ربيع التعايش يطلق عبيره في مؤتمر الحرية والمواطنة
المؤتمر الدولي "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل"، اعتبره المشاركون بداية لربيع جديد للتعايش بين الأديان.
عندما تنقل الكاميرات صوراً لقادة الدين الإسلامي والمسيحي وقد جمعتهم منصة الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين في المؤتمر الدولي "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل"، فهذا تعبير قوي على العيش المشترك، كما قال البابا تواضرس الثاني بالأمس لبوابة العين الإخبارية.
ولكن كيف نستغل هذه الحالة لنصبو إلى ربيع جديد نتمتع فيه بعلاقات متميزة بين الأديان، هذا هو السؤال الذي طرحه الأب رفعت بدر، رئيس المجلس الكاثوليكي للإعلام، خلال كلمته اليوم بالمؤتمر، وجاءت الإجابة بطريقة غير مباشرة في أكثر من كلمة، لتؤكد أن هذا الحدث الهام هو بداية هذا الربيع، حتى أن زهوره بدأ عطرها يفوح في أكثر من كلمه.
ولا تكاد الأنوف تخطئ رائحة الزهور الذكية، وهي تشتم عبير التسامح والدعوى للعيش المشترك في كلمة الأنبا أرميا، الأسقف العام بالكنيسة الأرثوذكسية المصرية، والذي أشاد فيها بالأزهر الشريف وبرأ الإسلام من الاتهامات التي تكال له، بأنه يشجع على التطرف.
وقال أرميا: "الأزهر الشريف وعلى رأسه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، يمثل الاعتدال الإسلامي.. نشكر الله على وجود القيادات الدينية التي تسعى للعيش في سلام".
وحرص أرميا على التأكيد أن المتطرفين فئة ضالة توجد في كل دين، ويستخدم الدين في هذه الحالة كستار لتنفيذ أغراض شخصية معينة.
ولفت في هذا الإطار إلى ما حدث في التاريخ من توظيف المسيحية تحت اسم الحملات الصليبية، مشيراً إلى أن البابا شنودة كان يسميها حملات الفرنجة، لأن المسيحيين في مصر كانوا ضد الحملات الصليبية، لأنها استخدمت الدين في التحريض على القتل أو الفساد في الأرض.
واستمر عبير التسامح والتعايش يزكي الأنوف مع كلمات المشاركين، لاسيما مع كلمة الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، محيي الدين عفيفي، والذي أكد على أن الأزهر يتخذ من فقه التعايش مع الآخرين مبدأ أساسياً لنشر دعوته، وأنه يرفض تماماً فقه الأقليات.
وأشار في هذا الإطار إلى أن شيخ الأزهر فضيلة الإمام أحمد الطيب، قام بزيارات رسمية إلى بعض الكنائس في أنحاء العالم، وذهب أيضاً إلى بابا الفاتيكان البابا فرانسيس ودعاه لمؤتمر عالمي لتحقيق السلام الكامل.
وأطلقت كلمة الدكتور عبد الناصر أبو البصل، عضو مجلس الإفتاء الأردني، عبيرا آخر خيمت رائحته في المكان، عندما عاد بالحضور إلى الماضي حيث تاريخ الأزهر الشريف في الحوار بين الأديان ودعم ثقافة العيش المشترك والمواطنة، مؤكداً أن دور الأزهر أساسي في هذه المبادرات.
aXA6IDE4LjExNy44LjE3NyA=
جزيرة ام اند امز