أزمة سلع بالأفق.. انهيار جسر بالتيمور يقطع شريانا مهما بسلاسل الإمداد
أدى انهيار جسر بالتيمور الثلاثاء الماضي إلى قطع الوصول إلى جزء كبير من ميناء المدينة الذي يعد شريان الحياة لسلاسل الإمدادات.
وتقول "واشنطن بوست" في تقرير جديد، إن الحادث تسبب في تعليق حركة السفن مما سيؤدي في المستقبل إلى تعطيل ممر تجاري رئيسي، وسيترتب عليه مزيد من الشلل لسلاسل التوريد التي تعاني بالفعل.
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن ميناء بالتيمور المتضرر من حادثة الجسر، هو السابع عشر من حيث الحجم في الولايات المتحدة، من حيث إجمالي الأطنان وفق آخر احصائية لعام 2021.
الميناء يعتبر شريانًا مهمًا لحركة السيارات وآلات البناء والفحم، ويشهد تعاملات مع ما يصل لـ 52.3 مليون طن من البضائع الأجنبية بقيمة تقارب 81 مليار دولار وفق احصائية لعام 2023، جمعت من بيانات ولاية ماريلاند، كما أن الميناء المتضرر يوفر أكثر من 15000 فرصة عمل.
وفي بيان رسمي، أعلنت إدارة ميناء بالتيمور، الثلاثاء الماضي، إنه سيتم تعليق حركة السفن داخل وخارج الميناء حتى إشعار آخر نتيجة لحادث انهيار الجسر، مع استمرار حركة الشاحنات من وإلى الميناء.
ونقلت "واشنطن بوست" تصريحات لـ "سال ميركوجليانو"، المؤرخ البحري بجامعة كامبل الذي علق على تأثير حادثة الجسر على سلاسل الإمدادات للسيارات والفحم وبضائع أخرى حيوية في ميناء المدينة.
وقال المرؤخ البحري إن "بالتيمور ليست واحدة من أكبر الموانئ في الولايات المتحدة، لكنها ميناء جيد ومتوسط الحجم". لديها 5 محطات عامة و 12 محطة خاصة للتعامل مع حركة المرور في الميناء".
وتابع "الميناء يشهد شحن السيارات، وحركة مستمرة لناقلات البضائع السائبة، والحاويات، والركاب"، "لذلك سيكون لهذا تأثير كبير على سلاسل التوريد."
ضربة لاستيراد السيارات
وتعد بالتيمور أكبر ميناء في الولايات المتحدة الأمريكية لشحنات السيارات، حيث استوردت وصدرت الميناء عبر مينائها المتضرر من العطلة، أكثر من 750 ألف سيارة في عام 2022، وفقًا لبيانات المجموعة الصناعية الأمريكية التي تعرف بـ "التحالف من أجل الابتكار بمجال السيارات".
وتقول "واشنطن بوست"، إن حوالي ثلاثة أرباع السيارات التي تمر عبر الميناء في بالتيمور مستوردة، وتهيمن عليها العلامات التجارية ذات الأسماء الكبيرة، بما في ذلك مازدا ومرسيدس بنز.
واستعرضت الصحيفة إحصائية تكشف عن أعلى 8 ماركات سيارات من حيث قيمة استيراد موديلاتها عبر ميناء بالتيمور، خلال مارس 2024.
وشملت في الصدارة علامة مازدا التي تقدر قيمة موديلاتها المستوردة عبر ميناء بالتيمور بـ 118 مليون دولار، ومن بعدها في المركز الثالث، تأتي مرسيدس 73 مليون دولار، ثم سوبارو الولايات المتحدة بقيمة 70 مليون دولار من سياراتها المستوردة، وغيرها من الماركات التي سيتأثر استيرادها بعد تعطل الميناء.
وعلى الجانب الآخر قال أمبروز كونروي، الرئيس التنفيذي لشركة سيراف الاستشارية، في تصريحات لواشنطن بوست، إن معظم الشركات الكبرى لديها ما يكفي من المخزون لدى التجار الأمريكيين، مما يجعل من غير المرجح أن يكون هناك أي تأثير فوري على العرض.
أيضا، قال جون بوزيلا، رئيس تحالف الابتكار في صناعة السيارات في تصريحات للصحيفة، أنه "من السابق لأوانه تحديد تأثير هذا الحادث على صناعة السيارات، ولكن سيكون هناك بالتأكيد اضطراب في التوريد".
إمدادات الفحم
وبخلاف صادرات السيارات، احتل ميناء بالتيمور المركز الثاني في الولايات المتحدة الأمريكية لتصدير الفحم العام الماضي، بحسب بيانا لولاية ميريلاند.
وقال ألكسيس إليندر، كبير المحللين في شركة Kpler العالمية لمعلومات التجارة العالمية، إن المدينة رغم ذلك، ليست موردًا عالميًا ضخمًا للفحم الحراري، ومن المحتمل أن يتم تعويض التعطيل عن طريق بدائل من أستراليا أو إندونيسيا إذا لزم الأمر.