هجوم رئيس الحكومة الإسرائيلية على منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية، يندرج ضمن الحرب المفتوحة على المنظمات الحقوقية، بحسب خبراء فلسطينيين.
رأى خبراء فلسطينيون أن هجوم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية، يندرج ضمن الحرب المفتوحة على المنظمات الحقوقية الناشطة في فضج جرائم الاحتلال، كما أنه يعكس زيف الديمقراطية في إسرائيل.
وشن نتنياهو هجوما كاسحا ضد منظمة "بتسيلم"، على خلفية ظهور ممثلها، وممثلة "أصدقاء سلام الآن في الولايات المتحدة" في النقاش الذي أجراه مجلس الأمن الدولي حول المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، الجمعة الماضية.
وقال محمد دراغمة، الخبير في الشأن الإسرائيلي، إن هذا الهجوم يثبت حقيقة زيف الادعاء بوجود الديمقراطية في إسرائيل التي تسوّق أنها واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط.
وأضاف دراغمة في حديثه لـ"بوابة العين" أن هذا الهجوم يثبت أنه في أي لحظة يخرج شخص أو جهة عن السياسة الإسرائيلية الرسمية يعتبر خائنا لدولة الاحتلال".
ووصف نتنياهو، مساء أمس، عبر صفحته على "فيس بوك"، "بتسيلم" بأنها تنظيم "زائل وغير واقعي"، واتهمهما بالانضمام إلى "جوقة التشهير بـ"إسرائيل" وتكرير الادعاء الكاذب بأن "الاحتلال والمستوطنات" هي سبب الصراع"، على حد تعبيره.
ورأى دراغمة أن توجه نتنياهو لإلغاء وظيفة المتطوع من الخدمة المدنية في منظمة "بتسيلم"، خطوة على طريق إخراجها من القانون؛ للحد من دورها في توثيق جرائم الحرب التي تقترفها قوات الاحتلال.
وتأسست بتسيلم، في شباط 1989 على يد مجموعة من المفكرين، القانونيين، الصحفيين وأعضاء الكنيست بهدف النضال ضد انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، محاربة ظاهرة التجاهل والإنكار القائمة في المجتمع الإسرائيلي.
ويرى الباحث الحقوقي ياسر عبد الغفور، أن هذا ليس الهجوم الأول على بتسيلم أو غيرها من المنظمات الحقوقية العاملة في الأراضي المحتلة.
وقال عبد الغفور لبوابة "العين" إن الكنيست الإسرائيل أعد قانونا مطلع هذا العام يضع قيودا على المنظمات اليسارية، ويتدخل في مسارات تمويلها، وهو القانون الذي أثار انتقادات واسعة لأنه يقوم على التمييز؛ لأنه يستهدف في الأساس الجماعات اليسارية التي تعارض سياسات الحكومة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، والتي تتلقى أموالا من حكومات أجنبية والاتحاد الأوروبي.
وفي يناير الماضي/كانون الثاني اندلع حريق هائل في مكاتب منظمة "بتسيلم"، في مدينة القدس، قبل أن يتبين أنه حريق متعمد.
ووفق الشرطة الإسرائيلية في حينه، فإن 3 إسرائيليين أصيبوا بجراح متفاوتة جراء الحريق الذي أتى على الطابق الثاني والرابع في البناية السكنية التي فيها مكاتب المنظمة، وهو ما يدل على أنه بفعل فاعل.
وأشار عبد الغفور إلى أن حربا أخرى تشنها سلطات الاحتلال تجاه المنظمات الحقوقية الفلسطينية الناشطة في مجال توثيق ومتابعة جرائم الاحتلال، وزادت وتيرة هذه السياسة بعد توجه عدد من هذه المنظمات إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم اقترفتها القوات الإسرائيلية.
ولفت إلى أن هذه الحرب اشتملت على تهديد مسؤولين وناشطين في هذه المنظمات حتى وصلت إلى مستوى التهديد بالقتل، خاصة من العاملين في ملف المحكمة الجنائية ، إلى جانب حرمان الكثير من ناشطي هذه المؤسسات من تصاريح السفر والمرور عبر المعابر الإسرائيلية.
aXA6IDMuMTMxLjEzLjE5NiA= جزيرة ام اند امز