أحد مؤسسي البوليساريو لـ"العين الإخبارية": الجبهة دخلت مرحلة التفكك والانهيار
"تعيش حالة من التفكك والانهيار".. هكذا وصف البشير الدخيل، أحد مؤسسي جبهة البوليساريو، حال الحركة في ظل انكشاف زيف أطروحتها الانفصالية.
الدخيل بعد 19 عاماً من عمله في صفوف الجبهة الانفصالية قرر العودة إلى حضن الوطن، ضمن مبادرة "إن الوطن غفور رحيم" التي أطلقها العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني.
وفي حوار مع "العين الإخبارية"، يكشف الدخيل عضو الجبهة السابق، الذي يرأس حاليا معهد منتدى بدائل الدولية للدراسات، عن عدد من الحقائق حول واقع البوليساريو اليوم، وكيف انسدت أمامها الأفق في ظل الدعم الدولي المستمر للطرح المغربي بشأن الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية.
وبدأت أزمة الصحراء المغربية عقب خروج الاستعمار الإسباني من المنطقة عام 1975، حيث تحول الخلاف بين المغرب والبوليساريو إلى نزاع مسلح، قبل أن يوقع الطرفان في عام 1991 اتفاقا لوقف إطلاق النار، وسط دعم دولي متزايد لمغربية الصحراء وللجهود الجادة التي تبذلها الرباط من أجل تسوية النزاع.
** نبدأ من آخر الأحداث، كيف تقرؤون الموقف الإسباني الأخير بشأن الصحراء المغربية؟
إن الموقف الإسباني لا يقل أهمية وبدون مبالغة عن الموقف الأمريكي بشأن الصحراء المغربية؛ لأن إسبانيا كانت هي المستعمرة، كما أنها تدعم "البوليساريو"، ولذلك فهي لها سمعة كبيرة في الأوساط الأوروبية والأمريكية، وبدون شك فموقفها سيكون له تأثير كبير داخل هذه الأوساط.
وبحكم أن إسبانيا كانت هي المستعمر لمنطقة الصحراء المغربية، فهي أقرب "شيء" للملف، وهذا الذي يؤكد أن الأراضي الصحراوية مغربية، وبالتالي فموقفها يتعلق بدعم حل وسطي الجميع.
وقد خرج موقفها السابق بدعم طرح "الجمهورية الوهمية"، إلى التصريح بتأييدها لحل واقعي يتماشى مع ما هو مطلوب في الوضع المتواجد حاليا، والذي يأتي بعد الموقفين الأمريكي والألماني.
** هل يمكن أن نرى دولاً أوروبية أخرى تتبنى نفس الطرح؟
بدون شك، فهناك دول أخرى ستتبعها بالخصوص علاقاتها مع دول أمريكا الجنوبية، بحكم أنها كانت تشكل مستعمرات إسبانية سابقة، كما أنه كان هناك، أمس الأول الأحد، تصريح لوزير إيطالي يتماشى مع هذا التوجه، وهذا ما سيجعل الملف المتعلق بالحكم الذاتي للصحراء المغربية، يعرف تحركا متناسقا في أن يكون الحل داخل إطار الحكم الذاتي للصحراء المغربية.
كما أن استخدام عبارة "الحكم الذاتي" باستعمال أداة التعريف (ال)، يؤكد أن هذه الدول تعي أنه لا يمكن أن يكون هناك أي حل لهذه القضية إلا في إطار المقترح المغربي حول الصحراء المغربية، وهو الأمر الذي له ما بعده في الأيام المقبلة.
الموقف الإسباني وبدون شك سيؤثر على الدول الداعمة لها بكل تأكيد، نظرا لكون إسبانيا كانت هي الدولة المستعمرة للمنطقة، وبالتالي فسيكون أمام الدول التي تدعم طرح "البوليساريو" العدول عن مواقفها ودعم توجه المغرب ومقترحه حول الصحراء، نظرا لكون إسبانيا تعتبر أقرب دولة لهذا الملف وتعرف خباياه وكذا حقيقة مغربية الصحراء، الأمر الذي سيضع هذه الدول أمام حقيقة دعم مغربية الصحراء.
كما أن الرسالة التي وجهها رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، وكذا المسؤولون والبرلمانيون ومختلف الفعاليات الإسبانية، كانت جد واضحة، وأن هذا الحل سيساعد في عودة المحتجزين في مخيمات تندوف معززين مكرمين لأرضهم المغربية.
** وماذا عن طرح "الجمهورية" الذي تقدمه البوليساريو ومن يدعمها؟
لم تكن لديه أصلا مصداقية في الماضي، فما بالك اليوم أو في المستقبل، زد عليه أن البوليساريو لم يسبق لها أن تعاطت مع المقترحات التي تقدم بها المغرب، كما أنها في كل مرة تعطي أرقاما مغلوطة عن عدد المحتجزين داخل مخيمات تندوف.
وإذا افترضنا جدلاً أن لهذا الطرح بعضا من المصداقية، فلماذا يُطالب هذا الذي يملك "جمهورية" بتنظيم استفتاء حول الحق في تقرير المصير؟ إذ هي مجرد بطاطس حامية قذفتها بعض الجهات، واليوم صارت عاهة في المنطقة.
كما أن ادعاء الجبهة الانفصالية أنها "هي الممثل الشرعي الوحيد للصحراويين" يدل على أنها جهة ديكتاتورية، حيث إنها لم تحصل على الشرعية ولم يصوت لها أي أحد من قبل.
** كيف تقيم وضع البوليساريو اليوم؟
اليوم، دخلت "البوليساريو" في مرحلة تفكك، يعني الانهيار، خصوصا بدون منطقة الكركرات التي تفصل المغرب عن موريتانيا؛ لأن هذه المنطقة كانت تعتبرها "البوليساريو" منطقة عبورها، وهو ما جعل المغرب يتحرك لتأمين حدوده.
إضافة إلى دخول "إبراهيم غالي" بأوراق مزورة إلى إسبانيا، ما أزم وضعية هذا "الكيان"، مضيفا أن هناك تحركا في مجموعة من القبائل في المنطقة لحسم هذا الأمر والعودة إلى المغرب.
aXA6IDE4LjExOS4yMTMuMzYg
جزيرة ام اند امز