سلمان بن حمد رئيسا لوزراء البحرين.. خبرات وإنجازات
أصدر عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أمرا ملكيا، بتكليف ولي العهد نائب القائد الأعلى الأمير سلمان بن حمد برئاسة الوزراء.
وبهذا القرار يكون الأمير سلمان بن حمد، ثاني رئيس وزراء بالبحرين منذ استقلالها في أغسطس/آب 1971، بعد الأمير الراحل خليفة بن سلمان آل خليفة، الذي ظل يشغل هذا المنصب على مدار 49 عاما إلى أن وافته المنية في وقت سابق الأربعاء.
ويتولى ولي عهد البحرين رئاسة الحكومة في بلاده متسلحا بخبرات كبيرة اكتسبها عبر تولي العديد من المناصب من بينها، ولاية العهد على مدار 21 عاما، ونائب القائد الأعلى منذ يناير/كانون الثاني 2008، ونائباً أول لرئيس مجلس الوزراء منذ عام 2013.
ومنذ اشتغاله بالعمل العام، تقلد الأمير سلمان بن حمد العديد من المناصب العسكرية والاقتصادية والسياسية، حقق خلالها إنجازات هامة لبلاده، وأطلق مبادرات نوعية، واضطلع بدور نشط فيما يتعلق بتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين مملكة البحرين والدول الشقيقة والصديقة وتعزيز أمن الخليج والسلام والتنمية المستدامة في الشرق الأوسط.
كما شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات الدولية المختلفة، وأسهم في تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البحرين والعديد من الدول الشقيقة والصديقة في إطار الزيارات الرسمية وزيارات العمل التي يحرص على القيام بها.
مولده ونشأته
ولد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، النجل الأول لعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة وقرينته الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، في 21 أكتوبر/تشرين الأول 1969.
وأكمل تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في المملكة ثم تابع دراسته الجامعية في الخارج، حيث حصل عام 1992 على شهادة البكالوريوس في الإدارة العامة من الجامعة الأمريكية بواشنطن، ثم حصل على درجة الماجستير في فلسفة التاريخ من جامعة كامبردج في إنجلترا عام 1994.
بدأ حياته العملية، وهو في الـ23 من عمره، حين عين عام 1992 نائباً لرئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات والبحوث ثم أصبح رئيساً لمجلس الأمناء في الفترة من 1995 وحتى 1999.
وخلال الفترة نفسها شغل منصب وكيل وزارة الدفاع ما بين 1995 حتى 1999 .
ولاية العهد
عقب تولي والده مقاليد الحكم في مارس/آذار 1999، تولى الأمير سلمان ولاية العهد لمملكة البحرين، ليكون عضدا لوالده في قيادة مسيرة التنمية.
وفي الشهر ذاته تقلد منصب القائد العام لقوة دفاع البحرين وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى 6 يناير/كانون الثاني 2008.
كما تولى عام 1999 أيضا رئاسة المجلس الأعلى للشباب والرياضة، الذي يشرف على مجمل نشاطات الشباب والرياضة في البحرين وظل في المنصب حتى عام 2010.
وفي 24 فبراير/شباط عام 2001، ترأس لجنة تفعيل مبادئ ميثاق العمل الوطني، الذي أدى إلى تحول البحرين من إمارة إلى مملكة دستورية في 2002 وإلى تأسيس المجلس الوطني (البرلمان) بغرفتيه - النواب (المنتخب) والشورى (المعين) لتمثيل مختلف مكونات المجتمع البحريني، وترافق ذلك مع تأسيس المحكمة الدستورية.
وكان من أهم ثمرات هذا الميثاق الإعلان عن إجراء انتخابات برلمانية في أكتوبر/تشرين الأول 2002 بعد 27 عاما من توقفها.
رؤية 2030
وبعد 3 أعوام من توليه ولاية العهد، ترأس في 3 مارس/ آذار 2002 مجلس التنمية الاقتصادية المناط به مهمة وضع الخطط والبرامج الاستراتيجية للتطوير الاقتصادي وتشجيع واستقطاب الاستثمارات.
وأسهم من خلال ترأسه لمجلس التنمية الاقتصادية بدور فاعل في تعزيز الحوارات الوطنية وتدشينها حول العديد من القضايا والموضوعات الخاصة بالشأن المحلي في المملكة.
وعمل مجلس التنمية الاقتصادية على إطلاق رؤية البحرين الاقتصادية 2030 في أكتوبر/تشرين الأول 2008، التي تعد رؤية شاملة لتطوير اقتصاد المملكة، مع التركيز على هدفٍ أساسي يتجلى في تحسين المستوى المعيشي لجميع مواطني مملكة البحرين.
كما حرص من خلال مجلس التنمية الاقتصادية على تطوير برنامج الرعاية الصحية في البحرين، وتوفير خدمات الرعاية الصحية للجميع.
وفي يناير/كانون الثاني 2008، أصدر عاهل البحرين أمراً ملكياً بتعيينه نائباً للقائد الأعلى ويتولى الإشراف على تنفيذ السياسة العامة والخطط العسكرية والإدارية والاقتصادية والمالية لقوة دفاع البحرين والحرس الوطني، كما يمارس أية صلاحيات أخرى يخولها له القائد الأعلى.
وبعدها بخمسة أعوام، وتحديدا في مارس/ آذار 2013، تم تعيينه نائباً أول لرئيس مجلس الوزراء، ليبدأ عقبها جهوده لتطـويـر أداء أجهـزة السلطـة التنفيذيـة ودعم توجهات الحكومة وبرامجها والعمل على موائمة البرامج الحكومية وأولوياتها مع مبادئ ميثاق العمل الوطني.
وقام بوضع وتنفيذ سلسلة من السياسات والبرامج الرامية إلى تعزيز التعاون بين مختلف أجهزة الحكومة والعمل على تحقيق الكفاءة الإنتاجية والخدمات المتكاملة، وضمان التنفيذ الأمثل لاستراتيجيات الحكومة نحو التنمية الشاملة.
وفي يوليو/تموز 2013 عُيّن الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، رئيساً للجنة العليا للثروات الطبيعية والأمن الاقتصادي، والتي تعنى بوضع استراتيجيات الأمن الاقتصادي وحماية الثروات الطبيعية ومصادر الطاقة واستثمارها بجميع أشكالها بما يكفل تحقيق الصالح العام.
وفي مايو/أيار 2016 عُيّن رئيساً للجنة العليا للتخطيط العمراني، التي تهدف إلى كفالة الارتقاء بمستوى التخطيط العمراني في المملكة، وضمان التطوير المستدام في مجال التنمية العمرانية.
إنجازات بارزة ومبادرات شاملة
ومن خلال المناصب العديدة، التي تولاها، أطلق الأمير سلمان العديد من المبادرات وحقق الكثير من الإنجازات في مختلف المجالات.
وقد جاء إصلاح سوق العمل ضمن مبادرات قادها ولي عهد البحرين للإصلاح الاقتصادي مما تمخض عنه إنشاء هيئة تنظيم سوق العمل وصندوق العمل (تمكين) ومنذ إنشائهما في عام 2006 أُنيط بهما وضع خطة وطنية لسوق العمل تتضمن الاستراتيجية والسياسة العامة بشأن تشغيل العمالة الوطنية ورفع كفاءتها.
كما حرص على الاهتمام بالتعليم، حيث يؤكد دائماً أن التعليم الذي هو أساس تطور المجتمع لابد أن يكون في أرقى مستوياته.
وفي ضوء ذلك تم تدشين عدد من المبادرات الرئيسية في مجالات مختلفة في القطاع التعليمي منها: الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي، وبرنامج تطوير مدارس البحرين، وبرنامج التعليم المهني والتدريب، وتحسين أداء المدارس، وهيئة ضمان جودة التعليم والتدريب، وكلية المعلمين.
كما أسس برنامج ولي العهد للمنح الدراسية العالمية، والذي يستهدف تمكين صفوة الشباب البحريني المتميز من الجنسين في تلقي العلوم في أرقى الجامعات العالمية والمساهمة بفعالية في بناء الوطن ودعم مسيرة التقدم والازدهار.
على الصعيد الرياضي، ساهم الأمير سلمان برؤيته في إنجاز مشروع حلبة البحرين الدولية وإقامة أولى سباقات الجائزة الكبرى (فورمولا 1) في الشرق الأوسط على أرض مملكة البحرين في 4 أبريل/نيسان 2004.
وتعتبر سباقات "فورمولا 1" إضافة نوعية لدعم وتنوع ونمو الاقتصاد الوطني بما تشكله من منصة ترويجية تخلق فرصاً متعددة للإعلان والتسويق والتوظيف وبناء العلاقات الاقتصادية والاستثمارية.
المجلس الأسبوعي
ورغم انشغاله ومسؤولياته، وجرياً على عادات حكام البحرين في التواصل مع مختلف أبناء المجتمع، يحرص الأمير سلمان بن حمد أسبوعيا على الالتقاء بكافة شرائح المجتمع من خلال مجلسه الأسبوعي.
ويحضر لمجلسه أفراد العائلة المالكة والوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى والبلديات ورجال الدين والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية وأعضاء السلك الدبلوماسي في البحرين والشخصيات الأكاديمية والفكرية والإعلامية وأفراد المجتمع.
ومن هوايات الأمير سلمان الرماية ورياضة السيارات، والدراجات النارية، والرياضات البحرية.
أوسمة
تلك السيرة الحافلة بالعطاء والإنجاز، توجت بحصول الأمير سلمان بن حمد على العديد من الأوسمة تقديرا وتكريما له، من أبرزها وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الممتازة، ووسام النهضة للملك حمد من الدرجة الممتازة، ووسام أحمد الفاتح ووسام البحرين من الدرجة الأولى.
كما حصل أيضا على وسام تقدير الخدمة العسكرية من الدرجة الأولى، ووسام حوار من الدرجة الأول، ونوط تحرير الكويت، ووسام النهضة من الدرجة الأولى من الأردن، ووسام الاتحاد من الإمارات.
aXA6IDMuMTQ1LjkyLjk4IA==
جزيرة ام اند امز