اليوم الوطني البحريني الـ51.. إنجازات "استثنائية" ونجاحات قياسية

على أنغام مؤشرات إيجابية و"نجاحات" قياسية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والصحية، تحتفي مملكة البحرين بيومها الوطني الـ51.
وتحتفل البحرين بأعيادها الوطنية يومي 16 و17 ديسمبر/كانون الأول بذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة والذكرى الـ51 لانضمامها للأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والـ23 لتسلم عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم.
احتفالات تأتي بعد عام وصف بـ"الاستثنائي" شهدت فيه مملكة البحرين العديد من التطورات الاقتصادية الإيجابية، في إطار برامجها وسياستها المتطورة لتنويع مصادر الدخل، وتشجيع الاستثمار والابتكار، وتوفير المزيد من فرص العمل أمام المواطنين في ظل رؤية 2030.
فما أبرز ملامح نجاحات البحرين في 2022؟
تأتي احتفالات اليوم الوطني بعد أيام من افتتاح عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة في 12 ديسمبر/كانون الأول الجاري دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي السادس لمجلسي الشورى والنواب، في أعقاب تشكيل برلمان جديد ولد من رحم انتخابات نيابية جرت في نوفمبر/تشرين الثاني.
تلك الانتخابات التي بلغت نسبة المشاركة فيها 73.18%، والتي تعد الأعلى منذ انطلاق أول انتخابات عام 2002، كانت أبرز تأييد شعبي لمسيرة المشروع الإصلاحي الذي أرسى دعائمه الملك حمد بن عيسى آل خليفة، منذ اليوم الأول لتوليه السلطة عام 1999، سبيلا للنهوض المستمر من أجل حاضر ومستقبل أفضل لجميع أبناء البلاد.
ولم تكن المشاركة الشعبية وحدها من جعل للانتخابات البرلمانية طعما آخر، بل إن تحقيق المرأة البحرينية "إنجازا تاريخيا" بفوزها بـ8 مقاعد برلمانية، جعل ذلك الاستحقاق الديمقراطي الأكثر تميزا في تاريخ المملكة، كون المرأة حصدت فيه أكبر عدد من المقاعد.
إلا أن ذلك النجاح النسائي لم يكن الوحيد، فعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة أصدر في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مرسوما ملكيا، بتشكيل حكومة جديدة برئاسة ولي عهده الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، كان نصيب المرأة فيها خمسة مقاعد.
اكتشافات غاز
النجاحات البحرينية لم تكن سياسية فحسب، بل إن الطريق الاقتصادي للبلد الخليجي كان ثريًا باكتشافات الغاز الطبيعي، والتي كان آخرها ما أعلنت عنه الشركة القابضة للنفط والغاز بالبحرين، في 8 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن اكتشاف مَكمنين جديدين للغاز الطبيعي في طبقات "الجوبة" و"الجوف" غير التقليدية الواقعين تحت مكمني "الخف" و"العنيزة" المنتجين للغاز الطبيعي في مملكة البحرين.
ورغم تلك الاكتشافات، إلا أن المنامة أكدت سعيها للتفتيش عن المزيد، عبر إجراء عمليات حفر إضافية خلال العامين 2023 و2024، سيتم فيها اختبار طبقتين هما "الطويل" و"السارة" الواقعتين أسفل مكمن "الجوف" للغاز، إلى جانب تجربة الحفر الأفقي في بئر "الجوبة" من أجل تحسين الإنتاجية.
الثروة البشرية
نجاحات قياسية ورؤية مستقبلية لم تكن لتشق طريقها إلى النور دون الاتكاء على ثروات بشرية تكون بمثابة الساعد على تنفيذها، وهو ما عملت عليه البحرين، وتوج بإدراجها قبل أسبوع للمرة الأولى في تصنيف المواهب العالمية 2022 الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD) في المرتبة الـ35 عالمياً، فيما صنفت ضمن أفضل 15 دولة على مستوى العالم في 13 مؤشراً ضمن التصنيف.
ويقيم تصنيف المواهب العالمية 2022 مدى تطوير وجذب الدول للمواهب والمحافظة عليها، ويصنف 63 دولة من خلال ثلاثة عوامل هي: الاستثمار والتنمية، والجاذبية، والجاهزية. فيما يتم قياس هذه العوامل بالاعتماد على البيانات الإحصائية، بالإضافة إلى استطلاع رأي من قبل تنفيذيين القطاع الخاص لتقييم الدول المدرجة.
احتواء كورونا
وبينما كان العالم لا يزال يعاني من تبعات جائحة كورونا كان نجاح تجربة البحرين في مكافحة الفيروس، حاضرًا على أوراق منظمة الصحة العالمية والتي وثقت في يوليو/تموز الماضي، ما قام به البلد الخليجي على هذا الصعيد.
ذلك النجاح لم يكن وليد اللحظة، بل إنه منذ بدء انتشار الجائحة، وأخذت حكومة مملكة البحرين على عاتقها مسؤولية الحفاظ على صحة وسلامة المجتمع كأولوية قصوى، عبر رفع درجة التأهب لمواجهة الفيروس ومتحوراته، وإطلاق حزمة واسعة من القرارات والإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية المدروسة والتي ساهمت في احتواء آثار الفيروس.
تلك التجربة، قال عنها الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء البحريني، في تصريحات له قبل أيام، إن تمكن مملكة البحرين من احتواء جائحة كورونا، والحد من تفشيها بوصولها إلى مستوياتها الدنيا الآمنة، يعكس النجاح الباهر الذي حققه البرنامج الوطني للتطعيم.
تنويع مصادر الدخل
وعلى مسار تنويع مصادر الدخل واصلت مملكة البحرين تنفيذ خطة متكاملة للتعافي الاقتصادي اعتبارًا من 31 أكتوبر/تشرين الأول 2021، متضمنة خمس أولويات رئيسية لدعم التنمية الشاملة والمستدامة.
ومع نهاية العام الجاري ظهرت الآثار الإيجابية لخطة التعافي الاقتصادي على مستوى مؤشرات النمو الاقتصادي بشهادات مؤسسات دولية مرموقة.
وبنهاية سبتمبر/أيلول الماضي كانت البحرين انتهت من 17 برنامجًا من أصل 27 برنامجًا مندرجًا ضمن الأولويات الخمسة لخطة التعافي الاقتصادي وأهدافها الرئيسية المتمثلة في خلق فرص عمل واعدة لجعل المواطن الخيار الأول في سوق العمل، وتسهيل الإجراءات التجارية وزيادة فعاليتها، وتنفيذ المشاريع التنموية الكبرى، وتنمية القطاعات الواعدة، والاستدامة المالية والاستقرار الاقتصادي من خلال تحقيق التوازن المالي بحلول عام 2024.
وأعلنت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيفات الائتمانية 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تعديل النظرة المستقبلة لمملكة البحرين من مستقرة إلى إيجابية بفضل تحسن المسار المالي.