طلة مفاجئة من قطار.. ما الذي تحمله بيربوك بحقيبتها لأوكرانيا؟
بشكل مفاجئ، وصلت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، كييف، صباح السبت، في ثاني زيارة لأوكرانيا منذ بداية الحرب في فبراير/شباط.
والتقطت صور لبيربوك حاملة حقيبة صغيرة، وهي تترجل من القطار الذي قادها إلى كييف، صباح السبت، في مستهل زيارتها المهمة.
وعند وصولها إلى محطة كييف المركزية، أوضحت بيربوك: "سافرت إلى كييف اليوم لأظهر أنه يمكن لأوكرانيا الاستمرار في الاعتماد علينا".
وتابعت أنها أرادت أن توضح "أن برلين ستواصل دعم أوكرانيا طالما كان ذلك ضروريًا، من خلال تسليم الأسلحة والدعم الإنساني والمالي".
وفي منتصف شهر مايو/أيار، كانت بيربوك أول عضو في الحكومة الألمانية يسافر إلى كييف منذ بداية الحرب. في ذلك الوقت، أعادت وزيرة الخارجية، فتح السفارة الألمانية والتقت بالرئيس فولوديمير زيلينسكي، كما زارت ضاحيتي بوتشا وإيربين المدمرتين جزئياً.
"بوتين لن ينجح"
بالإضافة إلى ذلك، تريد وزيرة الخارجية المنحدرة من حزب الخضر، بعث إشارة ضد خطر "إرهاق الحرب" في ألمانيا، في ظل أزمة الطاقة التي تضرب الأخيرة قبل فصل الشتاء.
وفي هذا النقطة، قالت وزيرة الخارجية "من الواضح لي أن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يعتمد على تعبنا من التعاطف مع معاناة أوكرانيا".
وأوضحت "إنه (بوتين) يعتقد أنه يستطيع تقسيم مجتمعاتنا بالأكاذيب وابتزازنا بإمدادات الطاقة، وأنه يستطيع أن يستنزف طاقتنا للدفاع عن أنفسنا ضد هذا الهجوم، وعلى قيمنا جميعًا".
ومضت قائلة إن حسابات بوتين لا يجب أن تنجح، ولن تنجح، مضيفة "لأن كل أوروبا تعرف أن أوكرانيا تدافع عن نظام السلام في القارة".
وخاضت بيربوك الرحلة إلى أوكرانيا ليلة السبت، بقطار خاص ووفد صغير، انطلق من بولندا إلى كييف، نظرا لإغلاق المجال الجوي فوق أوكرانيا منذ بداية الحرب.
وفي كييف، تريد بربوك إجراء محادثات مع وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، من بين آخرين، فيما أحيط باقي برنامج الوزيرة الألمانية في العاصمة الأوكرانية، بسرية لأسباب أمنية.
وحددت بربوك موضوعين محددين مهمين لها خلال الزيارة: المساعدة الألمانية في إزالة الألغام، ودعم عملية التعاطي مع جرائم الحرب التي تم ارتكابها خلال الحرب، وفق صحيفة بيلد الألمانية.
معضلة السلاح
ومن المرجح أن يكرر المسؤولون الأوكرانيون خلال الزياة، الدعوة للحصول على أسلحة ألمانية ثقيلة.
وخلال زيارته لألمانيا الأسبوع الماضي ، طالب رئيس الوزراء الأوكراني، دنيس شميهال، المستشار أولاف شولتز، بتسليم دبابات القتال الرئيسية الألمانية "ليوبارد 2" لأوكرانيا.
لكن شولتز رد بأن ألمانيا تريد التركيز على توفير أنظمة الدفاع الجوي والمدفعية لأوكرانيا، وقبل كل شيء عدم القيام بذلك بمفردها، في رسالة رفض واضحة للطلب الأوكراني.
وحتى الآن، لم يرسل أي حليف آخر في حلف شمال الأطلسي (الناتو) دبابات قتال رئيسية مصعنة في الغرب، إلى أوكرانيا.
وترفض وزيرة الدفاع الألمانية، كريستين لامبرخت، تسليم أسلحة جديدة لأوكرانيا، سواء بشكل مباشر أو عن طريق التسليم الدائري بالتعاون مع دول أوروبية أخرى، خوفا على تأثير ذلك على مخزون الجيش الألماني وقدراته القتالية.
وفي مؤتمر دولي في القاعدة الجوية الأمريكية في رامشتاين في ولاية راينلاند بالاتينات الألمانية، امتنعت وزيرة الدفاع قبل أيام، عن التعهد بأي التزامات أخرى للأسلحة الثقيلة.
ووفق مراقبين، فإن الحكومة الألمانية في موقف صعب فيما يتعلق بتسليم مزيد من الأسلحة، وخاصة تلك الثقيلة، إلى أوكرانيا، في ظل تناقص مخزون الجيش الألماني من عدد من الأسلحة والذخيرة المهمة، والتي يمكن أن تحمل تأثيرا على القدرة القتالية للجيش الألماني.
500 مليون يورو
وفي أواخر أغسطس/آب، أعلنت ألمانيا أنّها ستزود أوكرانيا بأسلحة إضافية تناهز قيمتها 500 مليون يورو، مشيرة إلى أن قسماً كبيراً من هذه الأسلحة ستتسلّمه كييف اعتبارا من العام المقبل.
وقال متحدّث باسم الحكومة الألمانية، إنّ برلين ستزوّد أوكرانيا خصوصاً ثلاث منظومات للدفاع الجوي من طراز "آيريس-تي"، و"حوالي عشر مدرّعات لسحب الدبّابات، و20 قاذفة صواريخ مثبّتة على شاحنات صغيرة"، بالإضافة إلى "ذخيرة دقيقة وأجهزة مضادّة للطائرات المسيّرة".
وفي مطلع يونيو/ حزيران أعلنت برلين أنّها ستسلّم كييف منظومات دفاع جوي من طراز "آيريس-تي" التي تصنّعها شركة ديهل الألمانية والقادرة، وفقاً لشولتز، على "حماية مدينة كبيرة بأكملها من الضربات الجوية الروسية".
كما أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية في نفس الشهر، تسليم أوكرانيامدافع من طراز "هاوتزر 2000" ذاتية الدفع، والمتقدمة للغاية في مواجهات المدفعية وتملك قدرة كبيرة على المناورة.
aXA6IDMuMTM1LjIwNS4yMzEg جزيرة ام اند امز