بالملصقات والمطهرات.. مصريون يقودون حملات لمواجهة كورونا
مصريون يحرصون على ارتداء الكمامات واستخدام المطهرات في الأماكن العامة ووسائل المواصلات خوفا من انتشار فيروس كورونا في أماكن الزحام.
أطلق مصريون، حملة توعوية ضد فيروس كورونا من خلال نشر ملصقات وتوزيع المطهرات في الأماكن العامة خوفا من تفشي فيروس كورونا المستجد بينهم.
وانتشرت الحملة التي بدت فردية، خلال اليومين الماضيين، بين مختلف فئات المصريين، سواء في أماكن العمل، أو الأسواق والمواصلات العامة، أو المصاعد، أو العيادات والمراكز الطبية.
ورغم اختلاف طرق الوقاية وتنوعها، لكنها اعتمدت بشكل رئيسي على إرشادات لعدم نقل العدوى في إطار الإجراءات الاحترازية من فيروس كورونا.
المصعد.. باب لانتشار كورونا
شروان محمد، تعمل أمينة بأحد المتاحف المصرية، واحدة ممن قادوا هذه الحملة، عندما علقت علبة مناديل، ومطهر بجوار باب مصعد البناية التي تسكن بها.
تقول شروان (32 عاما) لـ"العين الإخبارية": "استوحيت فكرتي من صينيين نفذوها عندما تفشي المرض بينهم، وفكرت كيف يمكن أن أحمي نفسي وعائلتي وكذلك جيراني، ووجدت أن التوعية الخيار الأنسب لنا جميعا في هذا التوقيت".
تتابع شروان وهي رئيس اتحاد ملاك البناية: "بدأت بالمصعد، خاصة أننا نسكن في برج مكون من 19 طابقا، سألت نفسي كم شخص يضغط على أزرار المصعد أو حتى يلمسها وكم شخص يفتح بابه. بالتأكيد المئات يوميا ممن نعرفهم أو لا نعرفهم وبالتالي سنكون عرضة لأي عدوى في حال وجود مصاب"
وترى شروان أن حملتها جعلت الآخرين يشعرون بالمسؤولية تجاه الحدث، موضحة أنها وجدت استجابة واسعة بين الجيران، والأقارب، الذين طلبوا منها مساعدتهم في تكرار الفكرة.
ونشرت شروان صورة المصعد، على عدد من جروبات موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بهدف التوعية، وهو ما لاقى ردود فعل إيجابية بين آلاف المصريين في مختلف المحافظات الذين نشروا صورا لحملاتهم.
وتنوعت الأفكار بين تعليق خلة الأسنان، وأعواد القطن والكبريت، والمناديل، لاستخدامها في الضغط على أزرار المصاعد، مع ملصقات تطالب بإلقاء أي مناديل مستخدمة فورا.
عزيزي العميل.. ساعدنا على مواجهة كورونا
وعلى مدخل متجر كبير (سوبر ماركت) بحي الهرم بمحافظة الجيزة غربي العاصمة، وضع القائمون على المتجر بخاخة تحتوي على مطهر، بالإضافة إلى قفازات ومناديل، داعين العملاء لاستخدامها قبل البدء في التسوق.
وقالت سحر محمود، ربة منزل، لـ"العين الإخبارية": "اصطحبت ابنتي لشراء بعض طلبات المنزل، وكنت مترددة في دخول (الماركت) خوفا من انتقال العدوى لكن سلمت أمري لله خاصة أنه غير منتشر في البلاد".
وتتابع الأم الأربعينة: "فوجئت بهم يضعون مطهر وقفازات.. فرحت جدا لأنهم بهذه الطريقة يحمون الجميع، وأعتقد الفكرة تستحق التقليد".
ولاحظت "العين الإخبارية" تفاعل أعداد كبيرة من زائري الأسواق للتجارية مع الحملات التي تطالبهم باستخدام المطهرات قبل التسوق.
كما حرص مصريون على ارتداء الكمامات، واستخدام المطهرات، في الأماكن العامة ووسائل المواصلات، خوفا من انتشار فيروس كورونا في أماكن الزحام.
سماء سعد، محامية، شاركت في التوعية المجتمعية لمواجهة فيروس كورونا، من خلال نشر صورتها عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي أثناء استخدامها مترو الأنفاق وهي ترتدي الكمامة.
وتروي الفتاة العشرينية بدايتها مع الكمامات لـ"العين الإخبارية" قائلة: "عندما أصيبت برشح وحساسية، خفت أن تكون مناعتي ضعيفة وتنتقل لي أي عدوى، ووجدت نفسي مستمرة في هذا خاصة مع تفشي فيروس كورونا".
وتتابع: "أصبحت الكمامة ثقافة سائدة عند الكثيرين داخل وسائل المواصلات والأسواق، بعد ما كنت أواجه سخرية في البداية.. حاليا أرى غالبية الناس بصحبتهم الكمامات والمطهرات والقفازات.. بل والأكثر الجميع يساعد بعضه في الحصول عليها من الصيدليات".
المطاعم.. إغلاق طواعية لمنع انتشار كورونا
ومع قرار رئيس الحكومة المصرية تعليق جميع الفعاليات التى تتضمن أي تجمعات كبيرة من المواطنين، قررت إدارة إحدى سلاسل المطاعم الشهيرة بحي إمبابة الشعبي (شمالي شرق الجيزة)، تعليق العمل بالمطعم لمدة أسبوعين، في إطار الدعم المجتمعي للدولة لمواجهة فيروس كورونا.
وقال ناصر البرنس، صاحب المطعم لـ"العين الإخبارية": "يأتي لمطعمي زبائن كثيرة وشعرت بالخوف على الجميع، سواء للعاملين أو الزبائن، وخفت على عملي أن يتأثر حال حدوث أي إصابة بالفيروس خلال الزحمة المعتاد بالمطعم".
ولا يعتبر "البرنس" قراره تعليق العمل بالمطعم خسارة بالنسبة له، رغم أنه سيكون مدفوع الأجر، موضحا أنه مكسب بالنسبة له ألا يخسر زبائنه على المدى البعيد وأن تنجح بلاده في منع انتشار فيروس كورونا المستجد.
العيادات والمراكز الطبية.. الوقاية خيار الأطباء
وداخل أحد المراكز الطبية، المتخصصة للعلاج الطبيعي بمنطقة الزيتون شرقي القاهرة، قرر الطبيب رضا طاهر، ارتداء كمامة خلال جلسات العلاج مع الأطفال.
ورغم أن فيروس كورونا المستجد تأثيره الأكبر على كبار السن، لكن الطبيب الشاب رأي أن ارتداء الكمامة يحمي الأطفال في المقام الأول، ويحميه معهم، خاصة أنه لا يعلم هل سيكون بينهم من ينقل العدوى إليه أو العكس في حال أصيب بالفيروس.
ويقول رضا، لـ"العين الإخبارية": "ليست الكمامة الوحيدة التي طرأت على حياتي اليومية لكني توقفت معها عن ممارسات وعادات يومية مثل أكل (التيك أوي)، أو السلام بالأيدي، كما أنني حاليا أتفقد المسافة بيني وبين أي شخص ألا تقل عن متر".
ويحاول الطبيب نشر ثقاقة ارتداء الكمامة بين أوساط زملاءه، معلقا: "التوعية المجتمعية هي الحل الوحيد أمامنا حتى لا نكون مثل إيطاليا التي تأخرت في مواجهة كورونا".
وكثفت عدد من المستشفيات والعيادات، من نشر المطهرات بين المرضى، وفتح النوفذ للتهوية، مع نشر مجموعة من الملصقات التوعوية، فيما فصلت بعض العيادات بين مواعيد المرضى بحوالي ١٠ دقائق فارق منعا لتواجدهم معا.