بعد استقالة حسينة.. هل يصرف «بنك الفقراء» شيك السلطة لمحمد يونس؟
بين ليلة وضحاها، باتت بنغلاديش تحت سيطرة الجيش، بلا رئيس حكومة بعد استقالة الشيخة حسينة، فهل يصرف "بنك الفقراء" شيك السلطة لحامل "نوبل"؟
محمد يونس، الحائز على جائزة نوبل للسلام، وأحد رواد القروض الصغيرة، برز اسمه في ظل الأزمة السياسية التي تعيشها بنغلاديش، على وقع احتجاجات طلابية منذ الشهر الماضي.
ومع ترقب الاجتماع الذي سيجمع قائد الجيش في بنغلادش مع قادة الاحتجاجات الطلابية، اليوم الثلاثاء، قال الطلاب الذين نظموا الاحتجاجات قبيل اجتماعهم إنهم سيضغطون من أجل تولي محمد يونس (84 عاما) الحكومة المؤقتة.
وقال قائد حركة "طلاب ضد التمييز"، ناهد إسلام في تسجيل مصوّر "قررنا بأن يتم تشكيل حكومة مؤقتة يكون الحائز على جائزة نوبل الدكتور محمد يونس الذي يتمتع بقبول واسع، كبير مستشاريها".
وأعلن قائد الجيش الجنرال وقر الزمان، أمس، في بث على التلفزيون الرسمي استقالة الشيخة حسينة من منصبها كرئيسة للوزراء مؤكدا بأن الجيش سيشكّل حكومة مؤقتة.
ويتوقع بأن يجتمع وقر الزمان مع الطلاب الذين قادوا الاحتجاجات في وقت لاحق اليوم الثلاثاء.
ويعود الفضل إلى خبير الاقتصاد يونس (84 عاما)، في انتشال الملايين من الفقر من خلال مصرفه للقروض الصغيرة المعروف باسم "بنك الفقراء"، لكنه واجه انتقادات من حسينة التي اتّهمته بـ"مص دماء" الفقراء.
وكتب قائد آخر لحركة "طلاب ضد التمييز" يدعى آصف محمد، على "فيسبوك": "نثق بالدكتور يونس".
ويونس حاليا في أوروبا وأفاد مساعد مقرّب منه في وقت متأخر أمس، بأنه لم يحصل حتى اللحظة على أي عرض من الجيش لقيادة الحكومة المؤقتة.
من هو محمد يونس؟
محمد يونس أحد أشهر الاقتصاديين في العالم، ولد عام 1940، وتمحورت حياته على مكافحة الفقر في بلاده.
في عام 1957، التحق بجامعة دكا لدراسة الاقتصاد، وتخرج منها عام 1961، وعين محاضرا في الاقتصاد في كلية شيتاغونغ عام 1961، وأنشأ خلال هذه الفترة مصنعا للتعبئة والتغليف.
وبعد ذلك بتسع سنوات، حصل يونس على منحة من مؤسسة فولبرايت لدراسة الدكتوراه في جامعة فاندربيلت بولاية تينيسي الأمريكية، ومن هناك شارك في النضال من أحل استقلال بنغلاديش.
يونس عاد إلى بنغلاديش عام 1972، وعُين بلجنة التخطيط في الحكومة، لكنه وجدها وظيفة مملة، فاستقال منها للانضمام إلى جامعة شيتاغونغ، رئيسا لقسم الاقتصاد،
ربما نقطة التحول في حياته، كانت تعرض بنغلاديش لمجاعة صعبة عام 1974، تسببت في موت 1.5 مليون بنغالي.
إذ رأى يونس أن الفقر يتسبب في حرمان صاحبه من كل قيمة إنسانية نبيلة، ولذلك فإن توفير قروض ولو صغيرة جدا تعد حقا من حقوق الإنسان ووسيلة فعالة لمواجهة الفقر والخروج من دائرته.
ونجح يونس في إنشاء وتأسيس بنك "غرامين" (بنك الفقراء)، الذي يهدف إلى الحد من الفقر من خلال توفير قروض صغيرة للفقراء من دون ضمانات.
بدأ الأمر بحصول يونس في الحصول على قرض من الحكومة عن طريق بنك جاناتا لإقراض الفقراء في قرية جوربا، وواصل العمل وتأمين قروض من البنوك الأخرى، حيث وصل عدد المقترضين 28 ألفا بحلول عام 1982، ومن هنا بدأ التفكير في مشروع تجريبي متكامل لتأسيس بنك غرامين.
يونس ترك رئاسة البنك عام 2011 بطلب من البنك المركزي في بنغلادش، لتجاوزه سن التقاعد (60 عاما).
والبنك مستمر حتى الآن، إذ ينشط في 94% من قرى بنغلاديش، وتغطي نشاطاته 81 ألفا و678 قرية في البلاد، ويقدم الخدمات لحوالي 45 مليون شخص.
aXA6IDMuMTMxLjEzLjE5NiA= جزيرة ام اند امز