"مؤتمر بغداد".. دعم إقليمي لأمن العراق وتأكيد لحسن الجوار
برسائل صلبة ونوايا صادقة، قدمت النسخة الأولى من مؤتمر بغداد في أغسطس/آب 2021، نموذجا للتكاتف الإقليمي من أجل أمن العراق وإعادة إعماره.
ففي قمة دول جوار العراق، والتي حملت اسم "مؤتمر بغداد"، قبل ما يزيد على العام، تم الحشد لاجتماعات لدول إقليمية ودولية؛ حيث وجهت دعوات إلى رؤساء وقادة دول، كان الهدف الأكبر منها سرعة إعادة الاستقرار للمنطقة.
لم تبخل الدول التي تلقت دعوات لمؤتمر بغداد 1 في إظهار تضامنها لاحتضان العراق لهذا المؤتمر باعتباره دليلا واضحا على اعتماد سياسة التوازن والتعاون الإيجابي في العلاقات الخارجية لهذا البل العربي الآسيوي.
مجموعة من الرسائل والنتائج الواضحة ركز عليها البيان الختامي لمؤتمر بغداد 1، أقر خلالها المشاركون عما تواجهه المنطقة من تحديات تقتضي التعامل معها على أساس التعاون المشترك.
وفي الثامن والعشرين من أغسطس/آب 2021، احتضنت العاصمة العراقية، مؤتمر بغداد الأول، بمشاركة الإمارات وفرنسا ومصر والأردن وقطر والكويت ومنظمة التعاون الإسلامي، فيما يشهد الأردن النسخة الثانية من المؤتمر اليوم الثلاثاء.
آمال وتحديات
نجاح مؤتمر بغداد 1 لم يكن ليتحقق دون جهود دبلوماسية عراقية حثيثة وصادقة للوصول إلى أرضية من المشتركات مع المحيطين الإقليمي والدولي.
وفي النسخة الأولى من المؤتمر أيضا جرى التوافق على ضرورة تعزيز الجهود مع العراق للتعامل مع التحديات الناجمة عن التغيير المناخي والاحتباس الحراري.
البيان الختامي للمؤتمر أكد أيضا التزام المشاركين بدعم جهود حكومة العراق في إعادة الإعمار وتوفير الخدمات ودعم البنى التحتية، وتعزيز مؤسسات الدولة وفقا للآليات الدستورية.
ولعل النجاح الأبرز للعراق في ترجمة ما تم التوافق عليه في المؤتمر فقد تمثل في إجراء انتخابات بالبلاد في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول 2021، بدعم من دول الجوار وأصدقاء العراق الدوليين.
انتخابات تشريعية رسم الشعب العراقي ملامحها في ظل مظلة دولية داعمة لجهود بغداد في طلب الرقابة الدولية لضمان نزاهة وشفافية عملية الاقتراع التي أجريت.
حسن الجوار
تعهدات متتالية أقرها المشاركون في مؤتمر بغداد 1، في النسخة الأولى له، بعد إقرارهم بأهمية تضافر الجهود في ظل ما تواجهه المنطقة من تحديات مشتركة تقتضي تعامل دول الإقليم معها.
لكن هذا التعاون - وفق البيان الختامي لمؤتمر بغداد - لم يكن يتحقق بدون نوايا صادقة تقوم على أساس التعاون المشترك والمصالح المتبادلة ووفقا لمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام السيادة الوطنية.
ورغم آلام العراق اقتصاديا وسياسيا إلا أن بغداد تلقت حينها ثناءً إقليميا ودوليا على جهودها وتضحياتها غير المحدودة في الحرب على الإرهاب بمساعدة التحالف الدولي والأشقاء والأصدقاء لتحقيق الانتصار.
ثناء ارتكز على أرض صلبة ومدعوم بتطور قدرات العراق العسكرية والأمنية بالشكل الذي يسهم في تكريس وتعزيز الأمن في الشرق الأوسط، مع تجديد الرفض لكل أنواع وأشكال الإرهاب والفكر المتطرف.
ولم يغفل البيان الختامي للمؤتمر، قبل عام، الإشادة بجهود الحكومة العراقية في إطار تحقيق الإصلاح الاقتصادي بالشكل الذي يؤمن توجيه رسائل إيجابية تقضي بتشجيع الاستثمار في مختلف القطاعات ويعود بالنفع على الجميع ويخلق بيئة اقتصادية مناسبة ويعزز عملية التنمية المستدامة وخلق فرص العمل.
وامتد قطار التعهدات إلى محطة دعم جهود حكومة جمهورية العراق في إعادة الإعمار وتوفير الخدمات ودعم البنى التحتية وتعزيز دور القطاع الخاص، وملف النازحين وضمان العودة الطوعية الكريمة إلى مناطقهم بعد طيّ صفحة الإرهاب.
aXA6IDE4LjE5MS4xODkuMTI0IA== جزيرة ام اند امز