في أعيادها الوطنية.. البحرين تجني ثمار مبادرات التسامح والسلام
تحتفل البحرين بأعيادها الوطنية، يومي الخميس والجمعة، ومبادراتها لتعزيز السلام ونشر التسامح تؤتي ثمارها.
تأتي الاحتفالات بعد أسبوع من افتتاح البحرين أكبر كاتدرائية كاثوليكية في منطقة الخليج، تحقيقا لرؤية عاهل البحرين المستنيرة في التقارب بين الأديان والثقافات.
كما تأتي بعد 3 شهور من عودة إقامة صلاة السبت في الكنيس اليهودي بالمنامة لأول مرة منذ 74 عاما، في خطوات متلاحقة تجسد التزام مملكة البحرين ومبادئها في إرساء وتعزيز الحوار بين الأديان والتفاهم بين مختلف الثقافات والحضارات، ونشر قيم الأخوة الإنسانية والتعايش بين الجميع.
أيضا تواصلت محطات قطار السلام بين البحرين وإسرائيل، لترسم خارطة طريق من أجل النهوض بمستقبل واعد للمنطقة.
وفي أحدث محطة على طريق السلام بعد توقيع البحرين معاهدة سلام تاريخية مع إسرائيل العام الماضي، استقبل الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية البحريني، قبل أسبوع، آيتان نائي، الذي سلمه نسخة من أوراق اعتماده سفيرا لدولة إسرائيل معينا لدى بلاده.
وذلك بعد نحو 3 شهور من افتتاح سفارة لتل أبيب في المنامة نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، وتوقيع مذكرات تفاهم للتعاون بين البلدين في مجالات عدة، بما يسهم في تحقيق الازدهار والرخاء لشعبي البلدين، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
محطات ومبادرات تتوج جهودا متسارعة لتعزيز السلام ونشر التسامح، وتعكس رغبة صادقة في أن يعم السلام المنطقة والعالم بما ينعكس رخاء وازدهارا على شعوب المنطقة.
وتحتفل البحرين بأعيادها الوطنية يومي 16 و17 ديسمبر/كانون الأول، إحياء لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح؛ دولة عربية مسلمة عام 1783، والذكرى الـ50 لانضمامها إلى الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى الـ22 لتسلم عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم.
أبرز محطات البحرين لترسيخ السلام وتعزيز الاستقرار ونشر التسامح في المنطقة والعالم ترصدها "العين الإخبارية" في التقرير التالي:
البحرين وإسرائيل.. محطات مهمة
- 11 سبتمبر/أيلول 2020: العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، والرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو، يتفقون في مكالمة هاتفية مشتركة "على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل ومملكة البحرين".
وأشادت الأطراف الثلاثة في بيان مشترك "بالدور القيادي لدولة الإمارات العربية المتحدة والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في إعلانها إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل بتاريخ 13 أغسطس 2020".
- 15 سبتمبر/أيلول 2020: التوقيع على معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، واتفاقية إعلان تأييد السلام بين تل أبيب والمنامة، حيث مثل نتنياهو إسرائيل، بينما مثل الإمارات وزير خارجيتها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، ومثل البحرين وزير الخارجية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني.
- 18 أكتوبر/تشرين الأول 2020: مملكة البحرين وإسرائيل توقعان بيانا تاريخيا مشتركا حول إقامة علاقات دبلوماسية إيذاناً ببداية عهد جديد وواعد في العلاقات بين البلدين.
- 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2020: وصول وفد رسمي بحريني برئاسة وزير الخارجية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني إلى تل أبيب، في زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها إلى دولة إسرائيل.
- 30 مارس/آذار 2021: البحرين تعين السفير خالد يوسف الجلاهمة، رئيسا للبعثة الدبلوماسية للمملكة لدى إسرائيل.
- 8 أغسطس/آب 2021: نائب وزير الخارجية البحريني الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، يجري زيارة لإسرائيل استغرقت 4 أيام.
- 31 أغسطس/آب 2021: وصول السفير البحريني لدى إسرائيل خالد الجلاهمة إلى تل أبيب لتسلم مهامه رسميا، ليكون رابع سفير عربي في تل أبيب بعد سفراء مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة.
- 2 سبتمبر/أيلول 2021: إسرائيل تعين إيتان نائي أول سفير لها لدى البحرين.
- 14 سبتمبر/ أيلول 2021: السفير البحريني في تل أبيب، خالد الجلاهمة، يقدم أوراق اعتماده الرسمي إلى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج.
- 30 سبتمبر/أيلول 2021: وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى البحرين في زيارة تاريخية، تم خلالها افتتاح سفارة بلاده في العاصمة المنامة.
كما تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين في عدد من المجالات ومنها الرياضة والبيئة والمياه.
واستقبل العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة وزير خارجية إسرائيل خلال الزيارة، وأكد أن السلام خيار استراتيجي لمملكة البحرين، وأن رؤية المملكة ونهجها يقومان على تعزيز قيم التفاهم والحوار والتعاون والتعايش السلمي والتسامح والتقارب بين الشعوب، وأن البحرين تحرص على دعم ومساندة كل الجهود من أجل تحقيق السلام والاستقرار والتنمية التي تصب في مصلحة الجميع.
- 30 سبتمبر/أيلول 2021: إقلاع أول رحلة جوية تجارية مباشرة بين البحرين وإسرائيل، بعد اتفاق السلام بين البلدين.
وأقلعت طائرة تابعة لـ"طيران الخليج" البحرينية من مطار المنامة بعد ساعة من وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد في أول زيارة رسمية إلى البحرين.
2 نوفمبر/تشرين الثاني 2021: ولي عهد البحرين رئيس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، لأول مرة على هامش مؤتمر غلاكسو للمناخ.
8 ديسمبر/كانون الأول 2021: الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية البحريني يستقبل آيتان نائي، الذي سلمه نسخة من أوراق اعتماده سفيرًا لدولة إسرائيل معينًا لدى مملكة البحرين.
وخلال اللقاء، أكد وزير الخارجية البحريني حرص بلاده على توطيد التعاون الثنائي مع دولة إسرائيل، وتعزيز دعائم السلام والاستقرار في المنطقة بما يحقق الازدهار والتنمية، متمنيًا له دوام التوفيق والنجاح في أداء مهام عمله الدبلوماسي.
مبادرات التعايش السلمي
أيضا تحتفل البحرين بأعيادها الوطنية، ومبادراتها لتعزيز التعايش السلمي تؤتي ثمارها حول العالم.
ومن أبرز تلك المبادرات إنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي عام 2018، وتدشين "كرسي الملك للحوار بين الأديان ودراسات التعايش السلمي" في جامعة سابيانزا العريقة بإيطاليا في نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2018، وتدشين وإطلاق "برنامج السلام السيبراني لمركز الملك حمد للتعايش السلمي" في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة بنسختها 74.
وتعكس تلك المبادرات اهتمام البحرين بترسيخ سياسة الانفتاح والتعايش وقبول الآخر، حول العالم.
وضمن أحدث مبادراتها لتعزيز التعايش السلمي ونشر ثقافة التسامح وإرساء مبادئ الحوار بين أتباع الأديان، افتتحت المملكة 9 ديسمبر /كانون الأول الجاري "أكبر كنيسة كاثوليكية" في شبه الجزيرة العربية بمنطقة العوالي جنوب العاصمة المنامة، لتصبح معلماً دينياً هاماً في مملكة البحرين يجسد ما تشهده من تعايش بين مختلف الأديان والمذاهب
وتتسع الكنيسة لـ2300 شخص، إضافة إلى مكاتب ومسكن للأسقف وساحة تكفي 6000 شخص من الزوار والمصلين.
وفي 21 أغسطس/آب الماضي، شهدت المملكة عودة إقامة صلاة السبت في الكنيس اليهودي بالمنامة لأول مرة منذ عام 1947.