مهن "غير متوقعة" مصير العاملين بالسياحة في بالي.. قبلة الترفيه تتألم
بعد تفشي وباء كورونا أصبح آلاف العاملين في قطاع السياحة في الجزيرة مجبرين على العودة إلى قراهم واتباع الأساليب التقليدية لكسب الرزق
بعد ما كانت ني نيومان أيو سوتارياني، 37 عاما، تعمل مدربة يوجا وتدليك في منتجعات بالي الصحية وفنادقها المترفة، وجدت نفسها الآن مجبرة على العودة للعمل في مزرعة بالقرية التي نشأت فيها حتى تتمكن من تربية أبنائها الثلاثة.
لم تكن هذه هي الحياة التي تتطمح فيها السيدة أيو، لا سيما أن جزيرة بالي الإندونيسية تعتمد بصورة كبيرة على السياحة لكن بعد تفشي وباء كورونا المستجد في أنحاء العالم تبدلت الأوضاع، وأصبح آلاف العاملين في قطاع السياحة هناك مجبرين على العودة إلى قراهم واتباع الأساليب التقليدية لكسب الرزق.
وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قالت السيدة أيو إن هذه هي المرة الأولى التي تصبح فيها بدون عمل، وإنها أحيانا ترغب في البكاء. وأضافت: "كل شيء هنا يعود إلى الزمن القديم هذا ما علينا القيام به لتجنب الجوع".
وكما هو الحال مع السيدة أيو، عاد كثيرون إلى مزارع عائلاتهم في المناطق الريفية للمساعدة في زرع المحاصيل وحصادها أو التنقيب عن المحار في خليج بينوا الضحل أو الصيد من أحد شواطئ بالي المهجورة.
وفيما يعد مؤشرا آخر على الانحدار الاقتصادي الهائل في الجزيرة الإندونيسية التي كانت تحظى بشعبية سياحية هائلة ويقصدها الزوار من أنحاء العالم، عاد بعض المحليون إلى نظام المقايضة، إذ يتبادلون الخضراوات والفواكه مع بعضهم لتوفير أكبر قدر من النقود لشراء الضروريات.
وتعتبر جزيرة بالي ذات الـ4.4 مليون نسمة بمثابة محرك السياحة في إندونيسيا نظرا لما تتضمنه من شواطئ خلابة وحقول أرز متدرجة ومعابد عتيقة فضلا عن الطقس الرائع.
ويعتمد أكثر من نصف اقتصاد بالي على السياحة بصورة مباشرة وربع آخر يرتبط بأنشطة أخرى لكنها تتعلق بالسياحة أيضا مثل نقل الزوار وتزويد المطاعم والفنادق بالطعام.
وبالرغم من أن الجزيرة الإندونيسية تعرضت لكوارث كثيرة في الماضي مثل تفجير 2002 ووباء السارس عام 2003 إلا أن وباء كورونا المستجد كان الأكثر تدميرا.
أجبر الوباء الفنادق والمنشآت السياحية على تسريح بعض العمال وخفض أجور وساعات عمل الآخرين. وأبقت الفنادق الكبيرة عدد ضئيل جدا من الموظفين وجعلت التناوب بينهم يمتد ما بين أسبوع أو أسبوعين في كل مرة وذلك مقابل القليل من المال أو العودة إلى قراهم.
استقبلت بالي العام الماضي أكثر من 6 مليون سائح دولي و10 ملايين من إندونيسيا. وخلال النصف الأول من العام الحالي استقبلت 1.1 مليون سائح أجنبي ومعظمهم جاء إليهم قبل تفشي الوباء، ما يشكل انخفاضا بحوالي 2.9 مليون سائح خلال نفس الفترة من العام الماضي.
ويقترح بعض الأهالي المتضررين من تدهور السياحة في بالي ضرورة الاعتماد على قطاعات أخرى مثل الزراعة لدعم اقتصاد الجزيرة نظرا لهشاشة قطاع السياحة وتقلبه المستمر.
بدأ حاكم بالي في فتح الجزيرة تدريجيا هذا الشهر ويشمل ذلك المطاعم والشواطئ الشعبية. ويأمل في استعادة السياح المحليين إلى بالي بحلول الأسبوع المقبل وجذب السياح الأجانب بدءا من 11 سبتمبر/أيلول المقبل.
aXA6IDMuMTQ3LjEzLjIyMCA= جزيرة ام اند امز