حظر واردات الغاز الروسي.. هل تنطفئ أضواء أوروبا؟
تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى فرض حالة من الحصار الاقتصادي على روسيا بقرار فرض حظر على واردات من النفط والغاز الروسيين.
ويرى مراقبون أن قرار الرئيس الأمريكي وما تبعه من تأييد بريطاني مماثل بحظر استيراد النفط الخام والمنتجات البترولية الروسية بحلول نهاية العام 2022، يهدف إلى إجبار روسيا على الجلوس على طاولة المفاوضات أو الانجذاب إلى حرب عالمية ثالثة تكون قارة أوروبا شريكاً رئيسيا ً فيها مما يجبر موسكو على الانصياع للاستسلام وعدم التصعيد في أوكرانيا.
ماذا يعني حظر الواردات النفط؟
قال وزير البترول المصري الأسبق، أسامة كمال في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إن وقف الواردات الروسية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ومن ثم بريطانيا، يعني خلق حالة من الاختناق الاقتصادي ليس فقط على موسكو ولكن على كافة دول العالم سيما وأن أسعار البترول قد قفزت بشكل كبير ومباشر فور إعلان الرئيس بايدن قراره بحظر واردات النفط والغاز الروسيين مباشرة.
وشدد كمال على أن الإدارة الأمريكية تعمدت اللجوء إلى قرارها بحظر واردات النفط والغاز بهدف تأجيج دول العالم ضد إدارة الرئيس الروسي فلادdمير بوتين، في الوقت الذي يتوقع فيه أن تزيد نسبة الغلاء خلال الأجل القريب المقبل بشكل كبير مما سيشكل ضغطا هائلاً على الدول.
ارتفاع مباشر في الأسعار
وينعكس قرار الولايات المتحدة وبريطانيا مباشرة على أسعار كافة السلع والبضائع في كافة دول العالم، سيما وأن النفط والغاز يتداخلون في كافة مناحي الحياة وهذه الزيادة الكبرى المفاجئة سيكون لها أبلغ الأثر في حدوث زيادة كبرى وستتأثر كافة دول العالم من تلك الزيادة.
وارتفعت أسعار برميل البترول عقب قرار بايدين ليصل إلى مستوى 132.02 دولار ، وهو ما يراه وزير البترول الأسبق منطقياً بل إن الأسوأ لم يأت بعد، سيما وأن هذا الارتفاع سيتبعه بكل تأكيد ارتفاعأ آخر وخلال مدة زمنية قصيرة بكل أسف.
وتوقع أن يصل سعر برميل النفط الواحد إلى مستوى 150 دولار على الأقل خلال اليومين المقبلين كتبعات لقرار الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا، ومن الوارد أن يستمر الارتفاع الجنوني لأسعار النفط مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية.
هل تنطفئ أضواء أوروبا؟
آثار محاصرة روسيا لن تنعكس على موسكو فقط بحسب ما يؤكد كمال، حيث أن وقف تصدير الغاز سيكون له نتائج وخيمة على قارة أوروبا سيما وأنها تعتمد على روسيا بشكل رئيس في تأمين احتياجتهم من الغاز والبترول، ولذلك فإن العديد من الدول الأوروبية تقدم قدماً وتخلف الأخرى في اتخاذ أي إجراءات ضد روسيا في الوقت الذي تبحث في عن بدائل تستطيع تأمين احتياجاتها من الوقود.
ويعتقد كمال أن بعض الدول الأوروبية تفكر جدياً في اللجوء إلى إيران لتأمين احتاجاتهم غير أن هذه الخطوة غير مأمونة العواقب سيما وأن طهران تعادي العديد من الدول الأوروبية جراء العقوبات المتلاحقة التي واجهتها خلال السنوات الماضية ما يدفعها لاتخاذ موقف سياسي ضد تلك الدول والانحياز إلى روسيا.
واختتم كمال بأن أوروبا الآن أصبحت في ورطة حقيقة وبين خيارين أحلاهما مر، حيث ستدفع أوروبا والعالم ويلات الحرب الروسية الأوكرانية التي ربما لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أعلن حظرا على واردات النفط الروسية في تشديد جديد للعقوبات المفروضة على موسكو على خلفية عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وقال بايدن في كلمة مباشرة اليوم الثلاثاء إن بلاده نسقت قرار حظر الواردات النفطية مع عدد من الشركاء.
وأوضح أن الولايات المتحدة ستتضرر من قرار حظر واردات النفط الروسية.
وظل بايدن مترددا في الإقدام على الخطوة خشية تأثيرها المحتمل على الحملة الانتخابية للحرب الديمقراطي في ظل ارتفاع متوقع في أسعار المحروقات.
وقال الرئيس الأمريكي إن الاقتصاد الروسي يتداعى، مؤكدا أن الروبل يواصل الانخفاض.
وتعهد بايدن بتقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، داعيا الكونجرس لتمرير حزمة المساعدات إلى كييف
وأضح أن إدارته تعمل عن كثب مع أوروبا لتطوير استراتيجية لتقليل اعتمادهم على الطاقة الروسية.
وأضاف أن الرئيس الروسي قد يسيطر على مدينة لكنه لن يستطيع السيطرة على أوكرانيا بأكملها، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تتشارك مع الدول الأوروبية مسؤولية الاهتمام باللاجئين.
وقال بايدن في كلمته :"سنحظر جميع واردات النفظ والغاز والطاقة. هذا يعني أن النفط الروسي لن يكون مقبولًا بعد الآن في موانئ الولايات المتحدة وسيُوجّه الشعب الأمريكي ضربة أخرى قوية لبوتين".
وأضاف أن قرار الحظر اتُخذ "بتنسيق وثيق" مع حلفاء الولايات المتحدة، متابعًا "لن نساهم في دعم حرب بوتين".
وأوضح بايدن قائلا:"يمكننا اتخاذ هذا القرار فيما لا يستطيع آخرون".