إفلاس الخطوط الجوية التونسية.. مؤامرة يكشفها الرئيس سعيد
ندد الرئيس التونسي قيس سعيد بأطراف مجهولة قال إنها دبرت ولا تزال تخطط لقيادة شركة الخطوط الجوية التونسية إلى الإفلاس، بغية بيعها والتفريط فيها.
وبالأمس، دعا سعيد إلى ضرورة إعادة البريق للخطوط التونسية والقضاء على الأسباب التي أدت إلى تراجعها مع تحميل المسؤولية كاملة لمن أرادوا إفشالها بهدف خصخصتها كما حدث سابقا مع عدد من المؤسسات والمنشآت العمومية.
وتفاوض سلطات تونس صندوق النقد الدولي منذ نحو 18 شهرا على برنامج تمويل بقيمة 1.9 مليار دولار، مشفوعا بإصلاحات اقتصادية، تشمل رفع الدعم عن المواد الأساسية والمحروقات والتخلي عن المؤسسات الحكومية المفلسة وتجميد زيادة الأجور.
وتراكمت في السنوات العشر الأخيرة خسائر الشركات الحكومية في تونس، ومن بينها شركة الخطوط التونسية، وصارت حملاً ثقيلاً على موازنة البلاد في ظل عدم إيجاد أرضية ملائمة تراعي مصلحة البلاد الاقتصادية.
سماء تونس لطائراتها
كما شدّد الرئيس قيس سعيد خلال لقائه بربيع المجيدي، وزير النقل، وخالد الشلي، الرئيس المدير العام لشركة الخطوط التونسية ،على أن "السماء نريدها مفتوحة للطائرات التونسية لا أن تجوبها طائرات لا يكون لطائراتنا مكان في أسرابها."
وتعرّض الرئيس التونسي، أيضا، إلى ضرورة تحسين الخدمات في الأرض والجوّ، مذكّرا بأن الخطوط التونسية كانت على مدى سنوات بعد تأسيسها في طليعة شركات الطيران العالمية.
وتناول الاجتماع، كذلك، ضرورة تجديد أسطول طائرات الخطوط التونسية ووضع برنامج لاقتناء طائرات جديدة وخطة عمل لبيع الطائرات الرابضة في المطارات أو بيع قطع غيارها إن لم تعد صالحة للاستعمال.
كما تناول اللقاء" برنامج إنقاذ هذه المنشأة العمومية التي كانت لمدة سنوات طويلة إحدى زهرات هذا الصنف من المنشآت قبل أن ينخرها الفساد كما نخر العديد من المؤسسات الأخرى".
خسائر الخطوط التونسية
وبلغت خسائر شركات النقل الحكومية بمختلف أصنافها (براً وبحراً وجواً) في العاصمة التونسية وحدها مع نهاية عام 2021 ما قيمته 6500 مليون دينار (2096 مليون دولار).
واستأثرت الناقلة الوطنية "الخطوط الجوية التونسية" بالنصيب الأكبر من الخسائر بـ2200 مليون دينار (709.6 مليون دولار) ثم "شركة نقل تونس" بخسائر وصلت إلى 1836 مليون دينار (592.2 مليون دولار) بجانب شركة السكك الحديدية بخسائر بـ1600 مليون دينار 516 (مليون دولار).
كما بلغت خسائر ديوان المطارات 567 مليون دينار (183 مليون دولار) فيما تخطت خسائر شركة الملاحة البحرية 293 مليون دينار (94.5 مليون دولار).
وتعاني شركات النقل العام من ارتفاع غير مبرر وغير مدروس لعدد العمال والكوادر، إذ بلغ 20430 عاملاً، منهم 7350 عنصراً في شركة نقل تونس فقط.
"تفويت الإخوان"
وكانت تونس في عهد إخوان تونس تخطط للتفويت (الخصخصة) في 15 مؤسسة ومنشأة حكومية.
وفي تونس 104 مؤسسات ومنشآت عمومية تنشط في قرابة 21 قطاعا اقتصاديا، أغلبها متواجد في ميادين الطاقة والصناعة والصحة والخدمات.
ويحتدم الجدل في تونس منذ سنوات، حول وضعية المؤسسات الحكومية التي ما انفكت تسجل خسائر مالية بعد أن كانت تحقق أرباحا، وتساهم في تمويل موازنة الدولة.
وسبق للاتحاد العام التونسي للشغل، وعبر تصريحات أبرز قياداته وبياناته المتكررة، أن نبه الحكومة بأن التفويت في المؤسسات العمومية يعد خطاً أحمر لا يجب تخطيه.
aXA6IDE4LjExNy4xNTQuMjI5IA== جزيرة ام اند امز