاليا.
وتعد هذه الرحلة الأولى من نوعها في دولة الإمارات العربية المتحدة والشرق الأوسط، ما يُؤكد أهمية هذه القدرة التكنولوجية.
ويتم تشغيل مروحيات "AW139" بواسطة محركين من "PrattWhitney Canada PT6C-67C" يوفران قدرة استثنائية حيث ينتج كل محرك 1700 حصان حراري، ويتم دعم هذه المروحيات بإمكانات رقمية متقدمة للصيانة والتدريب، سواء من حيث إدارة بيانات رحلات الأسطول أو المحاكاة للطيارين وطواقم المقصورة والفنيين.
وقد قامت مروحيات "AW139"، في هذا العام برحلات عرضية باستخدام "SAF" في اليابان وماليزيا .
بدوره قال المهندس سيف غباش، الوكيل المساعد لقطاع البترول والغاز والثروة المعدنية بوزارة الطاقة والبنية التحتية: “يمثل هذا الإنجاز خطوة كبيرة نحو الاستدامة في قطاع الطيران ويبرهن على التزام الشركة بالابتكار والاستدامة، ونفخر بأن تكون دولة الإمارات في طليعة هذا التحول البيئي في قطاع الطيران على مستوى الشرق الأوسط”.
وقال إن استخدام الوقود المستدام للطائرات العمودية يؤكد مواصلة مسيرة التميز الذي حققته دولة الإمارات في قطاع الطيران، ويمثل خطوة مهمة في منظومة التحول في الطاقة والعمل المناخي، بما يدعم مستهدفات رؤية " نحن الإمارات 2030"، وصولاً لاستراتيجية الإمارات للطاقة 2050، واستراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050، والاستراتيجية الوطنية للهيدروجين 2050.
وأضاف: "نتطلع إلى مواصلة العمل على تحسين كفاءة الوقود وتقليل البصمة الكربونية في قطاع الطيران، وتمثل هذه الرحلة بداية عصر جديد للطيران المستدام في المنطقة، ونحن قادرون على قيادة هذا التحول في الطاقة؛ إذ يعكس الالتزام بتقليل البصمة الكربونية للطائرات من خلال استخدام الوقود المستدام، رؤية استراتيجية ومسؤولية بيئية متقدمة، ويظهر ريادة دولة الإمارات في تبنّي الحلول الصديقة للبيئة".
وأوضح، أن دولة الإمارات تدرك أن صناعة الطيران يمكن أن تلعب دوراً حاسماً في الجهود العالمية للحد من انبعاثات الكربون، وتحقيق أهداف اتفاق باريس ومنظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)، وتتبع لذلك نهجاً متوازناً لاستكشاف الفرص المستقبلية لوقود الطائرات المستدام، وتحسين كثافة الكربون في وقود الطائرات المعتمد على الهيدروكربون، كونه يمثل أمراً بالغ الأهمية لدوره في تسريع انتقال الطاقة نحو النظيفة منها.
aXA6IDMuMTUuMjExLjcxIA== جزيرة ام اند امز