«قادرة على اختراق أصعب الدفاعات لتوجيه ضربات دقيقة في أي مكان في العالم.. إنها مستقبل الردع»، بهذه الكلمات كشفت نورثروب غرومان، القليل من المعلومات حول المقاتلة الأمريكية «بي-21 رايدر».
تلك المقاتلة التابعة لسلاح الجو الأمريكي، حلقت يوم الجمعة، في أولى رحلاتها، ضمن أحدث خطوة لتدشين أسطول جديد من القاذفات الشبح طويلة المدى ذات القدرات النووية.
ووثق المصور الصحفي مات هارمان، اللقطات الأولى للقاذفة الأمريكية الجديدة «بي-21 رايدر» أثناء تحليقها الأول، في مقطع فيديو، يُظهرها وهي تقلع من مصنع القوات الجوية الأمريكية 42 قرب موهافي، وترافقها طائرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية من طراز F-16 كطائرة مطاردة.
فماذا نعرف عن المقاتلة «الشبح»؟
رغم أنه لا يزال من الصعب تحديد بعض خصائص المقاتلة الجديدة، إلا أن شركة نورثروب غرومان المصنعة أعطت بعض الخصائص التي تميزها عن القاذفات الأخرى، مشيرة إلى أنها تقدم مزيجًا من المدى والحمولة والقدرة على البقاء.
وتشبه هذه المقاتلة، شكل جناح طائر وتقترب إلى حد كبير من سابقتها B-2 Spirit، لكنها ستدمج مواد متقدمة وتكنولوجيا الدفع والتسلل لجعلها أكثر قدرة على البقاء في أي صراع، ومن المقرر أن يتم إنتاجها بأشكال مختلفة، ومنها التي تتمتع بخاصية القيادة الذاتية.
ونقلت وكالة أسوشتد برس، عن المتحدثة باسم القوات الجوية آن ستيفانيك قولها، إن الطائرة B-21 رايدر في مرحلة اختبار الطيران، مشيرة إلى أن هذا الاختبار يعد خطوة مهمة في توفير قدرات هجومية طويلة المدى وقابلة للاختراق لردع العدوان والهجمات الاستراتيجية ضد الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها.
الطائرة «بي-21 رايدر» تعد جزءا من جهود البنتاغون لتحديث جميع عناصر «الثالوث النووي» والتي تشمل الصواريخ الباليستية النووية التي تُطلق من الصوامع، والرؤوس الحربية التي تُطلق من الغواصات، بحسب «أسوشتد برس».
أطلق عليها اسم «بي-21 رايدر»، تكريمًا للمقدم جيمي دوليتل رايدر الذي قاد غارة في الحرب العالمية الثانية عندما انطلق 80 طيارًا، و16 قاذفة قنابل متوسطة من طراز B-25 ميتشل في مهمة غيرت مسار الحرب.
طورت «بي-21 رايدر» باستخدام الجيل التالي من تكنولوجيا التخفي وقدرات الشبكات المتقدمة وبنية الأنظمة المفتوحة، ومن المقرر أن تساعد القوات الجوية على تنفيذ مهامها الأكثر تعقيدا.
العمود الفقري
وتتمتع هذه القاذفة بقدرة على الالتفاف حول جميع أنظمة الاستشعار والوصول وبالتالي تتمتع بقدرة كبيرة على التخفي، وتشكل العمود الفقري لمستقبل القوة الجوية الأمريكية، بتوفيرها حقبة جديدة من القدرة والمرونة من خلال التكامل المتقدم للبيانات وأجهزة الاستشعار والأسلحة.
وبحسب قناة الحرة الأمريكية، فإن هذه الطائرة قادرة على إيصال مختلف الحمولات التقليدية والنووية، كونها تعد واحدة من أكثر الطائرات فعالية في السماء، مع القدرة على استخدام مزيج واسع من ذخائر الهجوم المباشر والذخائر المواجهة.
والمقاتلة الأمريكية، تعد قاذفة قنابل رقمية تستخدم تطويرا سريعا للبرمجيات وتقنيات التصنيع المتقدمة وأدوات الهندسة الرقمية لتحديد الأهداف والرقمنة، وهي قادرة غلى مواجهة التهديد المتطور بشكل مستمر لعقود قادمة، بالإضافة إلى قدراتها على الضربات الدقيقة وبعيدة المدى والتي ستوفر للقادة المقاتلين القدرة على الوصول لأي هدف في أي مكان في العالم.
وتبرز إيمي نيلسون؛ الخبيرة في معهد بروكينغز الأمريكي للأبحاث بواشنطن، سمات القاذفة الجديدة، قائلة إنها وعلى عكس القاذفة "بي-2" تتوفر على "قدرة مزدوجة": تمكنها من إطلاق صواريخ نووية وأسلحة تقليدية في نفس الوقت، فضلا عن صواريخ طويلة وقصيرة المدى.
وكما هو الحال مع بعض التصاميم العسكرية الأمريكية الحديثة، مثل الطائرات المقاتلة إف-22 وإف-35، فإن بي-21 أيضا طائرة متخفية، لا تكشفها الرادارات.
لذلك تقول شركة نورثروب غرومان المصنعة للطائرة، إنها من طراز "الجيل الجديد من الطائرات الشبح" التي تعتمد على "تقنيات ومواد جديدة" لم تكشف مسبقا.